إذا صغر العالم كله.. فالمرأة تبقى كبيرة «فكتور هوجو» ٭ في حضرة ذكرى الثامن من مارس يوم المرأة العالمي.. يحلو الحديث عن الشرط النسوي الذي يلخص اسقاطات النظم الاقتصادية والسياسية على الكائن الذي تساءل الناس في حقب من الزمان عن هل هو انسان.. ام كائن لا يرقى الى هذه الدرجة.. وفي الناس من قال انهن شياطين والاستعاذة من شر الشياطين ومن قال انهن رياحين ومن منا لا يحب شم الرياحين. ٭ ها نحن نسير في جمال النهار مليون مطبخ معتم.. ألف قاعة مصنع يلفها الدخان تضيء فجأة بشعاع شمس منير إذ يسمعنا الناس نشدو نريد خبزاً ووروداً.. خبزاً ووروداً ها نحن نسير مكافحات من أجل الرجال أيضاً فهم أبناء نساء وسندللهم من جديد لا نبالي اذا كانت حياتنا خشنة من اليوم الاول الى الاخير. فالقلوب تجوع كالاجسام اعطونا خبزاً ولكن اعطونا أيضاً وروداً. ٭ انا مع هذا النشيد مع العلاقة الانسانية المتساوية ما بين الرجل والمرأة وضد مفهوم حزب المرأة وحزب الرجل.. ولكن صحيح ان المرأة في كثير من بلدان العالم الثالث ونحن منهم قد نالت قدراً من حقوقها السياسية ولكن على الصعيد الاجتماعي والذي بحكم فعالية دورها في المجتمع المعين ما زالت كائناً تابعاً لا يملك غير الحريات الجزئية في عبودية الظروف والتقاليد والعادات والمفاهيم المتوازنة عن تخلف النظم السياسية والاقتصادية. ٭ باختصار شديد نستطيع القول بأن تاريخ البشرية ومن مختلف التشكيلات السياسية والاقتصادية التي توصل اليها الانسان خلق وضعاً خاصاً للنساء فبعد الفترة التي اعقبت مجتمع الام مباشرة ومع ظهور المجتمع الرعوي والزراعي والاقطاعي والرأسمالي نشأت المفاهيم والعلاقات الاقتصادية التي اخذت تشد المرأة الى الوراء حتى اقتصرت وظيفتها في بعض المجتمعات في انجاب الاطفال وامتاع الرجال وخدمة البيت. ٭ والحق ان الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة ليس واقعاً عليها من قبل الرجل وان كان يبدو كذلك.. بقدر ماهو تلخيص وتكثيف لكافة المشاكل والمتاعب التي عانى منها الانسان ككائن بشري يتأثر بسبل كسب العيش ونوع النظام الاقتصادي الذي يحكم حياته على مر العصور. ٭ ولكن من أهم الاشياء التي يجب ان ننتبه اليها هى محاولة خلق المعارك الجانبية كأن نتصور ان ما بين الرجل والمرأة حرب دائمة لا تنتهي وعلى كل من الطرفين الاستعداد الدائم لهذه الحرب ويكثر الحديث عن (نسوان) بنات حواء والرجال اولاد آدم.. وآدم يتهم حواء باخراجه من الجنة.. وحواء تتهم آدم باضطهادها وتعكير حياتها باستعبادها وخياناتها وتهديدها بالطلاق وبالأخرى، والمتنبي يلخص القضية ويقول: أبوكم آدم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان ٭ وفي الآخر دعوني اسوق أبياتاً من الشعر كتبتها مناضلة فيتنامية بدمها على جدران زنزانتها بعد ان تعرضت للتعذيب: أنا امرأة وردية الوجنتين اقاتل جنباً الى جنب مع الرجال كاهلي يرزح تحت ثقل حقدنا المشترك السجن مدرستي والسجناء رفاقي السيف طفلي والبندقية زوجي ٭ واقول أنا أيتها النساء السودانيات احببن الرجال الذين يسألونكن ماذا تردن؟ ما الذي تردن ان تفعلنه؟ اجبن بالصوت العالي.. نريد ان نعيد معكم بناء حياة جديدة يسودها السلام الاجتماعي والحقيقة.. نريد ان نزرع العدالة في جميع الارجاء وفي جميع النفوس والحب في جميع القلوب.. وكل عام والكل بخير. هذا مع تحياتي وشكري