٭ استضافت العاصمة اللبنانية بيروت المؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات برعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء سعد الحريري، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية وجمعية المكتبات اللبنانية بعنوان «المكتبة الرقمية العربية عربي@نا: الضرورة الفرص والتحديات». وجاء استشعار الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم» بأهمية المشروع، فإنه وجه أهداف المؤتمر من خلال محاوره المختلفة، إلى إلقاء الضوء على الاسس النظرية والعملية لبناء مكتبة رقمية عربية من خلال مناقشة كافة القضايا والمسائل ذات العلاقة بجمع المصادر المعلوماتية لكافة الدول العربية على اختلاف اوعيتها ومجالاتها ولغاتها، ومعالجتها واتاحتها في شكل رقمي يشكل البوابة الرئيسية لتلك المصادر على اختلاف انواعها. وقدم في المؤتمر أكثر من «08» بحثا، بعد ان تقدم الى اللجنة اكثر من «071» باحثا ليشارك في المؤتمر. وقد تم تقسيم المؤتمر الى محاور رئيسية هي المكتبة الرقمية العربية: الأسس الفلسفية والنظرية. والمحور الثاني الجوانب الادارية والتنظيمية للمكتبة الرقمية العربية، والمحور الثالث: الجوانب الفنية للمكتبة الرقمية العربية، والمحور الرابع: الجوانب التقنية للمكتبة الرقمية العربية، والمحور الخامس: الجوانب التشريعية والقانونية، والمحور السادس: المحتوى الرقمي العربي، والمحور السابع: الجهود والممارسات والتجارب العربية والإقليمية والدولية لانشاء المكتبات الرقمية. السودان الأكثر حضوراً ومشاركة في المؤتمر: شكل وجود السودان الكثيف في مؤتمر المكتبات والمعلومات ببيروت دورا كبيرا في كل اتجاهات المؤتمر، من حيث المشاركة في الاوراق العلمية، حيث قدم السودان أكثر من «01» أوراق، فقد شاركت شخصيات علمية تنتمي لمؤسسات اكاديمية مختلفة في السودان. حيث قدم كل من الدكتور فضل عبد الرحيم من جامعة النيلين والدكتور عبد القيوم عبد الحليم من جامعة افريقيا العالمية ورقة مشتركة بعنوان «اتجاهات النشر في مجالات المكتبات والمعلومات بالدوريات العربية ومدى دعمه للمكتبة الرقمية العربية». وقدم الدكتور نصر الدين حسن جمعة من المركز القومي للبحوث ورقة بعنوان «المكتبات الرقمية مفاهيمها ونظمها» دراسة وثائقية، كما قدمت الدكتورة نجاة وليم جرجس من المركز القومي للبحوث ورقة بعنوان «المكتبة الرقمية العربية بين الواقع والمأمول». وقدم الدكتور حسام القدَّال من جامعة الجزيرة ورقة بعنوان «مدى إلمام المكتبيين في السودان بحقوق الملكية الفكرية دراسة حالة: المكتبات الجامعية ولاية الخرطوم». وقدمت الدكتورة رفاء عشم الله غبريال من المركز القومي للبحوث ورقة بعنوان «المحتوى السوداني الرقمي»، وقدمت الأستاذة أميرة علاء الدين من جامعة دنقلا ورقة بعنوان «نظم إدارة الوثائق: تجربة الهيئة القومية للكهرباء». وقد حظيت هذه الأوراق بنقاش مستفيض من الحضور العربي، وقدمت وجوه جديدة في هذا المؤتمر، وكانت هناك اوراق لم تتم مناقشتها في الجلسات العلمية، وتم استعراضها من خلال «بوسترات». ولعل ابرز هذه الاوراق قدمها د. عوض أحمد من المركز القومي للبحوث، وليمياء من جامعة شرق النيل. رئاسة الجلسات: وتشرَّف الوفد السوداني أيضا بأن يترأس عدد من أعضائه رئاسة الجلسات العلمية. ولعلَّ من أبرز الوجوه الدكتور أحمد عبد الله ابو بكر فلاح من جامعة ام درمان الاسلامية الذي تولى رئاسة الجلسة العلمية رقم «4» بعنوان «الجهود والممارسات العربية لانشاء المكتبات الرقمية». كما ترأست الدكتورة نادية العيدروس من المركز القومي للبحوث الجلسة العلمية رقم «71» بعنوان «الأرشفة الالكترونية ونظم إدارة الوثائق». وكانت هذه الجلسة بمثابة رؤية للمرأة السودانية ودورها، وقدمت فيها الأستاذة أميرة علاء الدين من جامعة دنقلا ورقة عن تجربة الهيئة القومية للكهرباء. السودان أكبر الوفود المشاركة: ولم تكن مشاركة السودان بعدد من الاوراق العلمية هي وحدها المميزة، فقد شاركت العديد من الجامعات والمؤسسات في هذا المؤتمر، وذلك يعكس اهمية دور المعلومات والتوثيق والوقوف على آخر ما يقدمه المؤتمر من اوراق علمية ومناقشات ومداولات تفيد هذا الحضور الكبير للسودان. واذا نظرنا الى الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والمؤسسات الاخرى، فنجد هذه الاسماء، الجامعات: الخرطوم النيلين ام درمان الاسلامية