قدمنا في الحلقة الاولي عرضاً لمدائح ام الخير في السادة المراغنة وهنا نواصل عرضا لمدائحها النبوية ٭ ما يدور في العقل الباطن لأم الخير بتد نصر، كان جنة دنيوية ارتاحت فيها. واعتقد انها كانت مرتاحة فيها كما اسلفت، ومعرفتي لهذا أتت من خلال روايات صادقة من أناس شجعتهم متعة السرد والانشاد لغمري بهذه الأفكار الطيبة. كان ايمان ام الخير بالله واضحاً في شعرها، ناجت الله في دعاء طيب عندما ايقنت بوجوده وعظمته. فقد اخذت معلوماته من بيئتنا الثقافية ومن رحلات عقلها الصافي في بحثها عن الكمال. وكان الله عندها هو الخالق القادر على التحكم في الكون الذي يجزي عباده على خير عملهم خيراً مضاعفاً، قالت في قصيدة الشايقني شوفو: شاحداك يا كريم يا حي ويا موجود يا خالق العباد الواحد المعبود الصانع البصير الأمر ليك مسنود يجينا ونقوم بعد الفنى الموعود وفي قصيدة البقرة قالت: أبدى بالقيوم ربنا الوهاب لا شريك الله في الملك ما غاب مالك التصريف واحدا تواب ابتلاني وحين لي رحمتو وجاب لاحظ عدد الصفات المنسوبة الى الله في هذه الابيات وعدها: الكريم - الحي- الموجود- الخالق- الواحد- المعبود- الصانع- البصير- الوكيل (الامر ليك مسنود)- المحيي- القيوم- الوهاب- مالك الملك (لا شريك الله في الملك)- مالك التصريف- التواب- الرحيم. من اين اتت هذه التربالة بهذه الصفات وهل كانت تعي ذلك؟ كانت ثقافة عقلها المؤمن تعرف مبتدأ ومنتهى الايمان بالله، خلق الانسان ويحاسبه في الحياة الآخرة على ما قام به من عمل في الدنيا خيراً كان أم شراً. ولا شك ان ايمان بتد نصر بالله والسعي في تنفيذ اوامره قد جعلها اكثر تقرباً منه، حتى وان لم تذكر عبادتها له في شعرها، بل نستشف التزامها بحدود الله من معرفتها لها وارتياحها فيها. فالوصول الى رضاء الله غاية تسعى إليها عن طريق اتباع سنة الاسلام. وما بين ايمانها بالله وعبادته هناك حقائق عندها لا تختلف عن شرع الله. وهناك ثقافة ايمانية عامرة بالفقه الاسلامي تشهد لام الخير بفهم الدين. أما الملائكة فجبريل اولهم واكثرهم صلة بالبشر قالت: اليوم المحمد ليك ينادي يصيح جبريل شال خبر سبق النفس والريح وقالت: من حفد الرسول سبط الرسول إياك في ليلة الوضوع حافالك الأملاك ٭ أما عن علمها بالكتب السماوية، فانظر كيف كان عمق معرفتها بالقرآن وسوره، فقد قالت: صليت والسلام آلاف والتسليم جديد ينضاف عد ما جرت الأحراف وما تلى الكتاب لا قاف ٭ اما الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو قمة الفضيلة وقمة كمال الإنسانية. فمن كان الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس الشاعرة؟ وما هى صورتها في عقلها الباطن كما اتضح ذلك في شعرها؟ ثنيت بالنبي السلطان ابن قصي ولد عدنان واضح السنة بالتبيان وخير العرب والعجمان ٭ ففي البيت الأول نسب الرسول وفي البيت الثاني مكانته بين الناس. تاني بالمحبوب النبي الأرباب ود قصي ونزار ابن مُر وكلاب ابن نزار وابن لؤي ونورا ما براهو الفي لاحظ أنها ذكرت ستة من جدود الرسول صلى الله عليه وسلم هم: قُصي، ونزار، ومُر، وكلاب، ولؤي، وعدنان. ونسبه الشريف يتسلسل كما ورد في صحاح الكتب كما يلي: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن ملك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهناك ملاحظ أشد لها انتباهك!! لاحظ التمكن من موسيقى الشعر عندها عندما تستخدم المعنى المرادف في مكان التفعيلة الموسيقية المتغيرة (ولد/ابن/ود) ثلاث مفردات تحمل معنى واحداً وتختلف في التفعيلة. وحاول تبديل المفردات الثلاثة ولاحظ خلل الموسيقى بعده. فالرسول يأتي مقامه بعد الله تعالى في المكانة من نفس بتد نصر، فما هى الصفات التي أجبرتها على حبه وما هى أكثرها تأثيراً عليها مما ساقها الى ذكرها في شعرها انتقاءً من بين صفات حميدة أخرى؟ صليت على الناجي وعرج عدد النبات ما قام خرج لي طه يسن الأزج زين الملاح سمح الفلج ٭ وقالت: بسألك يا ربي اللطيف ويا النبي الرفاى للضعيف ابن نزار وابن لؤى ونورا ما براهو الفي ولا تنس أن صلاة المدحة وسلامها تحوي كلاماً عن الرسول في تثنية بداية كل مدحة وفي دعاء ختامها. وعلى نفس نهج المداح القدامى كانت تصوغ أشعارها بوعي واضح لا التباس في معانيه.