هذا المقال محاولة للمقارنة بين طفولتنا نحن الذين تجاوزنا الخمسين وطفولة اطفالنا ابناء اليوم. على ايامنا في العقد السادس من القرن الماض، القراية كانت مشكلة كبيرة المدارس محدودة على مستوي مدارس الكتاب وتمشي متفاقمة في المدارس الوسطي حسب السلم التعليمي القديم اما الثانوي العالي والجامعة فقد كانت مجاهدات لا يطالها الا الاذكياء واولو العزم والعائلات الكبيرة »المريشة« والتي تعلم اهمية التعليم اما عائلات الوسط والفقيرة فالالولوية كانت لقفة الملاح والاكل والشراب. نقصد »بالكنكشة« هنا انه رغم ضعف امكانيات عائلاتنا والكلفة الباهظة على التعليم الا ااننا كنا مكنكشين بقوة في الامل والحياة والكفاح والعصامية لدرجة الكنكشة لنرتقي سلم التعليم. في الاجازات كنا ندخل السوق ونبيع اكياس الملاح المصنوعة من اكياس الاسمنت الفارغة او الاكياس المصنوعة من الورق المقوي، وكذلك نبيع الليمون والخضار ونعمل باليومية في الاجازات في المصانع لنوفر لبس المدرسة وما نحتاجه من مصاريف نحن واولاد الدفعة في ودنوباوي كنا نعمل في مصنع الريحة الخاص بآل النصري في المنطقة الصناعية بامدرمان، الاجرة كانت عشرة قروش في اليوم نذهب للمصنع فجرا كداري ونعود كداري وساعات العمل 8 ساعات في اليوم، ومافي زول بقول ليك ذاكر، وما في زول بتابعك علشان يعرف مستواك، نجحت بتمشي لي قدام سقطت المنطقة الصناعية فيها متسع للفاقد التربوي، وكان عندنا وعي مبكر وندرك ذلك جيدا علشان كده الكنكشة كانت زايدة في الاولية والابتدائي مازالت عالقة باذهاننا حتى اليوم حكايات كتب المطالعة - النملة الشفوقة، ووفاء كلب عبد الجليل، والرجال البلهاء، طه القرشي مريض بالمستشفى، الطائر الحزين، وخطفها خطفها. وفرعون وقلة عقله، وقام سافر وتاه، وعاقبة الكذب »هجم النمر - هجم النمر« وفي الوسطى قصص الانجليزي جزيرة الكنز »Treasure island« والرجل الخفي »The invisible man« وقصة مدينتين »A tale of two eities« وكتب الانجليزي من Reader one إلى Reader three وكتب النحو الانجليزي Grammar وهلم جرا، ولذا كنا نتمتع بخيال خصيب وواسع، اما اطفالنا اليوم فظروفهم احسن من ظروفنا شقينا لنوفر لهم المأكل والمشرب والعلم، والحمد لله المدارس متوفرة وشبه اجبارية في الاساس والثانوي والجامعات. اولادنا المرفهين ولا نقول »الحناكيش« والحنكوش يقصد به الشاب المدلع والذ يتتوفر له الاشياء ويولد وفي فمه ملعقة من ذهب مع عدم المامه بمعاناة الاخرين. اولادنا اولاد اليوم يمكن ان نطلق عليهم اولاد الفضائيات و Play station ومحطة الالعاب والاتاري، وفي التلفزيون Space toon لا يعرفون ود النمير وعمك تنقو بل يعرفون »زورو« وكابتن ماجد وسيوبر مان والرجل الخفاش يعني يتفرجون على الافلام وهم داخل غرفهم. نحن كنا علشان نمشي السينما يوم الخميس وهو اليوم الوحيد المسموح به نوفر خلال الاسبوع من حق الفطور الذي لا يتعدي القرش والقرشين ، كان جننا »كاوبويات« مثل عودة ديجانقو وسارتنانا لا يرحم وترنتي الجبار والافلام الهندية من اجل ابنائي »Motherlndia« او الافلام المصرية العاطفية خصوصا افلام فاتن حمامة، التذاكر لاننا كنا صغار ولا نستطيع المدافرة في الصف كنا نضطر لشرائها من السماسرة والفتوات، والشعب بي شلن بدل 4 قروش، ولو شربت بارد او اكلت »باسطة بيّن« او خشيت حلواني محمد برعي المصري واكلت البسبوسة وشربت الشعير تشعر بعظمة شديدة. هدايا الحلقة - قالوا عوض دكام الله يرحمه مشى لمأتم وزير امه ماتت جابوا ليه الشاي بارد والموية سخنة طوالي قال للوزير دي خدمات بطالة very bad service تسخنوا الموية وتبردوا الشاي (كلام يا عوض دكام).. - رباطابي مروق وبحب البكيات والونسة كان مسافرا جاء لبكاء واحد قريبه لاقاه يوم الرفع نادى ود المرحوم واداه 3 مليون وقال حرم ما ترفعوا ابوكم ما كان راجل هين افرشوا 3 ايام تاني على حسابي... - جعلي اخته معرسة شايقي الوالد جاء للجعلي وقال ليه ابوي مات، الجعلي رسل لاهله وجوا كلهم، المرحوم بعد البرود (عطس)، الولد قال لي خاله ابوي حي وفرفر، الخال قال ليه: حرم بعد الجعليين ما جوا مش لو فرفر، ابوك مدفون مدفون يا اندفن انا بدله...! - واحدة بتحب البكيات واكل البكيات سمعت بي مرة ماتت في الحارة (19) قالت امشي اقيل افطر واتغدى وآكل لقيمات الصدقة وارجع، قامت راحت من بيت البكاء وصلت بعد الساعة 30:3 وهي على لحم بطنها قالت لي ناس البكاء المرحومة الله يرحمها ويغرف لها عرفوها جيعانة وغرفوا ليها الغداء طوالي.. - الرجل الحاسد كان يبكي وراء الجنازة بكاء شديدا، قالوا ليه انت ما كنت بتحب المرحوم مالك بتبكي بكاء حار كدة؟!! قال ليهم مش قالوا البكاء على الميت بيعذبه في قبره...؟!! - المرة العشمانة في الزواج لما راجلها اتوفى مرقت مع الجنازة وقدام الرجال قعدت تبكي بي صوت عالى وتقول: الليلة يا الخليتني وحيدة، في شقتي الجديدة، وسجلت لي العمارات وخليت لي الدولارات ، منو تاني البسوق العربات ومنو البجيب الايجارات، واحد من اصحاب الخيال قال ليها: »رسالتك وصلت«...! - واحد بخيل جاه واحد برد ليه قام جاه واحد قال ليه جيب 50 ألف نديها لي الزول الغسل ليك ابوك ده، البخيل عاين ليه كدة قال ليه: اصلوا غسل »BMW« . - الشافع في ركن الاطفال قالوا ليه اسمك منو قال ليهم: حمادة وبدلعوني بقولوا لي عبدالباقي. - واحد هلالابي موهوم قال اسمه الطريفي وبدلعوه بقولوا ليه صلاح ادريس. - الراجل عنده زوجتين واحدة حلوة ورشيقة والثانية شينة وسمينة نقناقة قال مرتو الحلوة ملقبه »بالدلوعة« وقالوا ليه الثانية لقبها منو قال: »البالوعة« وقال هو محتفظ بيها لي حليفة الطلاق..!