أرجو شاكراً نشر هذه المادة في عمودك المقروء نمريات لاتحدث قليلاً عن ما آل اليه الوضع في النيل الابيض ،ففي الوقت الذي اكملت فيه الولاية استعداداتها لاستقبال الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والسياسية ليشارك في تدشين الحملة الانتخابية لحزبه هنالك، والحديث عن الحشد المليوني امتلأت الصحف بالتصريحات والاعلانات الترويجية لحملة التدشين ولم تخلُ من التصريحات الهلامية لبعض القائمين على امر الحزب بالولاية. تحدثوا بخيال واسع عن الحضور الجماهيري ودونكم وتصريحات رئيس اللجنة الانتخابية مضوي ابو القاسم الذي تغزل في حزبه وتحدث عن حظوظ فوزه الكبيرة بل ذهب الى ابعد من ذلك عندما اكد ان الذين سيتدافعوا لحضور حملة التدشين من عضوية حزبه زهاء مليون شخص وقد يجهل من اطلق هذه التصريحات ان الذين يحق لهم التصويت خلال الانتخابات القادمة 640 ألف شخص فقط وعلى بعد من تحدث عن المليون عن الواقع رغم انه يدعي هو الاقرب كذلك فهو يجهل أن هذا العدد الذي ذكره لن يسعه اكبر الاستادات في العالم وهذا دليل ايضاً على عودته لممارسة تصريحاته التي لا معنى لها على الهواء الطلق وهذا خيال واسع وحلم لن يصبح واقعاً، فهي امانيه فمثل تصريحات رئيس اللجنة الانتخابية بعيدة عن الواقع وهو عُهد بذلك وسياساته الفاشلة وبعده عن الشفافية اقعدت بمسيرة الحزب افقدت الثقة في قيادات المؤتمر الوطني والحشد الجماهيري الذي احتضنه استاد ربك لم يكن بمستوى المناسبة التي ملأت بها الصحف ولا يليق بمقام ضيف كبير قدم من الخرطوم جاء ليطمئن بنفسه على هذا الحزب ولكنه تفاجأ بالواقع المر. فتدشين حملة الحزب الحاكم التي تميز فيها حضور النساء والطالبات والعاملين كما حدث في قاعة الشهيد الزبير يتطلب من القائمين على امر الحزب مراجعة حساباتهم بدلاً من اطلاق العنان لتصريحاتهم ومواجهة الواقع بدل دفن الرؤوس تحت الرمال (كالنعام) وان يعملوا على اعادة الثقة التي افتقدتها القواعد والقيادات في القائمين على امر الحزب فامثال هؤلاء الذين يطلقون التصريحات على الهواء الطلق دون اي تحسب هم الذين اضروا بمسيرة الحزب وتسببوا في فقدانه لأرضيته الصلبة وما يستغرب له نجد ان هؤلاء ورغم قلة وضعف امكانياتهم دائماً متلمون وهم الناهي والآمر كأن حواء النيل الابيض لم تنجب غيرهم كذلك من الافرازات السالبة ما قبل تدشين الحملة الانتخابية ما نشرته تلك الصحفية ابنة الولاية التي تحدثت عن حظوظ المؤتمر الوطني بالفوز وهي العالمة ببواطن الامور وحقيقة ان ما ذكرته يعتبر رأياً شخصياً لها لكن ما يندي له الجبين خجلاً ذاك الحديث عن رئيس الحزب بالولاية وحديثها عنه عندما كان وزيراً للتربية وانهائه لازمة مرتبات المعلمين وتوفير الاجلاس والكتاب المدرسي وتعلم الكاتبة قبل غيرها خاصة في قريتها والقرى المجاورة لها بكوستي حجم المعاناة التي يعانيها الطلاب الذين يجلسون على الارض وهي تعلم عدد الفصول المنهارة والفصول المشيدة من الكرانك والقش وافتقاد المدارس لابسط الخدمات ،وهي تعلم قبل غيرها ان في عهد الشنبلي والذي لا زال وحتى الآن وزيراً للتربية الكم الهائل من الطلاب الذين طردوا من مدارسهم بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية وتحدثت عن استقرار المرتبات في عهده فليقل لنا الشنبلي هل ليس للمعلمين والعاملين في الحقل التعليمي حقوق مالية؟ وان استطاع فليقل لنا انه اوفى كافة التزاماته اتجاه المعلمين .. فالعملية التعليمية كثر الحديث عنها وعن الوضع المالي فهو اي الشنبلي وزير التربية هو نفسه مرشح الحزب لمنصب الوالي مشغول بترشيحه اكثر من اهتمامه بما يدور في الوزارة وقضايا التعليم وحقاً لم يحقق نجاحاً في وزارته وفشل في موقعه السياسي وفي الوزارة لازالت استحقاقات المعلمين والعاملين في التربية وهي تتصدر قائمة مطالبات نقابة التعليم وهناك معلمون يطاردون حتى الآن مرتبات لهم في اعوام سابقة ورغم ذلك يتحدث الشنبلي عن حله لقضايا ومشاكل المعلمين ويراهن عليهم في الانتخابات .وهناك طلاب يطردون من المدارس بسبب عدم تنفيذ قرارات اعلى سلطة في الدولة رئيس الجمهورية ويلقون باللائمة على مجالس الآباء ويريد ان يأتي الشنبلي على ظهر هذا المواطن المغلوب على امره .ماذا فعل حيال الفصول المنهارة والفصول المشيدة من الكرانك والقش والخيام والطلاب الذين يجلسون على الارض (الاختشو ماتوا) الشنبلي ليس هو برجل المرحلة ولا القائد الذي سيقود الولاية لبر الامان فليبدأ اولاً بحل الخلافات القائمة داخل حزبه وليعمل بالمؤسسية وليعطِ كل اناس حقه وليمنح المكتب القيادي هيبته وصلاحياته وسلطاته لكنه آثر ان ينفرد بالقرار وما يؤكد ما سقناه سابقاً حشد طالبات جامعة القرآن الكريم بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح (ولا تعليق) والمركز يعلم بكل كبيرة وصغيرة ويعلم سابقاً بفشل مرشحه في النيل الابيض وعلى القائمين على امر المؤتمر الوطني بالولاية بدلاً من نفخ الابواق عليهم ان يعملوا على حل الخلافات داخل الحزب واعطاء مؤسساته هيبته وما اخال رئيس الحزب فاعل. الشنبلي الذي جاء بغفلة من الزمن لن يكون اضافة للحزب او الولاية وليس بمقدوره تلبية اشواق المواطن (فاقد الشئ لا يعطيه) اما الحديث عن برنامجه الانتخابي كما توقعنا من قبل جاء باهتاً بلا مضمون بل ارتكز على الوعود التي قلنا رأينا فيها خطابه احتوى على عبارة (سنفعل ونفعل) لكن المواطن يكفيه ما فُعل فيه فهو نفس المواطن الذي عاش المعناة في التعليم والصحة وضعف الخدمات فالمواطن لم يتغير ولم يجيئ مواطن غيره في الولاية حتى يصدق هذه الوعود، فالمواطن يعلم ان الشنبلي ليس لديه المقنع الذي يقدمه وانه هو نفس الشنبلي وزير التربية عدة سنوات ومن قبل وزيراً للثقافة والاعلام ووزيراً للحكم المحلي والذين يتحدثون عن حظوظه الكبيرة بالفوز هم واهمون وغارقون في الوهم. كنا نأمل من الذين يمجدون الشنبلي عبر الصحف ينحازوا للولاية وانسانها ويبصروا المواطن بما يدور حوله وما آل اليه الوضع ويتحدثوا عن القوي الامين الذي سيدفع بمسيرة الولاية لكن المصلحة الذاتية تغلبت على المصلحة العامة ومصلحة المواطن الذي هو بقادر أن يقيم الوضع بنفسه ويزن الامور وهو لم يفقد اهليته لذا لن يعمل بالوصايا والعاقل يميز . عبد القادر مكي عبد الحليم صحفى بالنيل الأبيض