٭ هل تذكرون قصة أميرة الحكيم التي جعلت منها الجبهة الاسلامية وصحافتها ظاهرة اجتماعية خطيرة تستوجب الإطاحة بالنظام الديمقراطي القائم انذاك؟!.. ٭ هل تذكرونها جيداً وأنا أخاطب هنا معاصريها من متوسطي وكبار السن القصة تلك؟!.. ٭ إذا كنتم تذكرونها، فهل بإمكانكم تخيُّل ما كان بمقدور الحكومة أن تفعله تجاه الأمن «الفردي» لكل مواطن «على حده».. ٭ فذلك ما كان يبدو هو المطلوب من احتجاجات الجبهة وصحافتها الصارخة في وجه الحكومة الحزبية.. ٭ ثم ننقلكم الآن إلى عهد الإنقاذ ونسألكم في المقابل إن كنتم تذكرون قصة أحداث مسجد الثورة.. ٭ وإن كنتم تذكرون قصة أحداث الكمبو عشرة.. ٭ وإن كنتم تذكرون قصة أحداث مسجد الجرافة.. ٭ وإن كنتم تذكرون قصة أحداث السوق العربي.. ٭ والذي لا يتسع المجال إلى تذكيركم إياه كثير.. ٭ ثم نطلب منكم الآن عقد مقارنة بين ردة فعل الجبهة الإسلامية إزاء قصة أميرة حين كانت في مقاعد المعارضة.. ٭ وردة فعلها بعد أن صارت «المؤتمرالوطني» إزاء «قصص!!» حدثت في عهدها وهي في مقاعد الحكم.. ٭ قصص لا تقارن كل واحدة منها بقصة أميرة «اليتيمة».. ٭ فإذا لم يكن بإمكان أية حكومة توفير الحماية «الخاصة» لكل مواطن «منفرداً»، فبإمكانها توفير حماية «جماعية» في ظل ظواهر اجتماعية تُنذر بالخطر.. ٭ أي أن بمقدور حكومة الإنقاذ أن تعمل على توفير مثل هذه الحماية ولكنها فشلت.. ٭ ورغم فشلها هذا لم يتقدم مسؤول فيها باستقالته وهي التي طالبت عناصرها من قبل رموز حكومة الأحزاب باستقالات جماعية رغم الفارق الكمي والنوعي بين قصة أميرة «الوحيدة» وقصص الإنقاذ التي لا حصر لها.. ٭ فالهدف كان هو السلطة وحسب وليس الحرص على أمن المجتمع.. ٭ والذي جعلنا نتذكر الآن قصة أميرة ونطالبكم بتذكرها هو بيان وزارة الداخلية الذي حذرت فيه من صحوة مرتقبة لخلايا نائمة.. ٭ ولا يخفى عليكم بالطبع ارتباط مصطلح «الخلايا النائمة» بالجماعات الارهابية ذات الفكر الايديولوجي المتطرف في أنحاء العالم كافة.. ٭ وفي بلادنا لم تظهر الأفكار المتطرفة هذه إلا بظهور الإنقاذ.. ٭ والخليفي صاحب قصة أحداث مسجد الثورة هو أحد تجليات الخطاب الإنقاذي الإسلاموي.. ٭ هو مثال حي و«صاحٍ!!» رغم موته لظواهر اجتماعية «خطيرة» في عهد الإنقاذ تحذرنا وزارة الداخلية الآن من خلاياها «النائمة!!».. ٭ وكلمة «خطيرة» هذه نضعها بين قوسين لأنها المفردة التي استخدمتها الجبهة الإسلامية لوصف حادثة أميرة من قبل.. ٭ لنتبيّن أي النوعين من القصص أشد «خطورة!!»: قصة أميرة أم القصص ذات «الكلاشنكوفات» والدماء والضحايا والترويع و«التكفير»؟!!.. ٭ ولكن أنّى للجمل أن يبصر «عوجة رقبته».. ٭ ولا أدري كيف كانت ستأتي ردة فعل الإسلامويين لو أن «القصص» هذه حدثت في العهد الحزبي السابق لا في عهدهم هم.. ٭ والآن دعونا من «قصة» الخلايا النائمة هذه باعتبارها في علم الغيب.. ٭ ماذا عن الخلايا «الصاحية» التي تمشي بين الناس الآن وهي في كامل «وعيها!!»؟!.. ٭ ماذا عن «قصص» ذات «فتنة!!» يصر بعض «الصاحين» على «إيقاظها» دون أن يخشوا «لعنةً» تحيق بهم!!.. ٭ أليست الفتنة كما يقولون نائمة لعن الله من أيقظها؟!.. ٭ فتحت أي مسمَّى يُدرج وزير الداخلية تصريحات من شاكلة «لو حدث الانفصال فلن نعطيهم حقنة».. ٭ أو: «على الإنقاذ احتلال المناطق الشمالية من الجنوب».. ٭ أو: «الجنوبيون هؤلاء لا يشبهوننا».. ٭ أو: «سوف يعود برنامج ساحات الفداء، والله أكبر».. ٭ أليس كل تصريح من هذه الشاكلة هو بمثابة «خلية صاحية» تمشي على رجلين دون أن يبصرها وزير الداخلية لشيء في نفس «إنقاذه»؟!.. ٭ ثم ألا تعتبر خلايا صاحية تلكم التصريحات «المستفزة» التي «يتحفنا!!» بها نفر من رموز الإنقاذ بين الفينة والأخرى من شاكلة «بغاث الطير» و«أولاد الحرام» و«الشحاتين»؟!.. ٭ والكلمة الأخيرة هذه بالذات أثارت غضباً في نفوس السودانيين كافة كان يمكن أن ينفجر بركاناً في وجه قائله دون أن يُنحي وزير داخليتنا باللائمة على هذا القائل بالطبع.. ٭ والقائل هذا للأسف هو الشخص المكلف بملف الاستشارات «الدبلوماسية!!!».. ٭ فكل استفزاز للشعب هو فتنة «صاحية» يا وزير الداخلية.. ٭ وإذا كانت الإنقاذ تراهن على «استكانة!!» من تلقاء الشعب، فكذلك كان النميري يفعل إلى ما قبل انتفاضة أبريل.. ٭ كذلك كان النميري إلى لحظة استفزازه الأشهر قبيل سفره إلى أمريكا «بلا عودة!!».. ٭ وقد والله كان «مهذباً» جدا جعفر نميري قياساً إلى بعض الذي يسمعه الناس الآن من استفزازات. ٭ فقد كان «مراعياً» إلى حدٍّ ما لشعار «الإسلام!!!» الذي رفعه.