٭ ثلاثة مواقف عشتها بنفسي وكانت الحكومة ومؤسساتها سبباً فيها، تؤكد ان الحكومة لا تعطي ادنى اعتبار لقيمة مواطنيها فقط كانت تنظر لمصلحة مؤسساتها، ولا يهم إن كانت تلك القرارات أو السلوكيات ضارة بالمواطن، حتى ولو تأذى لدرجة الجنون أو حتى الموت، هذا السلوك ينذر بعلاقة تشاؤمية بين المواطن ودولته وليست حكومته فقط، واذا انقطعت هذه العلاقة، فتصبح الحالة مختلفة تماماً للتعبير السائد عن مكونات الدولة الحديثة وهى الارض والبشر واللغة المشتركة، والمعني باللغة المشتركة هى المصالح المشتركة! وأين هى المصالح المشتركة اذا الدولة لا تعطي ادنى إعتبار لمصلحة مواطنيها؟! أولى هذه المآسي شاهدتها بنفسي، وفي طريقي الى سوق ليبيا من ام درمان واذا بي اواجه بإغلاق الشارع على بعد حوالي كيلومتر من سوق ليبيا ومن بعيد رأيت أرتالاً من البشر، فحسبت أن حادثاً كبيراً قد وقع فتحوقلت وتحسبنت وسألت الله العافية، فوجهني رجل المرور ناحية الشمال الجغرافي حتى استطيع ان اصل الى سوق ليبيا عن إتجاه الشمال ثم اعكف عليه جنوباً، وكانت امامي سيارة أخرى، وسرنا في طريق وعر للغاية، حتى تفاجأت بأخدود قفل امامنا الطريق، ثم اتجهنا يساراً حتى وصلت شارع الاسفلت الذي يمر شمالاً جنوباً ويقع غرب سوق ليبيا ثم إتجهت شرقاً لاصل سوق ليبيا بالضبط مثل خطة فاسكوداجا ما عندما اكتشف رأس الرجاء الصالح، وعندما وصلت السوق تحدثت للناس عن القصة وقلت لابد أن حادثاً كبيراً قد وقع وطلبت منهم التأكيد، فضحكوا وقالو لي، لا الموضوع يا اخي أن المحلية أجرت شارع الظلط لاصحاب العناقريب وهم التجار المتجولون مقابل ثلاثمائة جنيه مقابل ثلاثة ايام، والتي هى قبل العيد، فذهلت ذهولاً كاد أن يقع بي من الكرسي الذي كنت اجلس فيه، الى هذه الدرجة وصلت الفوضى يا والي الخرطوم تؤجر محلياتكم شارع الزلط وتجعلون المواطنين يتيهون في الارض دون تسوية لها من أجل مصلحة المحلية، والفوضويين فقط لأن عندهم عناقريب يفرشون عليها ملابس وأحذية وكريمات ما معروفة جاية من وين، وهناك تجار بالجُملة والقطاعي ومؤجرين دكاكين ثابتة ويدفعون لكم قيمة الرخص والزكاة والنفايات وأشياء اخرى لا داعي لذكرها.. هل هذه قيمة المواطن في دولته وحكومته؟! المأساة الاخرى، وهى عُطلة العيد كل الدلائل تشير الى أن عطلة العيد ستبدأ من يوم الوقفة يوم الاثنين، معظم الصحف ذكرت ذلك، وهذا هو المعتاد طيلة الفترات الماضية بمعنى ان يوم الاحد يوم عمل ومعروف أن معظم السودانيين يقضون اغراضهم في الايام الاخيرة للاعياد، واعتقد أنها صفة يشاركهم فيها كثير من المواطنين في الدول الاخرى وشخصي الضعيف احدهم، واذا بي اتفاجأ يوم الخميس الساعة الثانية والنصف ان العطلة تبدأ من يوم الاحد فأسقط في يدي وكان بجواري احد الاخوة قال لي خلاص عيدي باظ لأن موعدي كله مرتبط بيوم الاحد فقلت له هل تصدق أنا الآن حق الخروف ما عندي!. واكتشفت بأني الافضل حالاً من كثيرين عندما ذكروا مآسيهم لأن شقيقي الاصغر ارسل لي مبلغ الف