تقاطر اكثر من خمسمائة مشارك في مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الذي احتضنته العاصمة اللبنانية بيروت الى قاعة اليونسكو التي تأسست عام 1948م، بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الثالث لهذه المنظمة، والقاعة والتي شيدت قبل اكثر من خمسين عاما لا زالت تحتفظ بألق التاريخ وعنفوان الحاضر وهي تشهد الاحتفال الرئيسي للمؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات كان الحضور كبيرا بقدر عظمة المناسبة عند الضيوف وعند اهل الدار الذين عرفت بلادهم دخول مطبعة في الشرق بصفة عامة وفي الوطن العربي بصفة خاصة، تزينت القاعة بممثل رئيس الوزراء سعد الحريري، وزير الشؤون الاجتماعية معالي الوزير د. سليم الصائغ ، وممثل وزير الثقافة سليم ورده، الاستاذ حنا العميل، ومعالي النائب بهية الحريري، والسيد سفير جمهورية مصر العربية أحمد البديوي، ونائب رئيس بعثة سفارة السودان بلبنان الاستاذ السفير الهادي صديق علي نميري، ورئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد. كان هذا الحضور متفاعلا بحفاوة وكرم اهل لبنان والذي توج بحفل ضخم وكبير في قصر الحريري بمدينة صيدا جنوب لبنان، وكانت السيدة بهية الحريري تقدم (الاطباق) بنفسها لضيوفها من الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات. ألقى الدكتور سليم الصائغ الكلمة الرئيسية في المؤتمر نيابة عن دولة رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري. ورحب الوزير بالضيوف الذي توافدوا الى بيروت من الشرق والغرب واجتمعوا في لبنان الذي شهدت ولادة اول مطبعة في الشرق، وطبعت فيها اول الكتب فكان رائدا في النهضة العربية منذ بدايات القرن الماضي فكان وما زال عن حق ، مكتبة الشرق ووجهة نظر المثقفين والكتاب والمفكرين. ونحن اليوم نؤكد على سعينا الدائم لمتابعة آخر ما قدمته الشركات المتخصصة في هذه المجالات واستثمارها في نهضة القطاع وتطويره. وقال إن هذا المؤتمر مناسبة لتؤكد امامكم وعلى مسمع مثقفين ومتخصصين من (20) دولة من شرق وغرب العالم العربي يشكلون هذا الاتحاد بأن لبنان انطلق في مسيرة اعادة بناء مؤسساته واستعادة كامل قدراته التربوية والثقافية الى جانب بناء الحجر ليكون على علم بأقصر الطرق الى التكنولوجيا الرقمية والتعرف على نظم وخدمات المعلومات المتطورة ووضعها بتصرف ابنائه من الطلاب والباحثين .. وبهذه المناسبة نؤكد لكم ان لبنان كان وسيبقى جاهدا في سبيل تعزيز مكانته بين الاخوة العرب والعالم موئلا للحوار بين الحضارات والثقافات وانموذجا يواجه بكل قواه الداعين لا بل الساعين الى زرع بذور الصراع بين هذه الحضارات والثقافات والاديان ولنتذكر قول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي يعتبر لبنان اكبر من وطن بل رسالة. وهذا الواقع يدعو بها الاخوة الى العمل بكل امكانياتنا وبدعم اصدقاء لبنان على العنصرين العربي والدولي المتوفر والمطلوب لتطوير الصيغة اللبنانية وتقديم افضل النماذج البديلة من خلال العيش المشترك والحوار بين الاديان والثقافات والحضارات.. وذلك لا يتحقق الا بتعزيز كل الخطوات الهادفة الى تعزيز التجربة اللبنانية وتحصينها ، ويلقي علينا وعليكم المزيد من المسؤوليات. ومن خلال الاوراق التحضيرية لمؤتمركم انكم تسعون الى : - تعزيز علاقات التعاون بين الجمعيات والمؤسسات المكتبية والمعلوماتية في العالم العربي. - عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات الدراسية المتخصصة المعاونة الى الارتقاء بالمهنة والرفع من منزلتها وتكريم من حقق انجازات باهرة في كل الاختصاصات والمجالات. - اعداد وتشجيع البحوث العلمية والدراسات في مجال المكتبات والمعلومات. - التشجيع على قيام الجمعيات الوطنية للمكتبيين واختصاصي المعلومات في الدول التي لم تقم فيها بعد. - الاستعداد للتعاون مع كل المنظمات العربية والدولية التي لها علاقة بأعمالكم وأهدافكم .. - بيروت قبلتكم. وامام هذه العناوين والأهداف الكبيرة لابد ان تكون بيروت هدفكم ومقرا لمؤتمركم هذا ولقد احسنتم الاختيار والتوقيف والشكل والمضمون فبيروت كانت وستبقى مساحة حوار وتفاهم منارة للعلم والثقافة، وموئلا للساعين الى كل اشكال الحوار والتقدم والازدهار. واتمنى باسمي الشخصي وباسم راعي هذا المؤتمر دولة الرئيس سعد الحريري النجاح لمؤتمركم . ٭ وزير