إذا صغر العالم كله.. فالمرأة تبقى كبيرة «فكتور هوجو» «1» ٭ في مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك.. وقبل مائة عامٍ انعقد اول تجمع للنساء.. اجتمعن بعد ان تصاعد احساسهن باجحاف رجال الاعمال الرأسماليين.. ورفعن اصواتهن عالية معلن ان لهن قضايا عادلة تحتم عليهن التجمع والتنظيم.. ذلك كان عندما حصد رصاص القهر عدداً من العائلات اللائي طالبن بحقوقهن من اصحاب المصانع.. كان التجمع في الثامن من مارس عام 0191م وكان ايضاً ان كرست ذكرى هذا اليوم لتصبح يوماً عالمياً للمرأة من أجل الدفاع عن حقوقها ومعالجة مشاكلها. ٭ اليوم الثامن من مارس 0102 الذكرى المائة ليوم المرأة العالمي وهنا تجب الانحناءة والتحية الصادقة لجميع نساء العالم في نضالهن الشريف من أجل.. السلام والامومة الهانئة والطفولة السعيدة من أجل التنمية والعدالة الاجتماعية.. وضد كل اشكال الوصايا والاضطهاد والقهر والتسلط.. والتحية الخاصة جداً للائي رغم الجوع والمرض والحرب والجفاف ما زلن يعززن الوسائد مبتسمات من أجل انقاذ فلذات الاكباد.. والتحية والتقدير والإجلال لكل الانظمة التي تتعامل مع الشرط النسوي بحضارة.. الانظمة التي تعطي الحقوق وتسأل عن الواجبات. نحن نسير اتيات لكم بايام مجيدات فصعود النساء.. صعود للعرق كله لا بهائم كادحة بعد اليوم.. ولا متبطلون عشرة كائنات تكدح حتى يستريح كائن واحد بل لنتشاطر مباهج الحياة لنتقاسم الخبز والورود ٭ هكذا يغني جيمس ابتايمر مستوحياً كلماته من لافتات كن يحملنها عاملات صغيرات في موكب لاضراب عمال نسيج عام 1291 والكلمات بالفعل لسان حال المرأة.. والعلاقة بين قضية العمال وكل المسحوقين في الارض وقضية المرأة علاقة قوية وحميمة جداً. ٭ وبعد أن نفي هذه الذكرى وهذا اليوم نستطيع القول بأن مشاكل المرأة فرضت نفسها على مجالس الحديث وموائد المؤتمرات قبل المائة عام الماضية؟؟ ام انها شغلت البشرية منذ ان كانت على ظهر هذه الارض.. شغلت حيزاً كبيراً على صعيد جميع الديانات السماوية.. وكانت هماً كبيراً على صعيد جميع النظريات الوضعية.. وكانت مادة غنية لكل الكتاب والفلاسفة والشعراء والأدباء. ٭ عموماً ظلت المجتمعات على مدى عمر حياة الانسان في الارض تتأثر بتقلبات الشرط النسوي.. عبر العصور والحضارات القديمة وكثر الحديث وتشعبت الافكار.. ولكن الجديد.. هو أن تصل الأممالمتحدة في عام 4791 ومع مختلف أنظمة وديانات الدول المنضوية تحت لوائها.. تصل الى قناعة تمكنها من ان تفرد عقداً من الزمان.. عشر سنوات بحالها لمناقشة دور المرأة في التنمية والسلام.. والعقد المكرس لهذه القضية من 5791-5891.. انتهى بمؤتمر عقد في يونيو من عام 5891 ليخصص عقد آخر انتهى بمؤتمر بكين عام 5991. ٭ ومع هذا كله.. مع الانتصار والمكاسب والوقفة الايجابية من الأممالمتحدة بعد ان كانت دول المنظومة في المعسكر الاشتراكي هى التي تحتفل بيوم الثامن من مارس حتى عام 5791.. بعد هذا كله ونحن في الالفية الثالثة ومع شعارات العولمة.. نسأل هل من الممكن كتابة تاريخ المرأة في العالم.. ذلك التاريخ الكتوم الصامت.. هل استطعنا ان نشكل لوحة كاملة لما تدين به البشرية للائي انجبن في الآلام الآلاف والآلاف من الاجيال البشرية؟ هل استطعنا ان نرسم صوراً لمحيطات الحنان والعطف والعناية التي احطن بها تلك المخلوقات الملائكية الصغيرة؟.. هل استطعنا ان نزيح النقاب عن الدعائم النسائية التي ارتكزت عليها مصائر الرجال.. واحداث النتائج؟.. هل استطعنا ان نعبر عن احزان الشرط النسوي والامة؟ عن العذارى المباعات لمن يدفع فيهن أغلى الثمن؟.. عن الصبايا المغنومات في الحروب والغزوات.. عن الامهات المهجورات لأنهن لم ينجبن وريثاً ذكراً عن المعزولات عن حياة المجتمع.. عن المفروضة عليهن وصايا دائمة؟ عن الممنوعة عنهن المعرفة والثقافة. وبالاجابة عن هذه التساؤلات.. الطريق ما زال طويلاً وشاقاً ويحتاج الى عقود وعقود وحقب من الزمان المهم ان نواصل المسير ونكمل المشوار. أواصل مع تحياتي وشكري