جنيه عندما علم اني لم استطع ان اسحب من حسابي في البنك لاغلاق المصارف يوم الاحد. صحيح البعض تصرف امثالي، ولكن السؤال لماذا الحكومة تعمل هكذا في مواطنيها لولا الاحتقار والازدراء والاستهتار وعدم وضع الإعتبارية لاهمية مواطنيها ولاهمية اغراضه. زرت سجن ام درمان لمقابلة احد النزلاء من الجيران واكتشفت حسب قوله ان محكمته كانت يوم الاحد والمفروض ان يطلق سراحه حسب الترتيبات، لأن جريمته فقط انه كان مديراً لمؤسسة ولها إلتزامات ثم وصل صاحبها فوضع الترتيب مع العملاء، ولكن النزيل قال لي تفاجأنا بعطلة الاحد، ولذلك لازم نعيد في السجن.. كم أمثال هذا قطعت له عطلة الاحد برنامجاً، أو بيعة أو شروة، كم شخصاً لم يضح بسبب عطلة العيد كل هذه البلاوي في رقبة مسؤول مجلس الوزراء السوداني الحالي ولا تفتكروا ان هذا الامر مر مرور الكرام كما يقال، وإنما سجل ورفع الى اعلى عليين، فالله تبارك وتعالى قال إن كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ناهيكم من لعنة الناس وغضبهم. طبعاً أنتم ما فعلتم ذلك إلا أنكم عارفين الشعب ما عنده حيلة ولا حيل ولا خيل. ولكن اذكركم بالحكمة القائلة.. اذا دعتك قدرتك الى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، واخشى ما اخشى عليكم إنطباق الآية:( نسوا الله فأنساهم أنفسهم) صدق الله العظيم. ٭ ثالثة الاثافي مؤسسة سودان اير، كان شقيقي الاصغر وهو صاحب الالف جنيه والذي قدم من نيالا حاجزاً فيها الى جدة يوم الاثنين صباحاً الفائت 22/11/0102م الحضور الساعة الرابعة صباحاً، وكل الاسرتين بنا في ذلك البنين والبنات والصغار والكبار في إستنفار تام، حتى يصحوا الجميع قبل الرابعة صباحاً لتوديع الوالد والعم المسافر وذهبنا للمطار في الموعد المضروب وهو فعلاً موعد مضروب ضربة لازب، بما أن المضروب لُغة هو المتفق عليه ولكن سودان إير فعلاً جعلته مضروباً بحق وحقيقة، ولم لا وهى صاحبة المعجزات لأنها الطائرة التي لا تُختطف ابداً، هل سمعتم بطائرة من سودان إير اختطفت؟ لسبب بسيط لأن ليس لها موعد محدد ولا حتى لتقدير ساعات لأنها تتأخر بالليالي الطوال، وهذا ما حصل لسودان إير 22/11/0102م انتظرنا الى صلاة الصبح ولا احد يسأل والمسافرون متجمعون خارج المطار، طلب مني شقيقي الانصراف للمنزل لاداء صلاة الصبح، واذا حصل تأخير فسوف يستقل تاكسي، وهذا ما حصل، فصحيت زوجته من النوم ووجدته في الغرفة، فقالت له يا زول انت بعاتي فرد باسماً لا سودان إير هى البعاتي.. علمنا ان الموعد الجديد الساعة العاشرة صباحاً، ذهبنا مرة ثانية هذه المرة تركنا صاحبنا يأكل ناره وينتظر نتيجة نهاره مع سودان إير.. بعد صلاة الظهر تفاجأت بمكالمة من شقيقي بأننا لا زلنا في داخل الصالة الاولى الداخلية ولكن لا أحد يسأل ولا أحد يرد ولا أحد يعتذر ونحن الآن في حالة إعتقال بعد ما ادخلونا في الداخل، قلنا ربنا يستر، الى الآن الامر بسيط عبارة عن تأخير لعشر ساعات لسودان إير، مقارنة بأفاعيلها، ولكن للاسف الامر