من أصعب الفنون التشكيلية ، رغم بساطة خطوطه وألوانه وصوره. والفنان الكاريكاتوري يحمل في جعبته الفكرية والحسية والتعبيرية مفاتيح أساسية لا غنى عنها. أولها مفتاح الفكرة، ثانيها مفتاح التهكم، ثالثها مفتاح التمشهد، سواء من خلال الصورة وحدها، ام من خلال الاتكاء على الكلمات الساخرة والباعثة على التعبير الفكاهي اللاذع. اما رابع هذه المفاتيح، وأهمها، فهو مفتاح الحرية المتسربة بجهد من بين قيود الرقابة والتنكيل والتهويل. لذلك، يرزح فن الكاريكاتور في البلاد العربية، تحت أثقال وأعباء وسدود عديدة، لطالما ناكفت عمل الرسام الكاريكاتوري، وقضّت مضجعه، وطردت الكثير من الصور الضاحكة – الباكية، والصور الفاضحة الشاكية، من أحلامه. ولذلك يظل هذا الفن بعيداً عن جمهور الصالات التشكيلية، قصيّاً بعض الشيء عن مساحة الاهتمامات التواصلية معه من قبل رواد المعارض.