* قبل أقل من عامين تعرض الهلال لأبشع وأقسى هزيمة يتعرض لها فريق سودانى فى التاريخ الحديث، حينما إكتسحه فريق مازيمبى الكنغولى مسجلا نصرا قياسيا فى البطولة بلغ فى مجمله خمسة أهداف بأم درمان و كانت تلك الهزيمة هى الأكبر فى البطولة خصوصا وأنها حدثت (وسط الأنصار وداخل الدار - المقبرة ) وعندها لم يتغير مسار الحياة بل ظل كما هو، وقد سبق للمريخ أن خسر بأربعة أهداف أمام الصفاقسى ووقتها لم ( تقم القيامة ) وتقول أرقام الحقيقة إنه ومنذ العام ( 1989) حيث حقق المريخ كأس أفريقيا لم يستطع أى فريق سودانى أخر أن يأتى بمثل ذاك الإنجاز الوحيد للفرق السودانية ولهذا لا أرى داعيا للضجة الحالية وحالة الإحباط التى تسيطر على المجتمع المريخى ولا للسخرية والإستفزاز والشتائم والخروج عن المألوف و( الأدب ) وتخطى الحواجز وكأنها المرة الأولى التى يخرج فيها فريق سودانى من البطولة الأفريقية *المريخ كيان كبير وعريق له تاريخ حافل ويعشقه الملايين وهو من أشهر فرق القارة بالتالى يجب أن لا تخلخله خسارة أو ينهزم مجتمعه لمجرد تعرضه لهزة نراها عابرة و عادية تتعرض لها كل فرق العالم ويكفى أن نشير إلى أن الإسماعيلى المصرى خرج من البطولة بعد أن إنهزم من نظيره الكيني برباعية نظيفة وشهدنا الكيفية التى ودع بها الزمالك. *مشكلتنا أننا نتعامل مع كرة القدم ونتائجها بطريقة تختلف عن التى تتعامل بها المجتمعات المتحضرة حيث أننا نمارس التخلف والبدائية وذلك لأننا ننظر لكرة القدم من خلال الإعلام خصوصا الذى يختزل كرة القدم فى المريخ والهلال، وأن أيا منهما يجب أن لا يخسر وفى حالة أن يتعرض أحدهما لهزيمة ( فالقيامة ستقوم ) ويحسب للإعلام و( عليه ) نجاحه فى تحويل العلاقة بين المريخ والهلال إلى عدائية قوامها الحقد والغيرة والحسد والكراهية *كل عشاق طرفى القمة لهم قناعة بقواعد كرة القدم ( نصر - خسارة - تعادل ) ولكنهم يخافون من الهزيمة ويرتعشون منها بسبب ما يكتبه إعلام الفريق المنتصر من إستفزازت وإساءات وسخرية وقد تعمقت الكراهية بين مشجعى القمة لدرجة أن خسارة المريخ فى أية مباراة هى بمثابة إنتصار للهلال كما أن أنصار المريخ يتعاملون مع هزيمة الهلال وكأنها فوز لفريقهم . وما قصدت قوله هو أن الإعلام يتحمل مسؤولية الإنفلات وإفساد الذوق العام للرياضيين وبات واحدا من أكبر المهددات التى تواجه إستمرارية هذا المنشط بعد أن أصبح طاردا بسبب الأقلام، حيث أصبح التعدى فيه على حرمات الناس أمرا جائزا وعاديا والإتهام فيه مشروعا والإساءة أمرا مقبولا ومألوفا، والسخرية سلوكا طبيعيا والإستخفاف بالأخرين واجبا .ولهذا كله نرى أن الذين يحملون الإعلام مسؤولية التدهور الذى حدث فى الوسط الرياضى معهم ( ألف حق ) *قيادة رشيدة *ضرب الثنائى جمال الوالى والفريق عبدالله المثل الأعلى فى كيفية التعامل مع الموقف وأكدا على قدرتهما على المواجهة ذلك من خلال تعليقهما وتصريحاتهما التى نشرت بالأمس والتى قللا فيها من وطأة خروج الفريق من البطولة الأفريقية ونراهما قد نجحا فى تفويت الفرصة على هواة ( الإصطياد فى المياه العكرة ) وجماعات الأجندة التى تقود ( للخراب والدمار) *كان جمال الوالى حكيما وهو يؤكد على التمسك ببقاء الجهاز الفنى وإستمرار مساعيه الرامية لإنهاء عقوبة الحضرى وبالمقابل فقد سارع الفريق عبدالله حسن عيسى بإطلاق تصريحات جاء فيها أن المريخ كيان كبير وممتد لن تهزه عثرة أو توقف مسيرته خسارة ونفى أى إتجاه لإصدار قرارات من المجلس مبررا بعدم وجود الدواعى ومؤكدا على أن مسيرة المريخ ماضية *ما صرح به الثنائى ( الوالى - الفريق عيسى ) هو بمثابة ضربة معلم وفيه رد شاف وكاف على أعداء المريخ خاصة الذين سعوا لإستغلال الموقف لنسف إستقرار المريخ بغرض إضعاف الفريق بالتالى تتأثر نتائجه ومن ثم يحلو لهم ( الجو ) ولكن هيهات !!! *على المريخاب أن ( يقلبوا الصفحة ) ونعلم تماما مرارة ما حدث خصوصا وأن الطموحات كانت كبيرة والآمال وصلت بعيدا وإتجهت كافة الأنظار صوب كأس البطولة ولكن ( قدر الله ما شاء فعل، والخير فيما إختاره الله وليس كل ما يتنماه المرء يدركه وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ) وإن كان المريخ قد تعثر اليوم فسوف ينتفض غدا وليرفع الجميع شعار ( لابد من صنعاء وإن طال السفر) وعلى أنصار الأحمر ( الصفوة ) أن يتماسكوا ويتناسوا أحداث الأمس ويستعدوا لنصرة الفريق ومساندته ودعمه ليظل المريخ قويا وعملاقا كما هو ولا مجال للتخاذل أو اليأس وليطرد الجميع الإحباط حتى لا يمنحوا أعداءهم الفرصة، ومازال المشوار طويلا وحتما سيصل المريخ إلى مبتغاه إن كان ذلك (عاجلا أم أجلا ) *فى سطور *طبيعى ومتوقع أن يمارس أعداء المريخ كل أشكال السخرية والإستفزاز بعد خروجه من البطولة الأفريقية بغرض إحباط قاعدته ولكن عليهم أن يتذكروا أن ( الدنيا دوارة) وهناك مثل شعبى يقول ( يوم ليك وآخر عليك) *الآن لا أحد منهم يتحدث عن الوطنية ونرجو أن لا يأتوا بسيرتها عندما يحدث العكس. *ميشو قال لرويتر (سأقود الهلال للفوز بالأبطال) نفس هذا التصريح قاله ميشو فى الموسم السابق. *البطولات لا تتحقق بالتصريحات *هو نفسه المريخ بنجومه الحاليين ومدربه حسام البدرى الذى يتصدر بطولة الممتاز فى بدايتها، وهو الذى فاز على الهلال قبل أقل من شهر مكتفيا بهدف واحد أحرزه الخطير ساكواها فى شباك المعز ( لا تنسوا هذه الحقيقة. )