وصل البلاد مساء امس، وفد الوساطة المشتركة برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر، أحمد بن عبد الله آل محمود ،والوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي فى زيارة تستغرق عدة ايام ، يجري خلالها مباحثات مع الحكومة والقوى السياسية ، ويزور ولايات دارفور الثلاث. وبينما اكد وفد الوساطة المشتركة ، حرصه على حل قضية دارفور، وقال ان زيارته للسودان تهدف الى الوصول الى سلام عادل وشامل فى دارفور. حذر رئيس وفد الحكومة للمفاوضات أمين حسن عمر الحركة الشعبية من استضافة حركات دارفور المسلحة قائلاً «من يبذر الريح يحصد العاصفة». وقال آل محمود، فى تصريحات صحفية مساء أمس، بمطار الخرطوم ،ان الزيارة تأتى فى اطار السعي للوصول الى سلام عادل وشامل فى دارفور، وفق خطة اعلنتها الوساطة للتشاور مع اصحاب المصلحة فى سلام دارفور، والاستماع الى آرائهم وهم الطرف الحكومى والمجتمع المدنى واللاجئون والنازحون والرحل وغيرهم من اصحاب المصلحة. واضاف آل محمود، ان الوفد سيجرى لقاءات مع الرئيس عمر البشير ،وقادة الاحزاب السياسية للتشاور معهم ، وشرح كيفية الحل ، مشيرا الى ان الوفد سيقوم بزيارة الى ولايات دارفور، وسيلتقى بالنازحين واللاجئين والمجالس التشريعية للاستماع لآرائهم، وسنطلعهم بما توصلنا اليه وما نتطلع اليه، وسنستمع الى آرائهم للوصول الى صيغة سلام شامل عادل يشمل الجميع ،مبينا ان الوفد سيعقد أيضاً لقاءات تشاورية مع الحكومة وقادة الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى، بجانب زيارة سيقوم بها الى تشاد يلتقى خلالها بالرئيس التشادى ادريس ديبي. ونوه الى الجهود والتحركات والاتصالات المبذولة مع الحركات المسلحة فى دارفور، مشيرا فى هذا الصدد الى المفاوضات التي تجرى فى الدوحة بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة. ووصف آل محمود، لقاءات الوساطة مع وفد العدل والمساواة بانها ايجابية ومثمرة ، وقال نتشاور معهم لتجاوز بعض العقبات للدخول مباشرة فى المفاوضات قريبا، واضاف ما لمسناه منهم انهم جادون وعازمون على السلام ،واكدوا على ان الدوحة هى المنبر الذى هم راضون عنه للسلام. وكشف عن اتصالات تجريها الوساطة مع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ،مبيناً ان عبد الواحد اعلن انه يريد السلام ،معربا عن أمله في تعاون الجميع للوصول الى السلام المنشود فى اقرب وقت ممكن. وحول امكانية التوقيع على اتفاق نهائى لسلام دارفور فى منتصف الشهر المقبل، قال» نحن فى سباق مع الزمن لحل هذه المشكلة فى اسرع وقت ممكن «، ولكن التحديد الزمنى لسنا نحن الذى نقرره ،واذا كان هناك تمديد فستقرره الاطراف المعنية بهذا الشأن ، لكن نحن على قدر ما نرى من تقدم نوصى بما نراه مناسبا والامر يرجع للاطراف. من ناحيته، قال رئيس وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة، امين حسن عمر ، ان الزيارة تأتي في اطار تنفيذ الجدول المعلن لهذه المرحلة ،التي قال انها تشاورية مع الاطراف المختلفة تشمل الحكومة والبرلمانيين بجانب قادة الاحزاب السياسية، كما سيقوم الوفد بزيارة الى ولايات دارفور، وعقد لقاءات مع النازحين واللاجئين فى تشاد والمجتمع المدنى، والمجالس التشريعية بولايات دارفور . وشدد عمر،على ان الحركة الشعبية غير مفوضة ولا مخولة بالقيام كحزب سياسى او كحكومة جنوب السودان بأي دور فى سلام دارفور، وقال ان عملية السلام ترعاها الحكومة الاتحادية، وهناك مسؤول عن ملف دارفور، مشيرا الى ان الحركة الشعبية شاركت ضمن وفد الدوحة الحكومي، وغير مسموح لها ان تقوم بأي دور فى مسألة السلام ،وزاد ، ان أي تحركات يقوم بها عبد الواحد محمد نور فى الجنوب او غيره بدعاوى التقدم فى السلام «نحن ننظر لها بأنها خطوات سالبة وهى مقترنة بعدد من التصرفات العدائية التى ظهرت من تلقاء الحركة الشعبية»، واضاف محذراً «من يبذر الرياح يحصد العاصفة».