ضمن فعاليات مؤتمر وزراء التنمية الاجتماعية للاتحاد الافريقى التى تنتظم البلاد هذه الايام بمشاركة اكثر من 150 خبيرا افريقيا وعربيا فى مجال التنمية الاجتماعية قدم البروفسور ادورادو سولبليسا خبير مكافحة الفقر تجربة البرازيل فى مجال مكافحة الفقر فى اطار تمكين السياسات الاجتماعية نحو الادماج الاجتماعى ،اشار فيها الى ان كل الاديان السماوية تدعو الى المساواة فى الحرية والحق فى العيش الكريم مستشهدا بعدد من الدراسات التى اجريت فى مجال مكافحة الفقر ،مشيرا الى ان كل الرسالات اقرت مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة وتوفير فرص تعليمية وصحية جيدة للمواطنين بالاضافة الى التقدم فى مجال اعطاء فرص عمل بعدالة وان يستفيد المزارعون من نتاج زراعتهم وقال ان كل ذلك لايتأتى الا بتوفير الادوات الاساسية لذلك والتى تتفق مع القيم الاساسية لتلك البلدان ، وابدى عدد من المشاركين فى الندوة من دول غانا وبورندى ومنظمة التنمية الافريقية بطرابلس رغبتها فى الاستفادة من تجربة البرازيل فى مكافحة الفقر قائلين بان احتكاك التجارب تستفيد منه الدول خاصة اذا كان الامر يتعلق بالجوانب الاجتماعية وفى مصلحة الشعوب مبينين ان المقاربات فى التجارب تعود باستئصال الفقر متسائلين عن امكانية صناعة سيناريو عالمى لمحاربة الفقر ، فى وقت اشار فيه الامين العام لديوان الزكاة البروفسور عبد القادر الفادنى الى تجربة السودان فى مجال مكافحة الفقر والتى قال انها تأخذ عدة جوانب خاصة وان ولاية البحر الاحمر قد اتخذت تجربة الطعام مقابل التعليم بشراكة مع ديوان الزكاة بالاضافة الى مشروع الكفالة الذى يقوم به الديوان للايتام والارامل وكفالة الطلاب بالجامعات بجانب دعم بعض الاسر وتمليكها بعض المشروعات المنتجة لاجل كسب القوت وتساءل عن النظرية التى قال بها الخبير الدولى بتوفير الحد الادنى لكل شخص للدولة ،وقال ان ذلك يتطلب مقدرة كبيرة للدولة وقال اننا فى السودان ظللنا ننتهج مبدأ توفير المعينات للاشخاص لاجل كسب قوتهم والمساهمة بذلك فى الخروج من دائرة العوز والفقر وقال ان ذلك يتواجد حاليا فى نماذج من مشروعات حقيقية موجودة بمعرض الصناعات الصغيرة المقام حاليا على شرف مؤتمر وزراء التنمية الافريقى ، وقال بعض المناقشين ان تجربة كل دولة تعتمد على مواردها ومدى وجود بنيات تحتية بها ووضع ميزانيتها العامة كما ان السودان يظل يبحث حاليا عن التنمية المتوازنة ومن ثم اعادة توزيع الثروة على اسس مقبولة . وترى وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى اميرة الفاضل ان مكافحة الفقر يعتبر من اهم الموضوعات الموضوعة للمناقشة بالمؤتمر بهدف الوصول الى كيفية الحد من الفقر واستصحاب تجارب الدول الاخرى مقارنة بالتجارب المحلية لكل دولة. وقالت نهدف من الاستفادة من التجربة البرازيلية كشراكة فى مجال التنمية مشيرة الى استفادة بعض الدول الافريقية من التجربة البرازيلية مثل جنوب افريقيا ونامبيا وقالت لذلك نسعى الى الاستفادة منها داخل السودان . وقال الخبير البرازيلى ادواردو ان ارادت الدولة تحقيق مجتمع متمدن فلابد من وضع القيم فى الاعتبار والبدء فى اذكاء روح التنفاس حول التعليم والصحة وسيادة مسألة العدالة والمساواة بصورة رئيسية والبحث عن انجع سبل السياسات الاقتصادية التى تتفق مع القيم وتوطيد نظام جيد للرعاية الصحية بالاضافة الى توطيد تجربة القروض الصغيرة ، وقال ومن بين هذه الادوات لابد من ان تكون مسألة المواد المتعلقة بالدخول ان يكون الدخل كافٍ لتغطية الاحتياجات الاساسية مبينا ان فكرة الدخل الرئيسى هى عمق الفكر الانسانى واشار الى عدة افكار فى مجال محاربة الفقر قام بها فلاسفة قبل مائتى عام الى ان تم تعريف الفقر بان له اصل فى الملكية الخاصة وفى الحضارة . ودافع الخبير عن حقوق المزارعين والمنتجين لاجل مساواتهم مع الآخرين وقال لابد لهم من ان ينتفعوا من انتاجهم وحصادهم بجانب فصل جزء من دخل الاغنياء وتوزيعه للكل قبل ان تتراكم الثروة فى ايدٍ قليلة من الناس مبينا ان لكل شخص الحق فى امتلاك ادوات استمرارية الحياة وقال ان هنالك كثيرا ممن نالوا جوائز نوبل للسلام توصلوا الى ضمان الحد الادنى للدخل للجميع وغير مشروط . واشار كذلك الى برنامج آخر وهو برنامج «المنح» للاسر خاصة وان دخل الاسرة فى البرازيل بحوالى 80 دولار فى الشهر الواحد وقال ان اى اسرة لديها الحق فى الاستفادة من هذا البرنامج فى البرازيل وان اى اسرة لم يصل دخلها ال40 دولارا نبدأ معها برنامج المنح مشيرا الى ان وزارة الشئون الاجتماعية تدعم الاسرة الواحدة فى حالات الحمل ومن عمر سنة الى ست سنوات للاطفال ب20 دولارا مبينا ان تنفيذ عدد من البرامج فى البرازيل ومن ضمنها توفير حد ادنى لكل شخص بالبرازيل وبرنامج المنح العائلى استطاع اخراج حوالى 21 مليون شخص من دائرة الفقر منذ الفترة ما بين 2001-2009م الى ان وصلت نسبة الفقر بالبرازيل الى 23 % وقال اننا خفضنا الفقر بتوفير دخل اساسى لكل البرازيليين وحتى الاجانب المقيمين لاكثر من خمس سنوات وقال ان الدخل يخضع لمعايير مع الوضع فى الاعتبار الحاجة والكفاءة وقال ان ذلك تم عبر ثلاثة اهداف هى المساواة لردم الفجوة بين الطبقات والمرونة فى سير الرواتب ومزيد من التعاون مع العمال والدخول فى شراكات مع اصحاب العمل ،مبينا ان مقترح الدخل الاساسى وعدت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى ان يتم تقديمه فى البرلمان للنظر فيه .