افريقيا العالمية الرباط الاحفاد الجزيرة جامعة السودان العلوم والتقانة الاهلية البحر الاحمر زالنجيشرق النيل جامعة العلوم الطبية والتكنولوجية كلية البيان كلية السودان الجامعية للبنات جامعة بخت الرضا جامعة دنقلا اكاديمية السودان للعلوم. المؤسسات: وكانت المؤسسات ومراكز الدراسات حضورا في مؤتمر بيروت، حيث قدمت بعض منها تجاربها في اوراق علمية واخرى في المداولات والنقاش، بل أن بعض المؤسسات استفاد من الحضور الكبير للمؤتمر الذي قارب المشاركون فيه ال «006» مشارك من جميع الدول العربية، وقدمت فيه معلومات عن المؤسسة والسودان وادارة المعلومات في وحدة تنفيذ السدود، حيث قدمت «مطبقات» تضمنت معلومات عن السودان وعن الوحدة. وقد وجدت هذه الخطوة الكثير من القبول، حيث تعهد الكثيرون بعرض هذه المعلومات في لوحات داخل المكتبات الوطنية في بعض الدول العربية، مما يزيد عدد المستفيدين من هذه المعلومات من زوار تلك المكتبات في هذه الدول العربية. ومن المؤسسات التي شاركت الهيئة العامة لابحاث الجيولوجية بنك فيصل الاسلامي بنك النيلين الخطوط الجوية السودانية المكتبة الوطنية سد مروي مركز الراصد للبحوث والعلوم مركز دراسات الاسلام والعالم المعاصر المركز القومي للبحوث مركز الاعشاب الطبية مركز البحوث والاستشارات الصناعية الصندوق القومي لدعم الطلاب بنك السودان المركزي القضائية رابطة المرأة العاملة الهيئة القومية للإنماء الزراعي وزارة الصحة بولاية الخرطوم المتحف القومي مركز ابحاث الطاقة دار الوثائق القومية أكاديمية هاي ليفل ومنظمة براكتكال اكشن. السودان يحسم الجمعية العمومية للاتحاد: لم يكن السودان حاضرا فقط في الجلسات العلمية للمؤتمر، ولكن كان له دور حاسم في الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات التي انعقدت عقب ختام الجلسات العلمية، فقد شهدت جلسات الجمعية العمومية صراعا عنيفا حول التعديلات التي تقضي بأن تكون الدورة لمدة ثلاثة اعوام بدلا من عامين، وذلك لتمكين المكتب التنفيذي من اكمال مشروعاته، ولأن فترة العامين لا تكفي لانجازات المشروعات، خاصة انها تشهد انعقاد مؤتمرين للاتحاد في قطرين مختلفين مما يتطلب اضافة عام ثالث.. وقد اجيزت هذه التعديل بالاضافة الى تعديلات اخرى. وجاءت المنافسة الشديدة حول انتخاب المكتب التنفيذي الجديد، وكان هناك مقترح حسب اللائحة ان يعرض على الجمعية العمومية التجديد للمكتب السابق، وفي حالة رفض الجمعية تجرى انتخابات على المكتب التنفيذي، وكان صراعا عنيفا بين الدول ممثلة في الاتحاد وبين الدول التي خارج المكتب التنفيذي، ولكن كان الحسم للسودان بسبب عضويته ومشاركته الكبيرة بجانب السعودية، بالابقاء على المكتب السابق الذي يترأسه السعودي البروفسيور حسن عواد السريحي ونائبه المصري الدكتور هشام عزمي بالإضافة الى امين المال التونسي نبيل بن عمار وبقية الوفد الذي ضم من الاردن ربحي عليان ومن السودان د. محمد عبد الله عيساوي. واعتذرت الكويتية سعاد المعتوق عن الاستمرار لدورة جديدة وتم اختيار «كلاريس» من لبنان. الخرطوم «7691 1102م»: مثلما جمعت الخرطوم العرب في قمة استثنائية عام 7691م بعد هزيمة عبد الناصر في حربه مع اسرائيل، فها هي الخرطوم تستضيف المؤتمر الثاني والعشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في العام المقبل. وقد وجد اختيار الخرطوم لاستضافة المؤتمر القادم قبولا كبيرا من المشاركين في مؤتمر بيروت. المامبو السوداني: وفرحا باختيار الخرطوم تغنى بعض أعضاء الوفد التونسي امام فندق البرستول بأغنية سيد خليفة سفير الأغنية السودانية «المامبو السوداني»، وكانت هذه اللفتة من وفد تونس تحية لأهل السودان في المؤتمر السابق الذي انعقد بالدار البيضاء بالمغرب، كان السودان حضورا وسط المشاركين بسبب المباراة الشهيرة بين مصر والجزائر التي استضافها السودان، وكان الحديث دائما عنها بسبب الزخم الاعلامي الذي وجدته تلك المباراة خاصة ان الفائز سيتأهل لمنافسات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا. أما في هذا المؤتمر فقد كانت قضية «وحدة السودان» والاستفتاء المقرر قيامه في يناير المقبل وقضية دارفور، من أكثر المسائل التي وجدت اهتماماً من المشاركين العرب في هذا المؤتمر، وكان هناك كثير من الاسئلة تنهال على الوفد السوداني حول مآلات الأمور في السودان وعن المستقبل، في ظل هذه التحديات التي تواجه السودان.