الثقافة سليم وردة: اما كلمة وزير الثقافة في جمهورية لبنان فقد تلاها نيابة عن الاستاذ حنا العميل رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة. والذي ابتدر حديثه بتحية وزير الثقافة واطيب تحياته واصدق امانيه بالنجاح لهذا المؤتمر مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم» والذي ينعقد تحت عنوان «المكتبة الرقمية العربية عربي(9) نا، الضرورة ، الفرص، التحديات». وقال الوزير في كلمته ان المكتبات شكلت منذ القدم المصادر الرئيسية للعلم والمعرفة فساهمت في تطور المجتمعات وتنميتها ثقافيا ، واقتصاديا واجتماعيا الا ان التطور السريع الذي شهده عصرنا الحاضر من تعاقب الثورات العلمية وآخرها واهمها ثورة المعلوماتية، بدل المفاهيم والوسائل المتبعة في كافة مجالات الحياة ومنها المكتبات التي بدأت تشهد نقلة نوعية باتجاه المكتبات الرقمية التي تختلف جذريا عن المكتبات التقليدية شكلا ومضمونا ، فغدت المكتبة الرقمية في الوقت الحاضر حاجة وضرورة لأي مجتمع يطمح لامتلاك العلم والمعرفة. وعلى هذا الاساس بدأت تنشأ وتنتشر العديد من هذه المكتبات في الدول المتقدمة وبشكل خجول في بعض الدول العربية. وبالرغم من التطورات الكبيرة التي شهدتها المكتبة الرقمية فما زال امامها الكثير من الصعوبات والتحديات لتخطيها حتى تحقق الانتشار الشامل. ان المشكلة التي تواجه المكتبات العربية ان معظم المؤلفات ولا سيما العلمية منها تعود لأشخاص طبيعيين او معنويين من الدول المتقدمة وبالتالي فان المواطن العربي سيدفع ثمن الوصول غاليا الى هذه المعلومات الرقمية خاصة وان القدرة الشرائية لمعظم المواطنين العرب لا تمكنهم من دفع التعويضات التي يحددها المؤلفون او الناشرون مقابل الاستفادة من أعمالهم. وهنا يكمن التحدي الذي يجب ان تواجهه الدول العربية مجتمعة في تأكيد حقها بالوصول الى العلم والمعرفة، انما بمقابل معنوي يتناسب مع قدرات مواطنيها، ولا سيما ان الحضارة العربية ساهمت تاريخيا بشكل اساسي في ما توصلت اليه الحضارة البشرية من علم ومعرفة اذ ان المعرفة عملية تراكمية ساهمت الحضارة الغربية في وضع اساساتها وبالتالي من حقها في الوقت الحاضر الاستفادة من التقدم الذي وصلت اليه الدول الصناعية. ويجب ان اشير هنا الى ما قاله العالم المصري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء الدكتور أحمد زويل في كتابه عصر العلم: «يجب على الدول المتقدمة ان تعترف بأهمية التبادل التاريخي» اي المبادلة بالمثل عبر الزمن فالحضارتان الاسلامية والعربية اعطيتا نموذجا للتعامل الجيد مع اوربا اثناء عصور الظلام كما ساهمتا بشكل اساسي بنهضة اوربا وكانتا حينئذ قوة اقتصادية في المقام الاول وفي نفس الوقت وصلتا الى درجات العلم . اما اليوم فالعالم العربي والاسلامي بحاجة للمساعدة وليس هناك من خطأ ان تمد امريكا واروبا واليابان وباقي الدول المتقدمة يد العون لمسيرة تبادل ثروات التاريخ.. ٭ سوزان مبارك تفوز بالجائزة الكبرى: وفي كلمة رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات البروفيسور حسن بن عواد السريحي ، قال إن مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ينعقد هذا العام في بيروت الثقافة وبيروت العز والكرامة بمشاركة كريمة من وزارة الثقافة اللبنانية وعناية كاملة من معالي الوزير ومشاركة جمعية المكتبات اللبنانية. ينعقد هذا المؤتمر في بيروت لمكانتها في نفوس كل المثقفين واختصاصيي المعلومات ورواد العلم. ينعقد هذا المؤتمر في بيروت ليناقش موضوعا مهما يمثل ركيزة في مستقبل العمل المعلوماتي وخدمات المكتبات فندرس المكتبة الرقمية ونأمل ان يساهم هذا المؤتمر في تقديم الدراسات التي تساهم في تطور المكتبات الرقمية ومشاريعها. واسمحوا لي ان اعبر عن فخري واعتزازي بفوز السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة رئيس جمهورية مصر بأرفع وارقى وأهم جوائز الاتحاد لهذا العام ، وهي جائزة الشخصية الداعمة لعمل المكتبات لما قدمته من مشاريع في هذا الاتجاه ولعل ابرز تلك المشروعات الذي حقق نجاحا كبيرا وهو (مشروع القراءة للجميع).. وسوف تقدم الجائزة في احتفال خاص وكبير في مدينة القاهرة.. شهد الحفل عرض فيلم يوضح اسهامات السيدة سوزان مبارك في دعم المكتبات من خلال عدة مشروعات منها دورها الكبيرة في تأهيل مكتبة الاسكندرية ومشروع القراءة للجميع.
