الإسلام دين يحوى كل ماهو جميل ويدعونا لتجميل حياتنا وأنفسنا وأخلاقنا، فكل تعاليمه وعباداته تحض على هذا الأمر،وإذا تلونا القرآن الكريم بتأمل نجدأن الكثيرمن آياته تؤكد أن ديننا كم هو جميل ورائع ،وأن الله سبحانه وتعالى يريدنا نحن كمسلمين أن نقدم هذا الدين لغيرالمسلمين فى ثوب قشيب وجاذب ،(وأدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، ونذكرهنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (:إن الله طيب لايقبل إلاطيبا)،أوكماقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولكن هل نطبق نحن معاييرالجمال فى حياتنا بالصورة المقبولة على الأقل ، وهل نشاهد أى نوع من الجمال فى مؤسساتنا الدينية والتى تمثل واجهة االإسلام ؟ أنا متأكدأن الإجابة على هذا السؤال ستكون بالنفى، لأنه وللأسف الشديد نجدأن الكثيرمن المؤسسات الدينية على مستوى القطر فى حال يعكس أسوأ صورة عن الإسلام وتعتبر واجهة قبيحة له. ومثال لذلك مبانى الشؤون الدينية وأمانة العقيدة والدعوة بولاية النيل الأبيض ،خاصة بمحلية الدويم ، فالمبانى التى تضم مكاتب هاتين المصلحتين الهامتين أكل الدهرعليها وشرب ، وأصابها الوهن بسبب القدم والإهمال ، علما بأنها كانت فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى مقراً لمعهد دينى، لتؤول بعد لك لهيئة الأوقاف، وقدظلت على حالها منذ تلك الفترة . لقدصارت مبانى أوقاف محلية الدويم الآن فى حالة مزرية لعدم الإهتمام بأمرصيانتها ،فالمسؤولون يبخلون عليها حتى بمجرد صيانات خفيفة أو بطلائها من الخارج ، رغم المطالبات والمناشدات التى تقدم بها العاملون بأوقاف الدويم خلال السنوات الماضية كما أفادنا أحد الموظفين حيث قال إنهم ظلوا يجأرون بالشكوى من التردى الذى أصاب المبانى ،إلاأن عدم الإكتراث واللامبالاة حالا دون إحداث أى تغيير، اما إذا إتطلع اى شخص على حال المكاتب من الداخل وشكل الأثاثات ،فسيصاب بالدهشة والحيرة ،لأنها أصبحت بالية ولاتليق بأى مكتب حكومى ناهيك عن مصلحة دينية مهمة كالأوقاف او أمانة العقيدة ، ومايدعو للإستغراب أن أوقاف الدويم تورد شهريا ملايين الجنيهات للرئاسة بربك ،ولايصيبها منها سوى مايغطى مرتبات العاملين أو تزيد قليلا، والباقى يذهب إلى غيررجعة، ولاابالغ إن قلت لكم أن حنفية ماسورة المياه التى تمدالمكاتب بالمياه ، ظلت معطوبة لشهور دون أن تمتدإليها يد الإصلاح ،بسبب الفاقة التى تعانى منها خزينة الأوقاف بالدويم. وحقيقة أستغرب كثيرا لحديث العديد من المسؤولين عن أهمية الدين فى حياة الناس ، ولاتهتم بمبانى مؤسسات تعتبرهى الواجهة الأولى لهذا الدين ، فما نراه من واقع شائن ومزرى لمؤسساتنا الدينية يعكس تناقضا بائنا فى تعامل الدولة وإهتمامها بأمورالدين . إن عدم الإهتمام بشكل مؤسساتنا الدينية إن دل على شىءإنما يدل على أن أمرالدين هو آخر ما يفكرفيه المسؤولون ، وهذا مانلاحظه وماتابعناه فى السنوات الماضية حيث لم نر أى إهتمام حقيقى بالمناسبات الدينية والتى كانت تقام لها الإحتفالات ، ناهيك عن الإهتمام بالمبانى أو صيانتها. أخيرانقول إن ماتعانيه منشآت الأوقاف وغيرها من المؤسسات الدينية من إهمال ، أمر غيرمقبول ،ويحتاج إلى إعادة التفكيرفيه بصورة جادة . ترى ماهورأى وزيرة الرعاية الإجتماعية بالولاية الأستاذة إشراقة الريح فى مانراه من تدهورفى بنية أوقاف الدويم؟ وهل زارت هذه المكاتب حتى تقف على حالتها التى لاتسرأى مسلم؟ ومارأى وزيرالإرشاد دكتورأزهرى التيجانى إبن المنطقة ؟ نحن ندعوه ووزيرة الرعاية الإجتماعية لزيارة مكاتب الأوقاف بالدويم ليريا بأنفسهما حالتها المتواضعة و التى لاترضى أى مسلم غيورعلى دينه.