السودان يعول عليه كثيرا في سد الفجوة الغذائية في العالم العربي ولكن هناك كثير من التحديات التي تحول دون ذلك خاصة ارتفاع تكلفة الانتاج وضعف التدريب بالنسبة للمزارع السوداني وقصور التمويل ،والآن الامن الغذائي العربي مهدد في ظل ارتفاع الاسعار والتغيرات المناخية التي تجتاح العالم فما دور اتحادات المزارعين في هذا الاطار؟ وماذا اعد اتحاد الفلاحين العرب من استراتيجية لمواجهة ذلك؟ وهل العالم العربي قادر على مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية في ظل التنافسية للإنتاج بتكلفة منخفضة ؟ و مدى تأثر العالم العربي بالتغيرات المناخية. وللاجابة على هذه الاسئلة التقينا الامين العام لاتحاد الفلاحين العرب منصور طبيقة فخرجنا بهذه الإفادات. {ماهو الهدف من عقد اجتماع الأمانة العامة بالسودان؟ - هذا هو الاجتماع الثاني الذي يعقد في السودان خلال هذا العام تضامنا معه ضد كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده بسبب وفرة الخيرات والاستقرار الذي شهده خلال الفترة الماضية و من هنا ادعو اهلنا في الشمال والجنوب لتبني خيار الوحدة ولجم كل الافواه التي تزايد على السودان واهله . {ماهي جهود الاتحاد لسد فجوة الغذاء في العالم العربي؟ - فيما يتعلق بسد فجوة الغذاء اود ان اقول اولا ان اتحاد الفلاحين العرب يتكون من ست عشرة منظمة زراعية عربية ومن اهدافه التكامل العربي الزراعي والاستفادة من الميز النسبية للمنتجات الزراعية والحد من فجوة الزراعة والتكنولوجيا بالاضافة الى العمل على مواجهة كل التحديات التي تواجه المزارع العربي بداية من نقص المياه والتغيرات المناخية الى التسويق والتصحر وتنمية القدرات البشرية للمزارعين ومواجهة التجارة الزراعية في المنظومة العالمية وبعض صناديق التمويل الدولية المجحفة على صغار المزارعين. ونحن في هذا القرن نعي دور العولمة في التأثير على صغار المزارعين في الوطن العربي حيث لازالت الزراعة تقليدية تنقصها التقانة والبحوث لزيادة الانتاج في مساحات اصغر لهذا نحاول ان نساهم مع النظام الرسمي العربي في وضع استراتيجية للامن الغذائي يكون الاتحاد والقطاع الخاص شركاء في تنفيذ الاستراتيجية. والاستراتيجية تكمن في تحديد المعوقات والموارد المتاحة بالاضافة الى آلية مشتركة بين المنتجين الزراعيين والقطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية وتمثيل من الجهات الرسمية في كل دولة على ان تكون سياسات تكاملية والاستفادة من الميز النسبية لكل قطر وهناك خطوات جادة لتنفيذ الاستراتيجية على المستوى العربي والقومي وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك الخاصة بقطاع الزراعة {حدثنا عن حجم الأموال الموجهة للزراعة في الدول العربية مقارنة مع الدول الغربية ؟ - لابد من اعطاء القطاع الزراعي الاولوية في الميزانيات القطرية باعتبار ان الاقتصادات العربية تعتمد على الزراعة ولابد من منح10% من ميزانية كل قطر حتى نستطيع تنفيذ التنمية المستدامة التكاملية بين الدول العربية {في رأيك وضعية اتحادات المزارعين في السودان الآن هل تؤهلها للقيام بدورها في النهوض بالعمل الزراعي؟ - الآن الاهتمام بالتنظيمات والمجتمعات المحلية باعتبار ان لها دوراً كبيراً في التنمية والدولة من الصعب في ظل حوكمة العالم والتجارة العالمية ان تقوم بكل شئ ولابد من دعم من منظمات المجتمع الاهلي وتنظيمهم في اتحادات منتجة للمساهمة، وعلى السياسات الاستراتيجية والمراكز البحثية والمنظمات الاهلية ان ترسم سياسات مشتركة لتنفيذ شراكة واحدة حتى نحقق للقطاع نجاحات كبيرة. {الآن بدأ استخدام المحاصيل الزراعية لانتاج الوقود الحيوي مامدى تأثير ذلك على حصة المواطن العربي من الغذاء ؟ - هذا تحدي من تحديات الامن الغذائي خاصة ان هناك مساحات صالحة للزراعة محدودة بالاضافة الى محدودية الموارد المائية والآن الصراع على الاراضي الصالحة للزراعة بين الانتاج الزراعي وانتاج الوقود الحيوي ونحن في افريقيا والوطن العربي نعي مخاطر استهداف الاراضي الزراعية لانتاج الوقود الحيوي من الذرة والقمح والنخيل وتوجه الشركات لذلك يؤثر رغم انه متصالح مع البيئة فيما يتعلق بقضية الطاقة الا انه معوق اساسي للحصول على الغذاء الكافي، وهنا ادعو لزراعة محاصيل خاصة بالوقود الحيوي كالبقوليات والبذور كبديل للمحاصيل الاستراتيجية {الآن يشهد العالم ارتفاعاً كبيراً في اسعار المحاصيل مما يهدد الامن الغذائي ماهو دور الاتحاد في هذا الاتجاه؟ - سياسة التجارة الزراعية في الوطن العربي لازالت تواجه تحدياً كبيراً خاصة المنافسة حول انتاج زراعي باقل تكلفة والآن يدخل من خارج الوطن العربي 60% من الغذاء وهناك أراضي صالحة للزراعة معطلة نتيجة عدم الحصول على اموال استثمارية واعتقد لو كان هناك مستثمرون عرب يقومون بدعم الزراعة لزاد الانتاج بدرجة كبيرة وارتفاع الاسعار فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية راجع للتغيرات المناخية التي طرأت على العالم واستخدام المساحات التي تزرع لانتاج الحبوب للوقود الحيوي بالاضافة الى نمط الاستهلاك للمواطن في العالم وهذا يجبرنا على التكامل حتى نواجه ارتفاع الاسعار في العالم ومالم نكن قوة تفاوضية واحدة لن نستطيع ذلك. {إلى ماذا يحتاج السودان ليكون سلة غذاء العالم؟ - يحتاج الى تنمية قدراته البشرية وتأهيل المزارع السوداني بجانب الامن والاستقرار والى استثمار عربي ناجح والى محصول يقلل الفجوة الغذائية في العالم العربي بالاضافة الى قيادات قطاعية متخصصة تدافع وتدعم اهل المهنة، سواء كان اتحاد منتجي الحوامض او الاقطان او الالبان واللحوم كل هذه بامكانها ان تخلق انتاجاً وفيراً ومردوداً اقتصادياً قوياً للسودان والوطن العربي