وصل للذروة عندما وصلت الساعة الثامنة مساء لليوم 22/11/0102م ومعروف ان المسافرين بينهم الكبير والصغير والمرأة الحامل، والمريض والذي له إرتباطات بجدة، احدهم جاءته رسالة من أصحاب العمل قالوا له افضل لك لا تجيء طبعاً فُصل من العمل وحُولت لي هذه الرسالة في موبايلي، أحدهم إنتهت مدة تأشيرته وهو في مطار سودان إير.. تصوروا الظروف القاهرة المختلفة التي ستحصل للناس المسافرين ويعانون تأخيراً كهذا. في كل اتصالاتي مع شقيقي اقول طيب وين المسؤولين يقول، الجميع اختفى عن الانظار خاصة بعدما ادخلونا صالة المغادرة النهائية، وذلك هو الاعتقال الحقيقي، وللاسف لما ضج الناس واحتجوا ورفعوا (عقائرهم) رافضين هذا السلوك ظهروا الجماعة إياهم واخرسوهم بالذي يعرفه الجميع ولكن علمت أن المسافرين قدموا شكوى عن طريق احد المحامين ووقعوا عليها وهم في انتظار عدالة الارض قبل ان تقرر عدالة السماء.. فيا أخينا الوزير بكري حسن صالح والذي قيل ان الطيران المدني يتبع له كل صلاتك وحجك وضحيتك وركوعك الليلي وصيامك النهاري وصدقاتك في السر والعلن لن ترفع الى السماء اذا لم تنصف هؤلاء المظاليم من أصحاب سودان إير، وانت تعلم ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. واذا ما تم بي اتصال فعندي مزيد من المعلومات ومعي عنوان واسم المحامي الذي بيده الشكوى، قلت هذا ليعرف الجميع قيمة المواطن السوداني لدى دولته وحكومته. وسط كل هذه الاحباطات الرهيبة، ارى ان هناك ضوءاً خافتاً يتراءى من بعيد، فقد ذكر لي احد الاخوة أن الحجاج في جنوب دارفور كانوا يسافرون بالقطار في مشقة رهيبة ستة عشر يوماً من نيالا الى بورتسودان هؤلاء الذين لا طاقة لهم بالطيران، وعندما يصلون الى جدة يكونون في إعياء وإرهاق ومرض، ولا يستطيع معظمهم اداء المناسك في سهولة ويسر، هذا الشخص قال لي ان الوالي عبد الحميد موسى كاشا هذه المرة غير هذا السلوك فجمع أجرة السكة حديد من الحجاج واضاف الفرق من خزينة حكومته وسافر الحجاج بالطائرة الى ومن جدة، وسألت ثاني وثالث اكد لي هذه المعلومة، ولعلم الجميع منذ ان باركنا للاخ عبد الحميد ولايته لم نلتقه ولم نتصل به ولم يتصل بنا، بل بيننا الكبير من الاختلاف الفكري والسياسي، ولكننا آثرنا أن نقول الحق والحقيقة ونبحث عنها كما كان يبحث عنها الفلاسفة بالمصباح في ضوء النهار، ونقول إن هذا العمل هو الذي نتحدث عنه وأهمية قيمة المواطن لدى مسؤوليه، وان وجدتم أي مثال لاى مسؤول كهذا في هذه البلاد، ما عليكم إلا الاتصال بجريدة الصحافة فسوف نتحدث عنه، فمبروك يا عبد الحميد، ولن تندم ابداً بمثل هذه القرارات لا في الدنيا ولا في الآخرة إن شاء الله وهل ترزقون وترحمون إلا بصفاتكم؟!. ٭ أما الآخرون أصحاب الثلاثة اثافي سالفة الذكر، فنحن لكم بالمرصاد بالدعاء الى الله تعالى إن لم تغيروا هذا السلوك فقد نصحنا وأنذرنا ومابقى لنا إلا حمل السلاح ولكن لن نحمله لأنكم ستحمولون اوزارنا واوزاركم يوم القيامهة وهذا اعظم عدل إلهي.