يحفظ التاريخ لمدينة الدويم الكثيرمن المساهمات والأدوار فى العديد من الأصعدة سياسية و تعليمية وثقافية ورياضية وإجتماعية، حيث إنطلقت من المدينة الكثيرمن المبادرات و الأعمال التى أحدثت تحولات سياسية وإجتماعية وثقافية و رياضية كبيرة . ومن المجالات التى أحدثت فيها الدويم نقلة مشهودة مجال المسرح والثقافة، فقدنبعت فكرة إنشاءالمسارح بصورة عامة والمسرح القومى بأمدرمان بشكل خاص فى ستينيات القرن الماضى من الدويم ومن بخت الرضا تلك المنارة التى لها فضل على كل من تعلم حرفا ليس فى السودان فحسب وإنما فى بعض الدول العربية والإفريقية. فى لقاء إذاعى مع الراحل الفكى عبدالرحمن (رحمه الله) وقبل رحيله بعام تقريبا ذكرأن المسرح بالسودان كانت بدايته الجادة بمسرح بخت الرضا من خلال العروض التى كانت تقدم على مسرح المعهدمنذأربعينيات القرن الماضى ،وقال إنه وبمساعدة بعض المهتمين نقلوا الفكرة إلى أمدرمان ،حيث وجدت دعما كبيرا من الراحل طلعت فريد(رحمه الله) وزيرالمعارف فى حكومة الراحل إبراهيم عبود(رحمه الله)،ونتيجة لذلك قدتم تشييدالمسرح القومى بأمدرمان والذى مازال يعتبرمنارة ثقافية وقبلة لكل السودانيين . لقد ظل أبناء الدويم يفتخرون ببزوغ فجر المسرح من مدينتهم ا ،وقد سعدوا كثيرا ببناء مسرح بالمدينة فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى عندما إستضافت المدينة الدورة المدرسية القومية ، وقد أصبح المسرح بعد ذلك وعاء يضم كافة الفعاليات الثقافية والفنية . ومنذ تلك الفترة إتسم رالمسرح فى أداء دوره بصورة قوية وراقية وعرضت علي خشبته الكثيرمن المسرحيات الشهيرة للراحل الفاضل سعيد والأستاذ محمدشريف على والراحل إسماعيل خورشيد وغيرهم من أساتذة المسرح وذلك حتى منتصف تسعينيات القرن الماضى ،وبعدها تراجع دورالمسرح كثيرا وعانى من البوارلأسباب عديدة على رأسها الإهمال من الجهات المسؤولة ، ليصبح خرابا بعد عمارومواتا بعد حياة،ويتعرض لأبشع عملية سرقة من أناس كان واجبهم الحفاظ عليه ،حيث تم التصرف فى مقاعده وأثاثاته الأخرى بدون ضميرأووازع . الصحافة زارت مسرح الدويم عدة مرات ووقفت على حاله البائس والذى أصبح يدمى القلوب ،فكل من يشاهده يصاب بالإحباط ويتحسرعلى حاله، رغم أنه لايحتاج للكثير فقط إعادة تأهيل . الأستاذ عبدالماجدعبد الحميد وزيرالثقافة والإعلام كان قد أكدل(الصحافة) فى مقابلة سابقة أن مسرح الدويم سيكون من أوائل المسارح بالولاية التى سيتم تأهيلها وبدعم من الأستاذ المرضى التيجانى العضوالمنتدب لشركة سكركنانة لاندرى ماهى الأسباب التى أدت لوأد هذا الأمر؟. الإحتفالات التى نظمت خلال الأيام الماضية بمناسبة إفتتاح كبرى الدويم على يدرئيس الجمهورية،أكدت حاجة الدويم الماسة لتأهيل المسرح ،حيث عانى المواطنون كثيرا لكى يتابعوا العروض الشيقة التى قدمتها فرقة الأكروبات السودانية والفرقة القومية للآلات الشعبية، فقد إضطرالجمهورالذى حضرالعروض للصعود على الكراسى حتى يتمكن من المشاهدة بصورة مريحة،بل إضطربعضهم للوقوف على أسطح السيارات وتسلق البعض الحوائط حتى يتمكنوا من المشاهدة،علما بان تصميم المسرح(المهجور) يتيح لكل من بداخله أن يشاهد بدون أى عناء. رابطة ابناءالدويم بالخرطوم ساهمت فى إنجاح هذه العروض ،إلاأن الكثيرمن المواطنين يرون أن دورهذه الرابطة أكبرمن إستجلاب العروض والفنانين ، حيث يعتقدون أنها يجب أن توظف إمكاناتها فى تأهيل المرافق الحيوية مثل المسرح خاصة أنها تضم بعض المقتدرين من أبناءالمدينةإضافة لوجودعدد من أعضائها فى مناصب نافذة، وهذا يؤهلها للعب دور هام وكبيرفى تطويربعض البنيات ،والسلبيات التى صاحبت العروض التى قدمت بميدان الحى الثامن نتمنى أن تكون قدلفتت إنتباه الرابطة لضرورة وجودمكان يتناسب مع مثل هذه البرامج ويشرف الدويم.