كارل ريموند بوبر للذين لا يعرفون، هو أهم فلاسفة العلم في هذا القرن.. هو يرى أن الشخص يجب أن يتعلم من الآخرين، فهو يؤمن بأن المعرفة تكون بالاستعداد لتقبل الأفكار الجديدة من أجل عالم افضل. يقول «بوبر» عندما تتعرض الكائنات لضغط خارجي يبزغ ضغط داخلي قوي يفصح عن نفسه في صورة سلوك.. وهنا نتفق معك أيها العم بوبر، فمجتمعنا تضغط عليه مستجدات دخلت بيوتنا السودانية البسيطة، فأصبح بعض شبابنا معجباً بهم، بل جعلوا من أغنياتهم نغمات للموبايل.. الموبايل واه من هذا ال «مايل» الذي أضحى وسيلة إزعاج حتى في المواصلات العامة.. ناهيك عن أشياء كثيرة تغيرت في حياتنا ونحن نسكت ونرى بأعيننا. «أغضب من الصمت المهين.. أنا لا أحب الساكتين» هكذا قالت نازك الملائكة في احدى قصائدها .. ونحن ايضا عزيزي القارئ يجب ألا نسكت.. فليأخذ صغارنا وشبابنا من الثقافة والحضارة ما يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية، وتحت إشرافنا وتوجيهنا ومراقبتنا .. ويجب علينا جميعا محاربة أي استلاب ثقافي أو أخلاقي نتج أو محتمل حدوثه جراء تلك المستجدات. أذكر هنا كتابات الحاجة الوالدة «أمد الله أيامها» حول ما طرأ على مجتمعنا، بلسان أم تخاطب ابنها المغترب.. حيث قالت: يا مسافر بعيد ٭٭ طال غيابك وطال أهملت اولادك ٭٭ وفضلته جمع المال اتغيرت بلدنا وراك ٭٭ وساءت الأحوال إبليس خلاص ٭٭ صال في ربوعنا وجال قست القلوب ٭٭ وبقت المحنة مُحال حليل زمن ٭٭ العم الحنين والخال والسيرة والطنبور٭٭ والدلوكة والشبال واسم الله في الألواح ٭٭ الكرسي والأنفال وبنوتنا محشمات ٭٭ عفة وأدب وجمال دخلت القنوات ٭٭ ومعاها جاء الجوال اقتحموا المدينة ٭٭ وكسحوا لي الحلال حاربوا الأخلاق ٭٭ بي سلاح قوي وفعَّال انداحوا الكبار ٭٭ خايفين على الأطفال وسلوك الشباب ٭٭ والله بقى بطال تحويل الرصيد ٭٭ في بيوتنا بقى موال أفلام الجريمة ٭٭ والقتل والنشال وكل الكان محرم ٭٭ بقي يا وليدي حلال أخيراً عزيزي القارئ كفانا الله وإياكم شر الحضارة والقنوات الفضائية و... و .. وكل المسميات الدخيلة الجديدة على حياتنا.. ولكم محبتي.