٭ الأممالمتحدة جعلت يوماً لمحاربة العنف ضد المرأة وارتفعت أصوات في كثير من التجمعات النسائية.. ضد هذا العنف حتى كاد يخرج من السياق العام ويتحول الى معركة مع الرجل تحت دعوى (الجندر)، فهل الامر هكذا ام الشرط النسوي في العالم يحتاج الى وقفة وتحديد معالم فيوم المرأة العالمي في الثامن من مارس اصبح يهم كل الدول المنضوية تحت لواء الأممالمتحدة بعد ان كان حتى عام 5791 شأنا يهم منظومة المعسكر الاشتراكي.. خير ولكن. ها نحن نسير في جمال النهار مليون مطبخ معتم.. الف قاعة مصنع بلغها الدخان تضيء فجأة بشعاع شمس منير إذ يسمعنا الناس شدو.. نريد خبزاً وورداً.. خبزاً وورداً ها نحن نسير مكافحات من أجل الرجال أيضاً نعم أبناء نساء وسندللهم من جديد لا نبالي اذا كانت حياتنا خشنة من اليوم الاول الى الاخير فالقلوب تجذع كالاجسام.. اعطونا خبزاً ولكن اعطونا أيضاً ورودا ٭ أنا مع هذا النشيد.. مع العلاقة الانسانية المتساوية بين الرجل والمرأة وضد مفهوم حزب المرأة وحزب الرجل. ٭ ولكن صحيح ان المرأة في كثير من بلدان العالم الثالث.. ونحن منهم قد نالت قدراً من حقوقها السياسية ولكن على الصعيد الاجتماعي والذي بحكم فعالية دورها في المجتمع المعين ما زالت كائناً تابعا لا يملك غير الحريات الجزئية في عبودية الظروف والتقاليد والعادات والمفاهيم المتوارثة عن تخلف النظم السياسية والاقتصادية. ٭ باختصار شديد نستطيع القول بأن تاريخ البشرية ومن مختلف التشكيلات السياسية والاقتصادية التي توصل اليها الانسان.. خلق وضعا خاصاً للنساء فبعد الفترة التي عقبت مجتمع الام مباشرة ومع ظهور المجتمع الرعوي والزراعي والاقطاعي والرأسمالي نشأت المفاهيم والعلاقات الاقتصادية التي اخذت تشد المرأة الى الوراء حتى اقتصرت وظيفتها في بعض المجتمعات على انجاب الاطفال وامتاع الرجال وخدمة البيت. ٭ والحق ان الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة ليس واقعاً عليها من قبل الرجل وان كان يبدو كذلك.. بقدر ماهو تلخيص وتكثيف لكافة المشاكل والمتاعب التي يعاني منها الانسان ككائن بشري يتأثر بسبل كسب العيش ونوع النظام الاقتصادي الذي يحكم حياته على مر العصور. ٭ ولكن من أهم الأشياء التي يجب ان نهتم بها وننتبه اليها هي محاولة خلق المعارك الجانبية كأن نصور ان ما بين الرجل والمرأة حربا دائمة لا تنتهي وعلى كل من الطرفين الاستعداد الدائم لهذه الحرب.. ويكثر الحديث عن (النسوان) بنات حواء والرجال اولاد ادم وادم يتهم حواء بإخراجه من الجنة وحواء تتهم ادم باضطهادها وتنقيص حياتها باستعبادها وخيانتها وتهديدها بالطلاق وبالاخرى والمتنبئ يلخص القضية ويقول: ابوكم آدم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان ٭ دعوني أسوق ابيات من الشعر كتبتها مناضلة فيتنامية بدمها على جدار زنزانتها بعد ان تعرضت للتعذيب: أنا امرأة وردية الوجنتين اقاتل جنباً الى جنب مع الرجال كاهلي يرزح تحت ثقل حقدنا المشترك السجن مدرستي والسجناء رفاقي السيف طفلي والبندقية زوجي ٭ وأنا اقول ايتها النساء السودانيات اجبن الرجال الذين يسألونكن ماذا تردن؟ ما الذي تردن ان تفعلنه؟ اجبن بالصوت العالي. ٭ نريد ان نعيد معكم بناء حياة جديدة يسودها السلام الاجتماعي والحقيقة.. نريد ان نزرع العدالة في جميع النفوس والحب في جميع القلوب. نساوين ٭ صحيفة الاحداث اصدرت يوم الجمعة الفائتة عدداً خاصاً بالمرأة.. بأقلام المحررات الواعدات بالصحيفة.. الاخ الزميل عادل الباز يمتاز بخيال خصب يعالج به اصعب الموضوعات وما فكرة العدد إلا من اشراقات هذا الخيال.. تهنئة خاصة بالعدد.. ولكن الدكتورة محاسن عبد العال مع اعجابها بالفكرة إلا انها غاضبة على عنوان (الملف) (نساوين) وتعتعقد انه يرجع بنا خطوات الى عهد الحريم.. هذا مع تحياتي وشكري