٭ نجح المذيع المعروف محمد خالد بقناة (الشارقة الفضائية) في استدراج الاديبة المصرية الكاتبة اقبال بركة، التي تعارض بشدة ارتداء المرأة للحجاب الاسلامي، ليفتح عليها باباً وسيلاً من الادلة الدامغة لبطلان دعواها.. والتي جيشت لها مجموعة من الافكار والمشروحات والفلسفات التي لم يحالفها الحظ ولا التوفيق، حيث نجح بالمقابل كل من استاذ الشريعة بجامعة الشارقة عثمان الشارقي والدكتورة عائشة الباحثة في علم النفس بمقارعتها الحجة.. بجانب مقدم البرنامج، بالاتيان بالنصوص والادلة من القرآن.. والسنة.. والواقع المعاش.. والامساك بكنهها.. الى الوصول الى لب الامر والنفاذ بالمقابل لمقاصد لشرع الحقيقية التي غابت عنها..( حيث كانت ترى الفيل وتطعن في ضله) مع ما حظيت به من معرفة وتطبع محمود في إدارة الحوار بعيداً عن التشنجات. وبسياحة المهتدين.. وشمائل اهل الخليج.. وسعة صدورهم، انبرت المجموعة تحاور الاديبة المصرية عبر الاقمار الصناعية لقرابة الساعة أو يزيد كلُّ في مجال تخصصه، فساقوا وافحموا.. لكن الحلقة لا تتسع في رأي الاديبة التي ظلت ومنذ بداية الحوار تعلن عن رغبتها في الجلوس مع المجموعة المحاورة وجهاً لوجه. ٭ باختصار شديد، المرأة قصرت دعواها على أمرين اولهما أن نساء النبي لستن ككل النساء حتى يُعمم الفرض الواقع عليهن، لترتدي كل نساء العالمين الحجاب( يا نساء النبي لستن...... النساء) مثلما لا يسمح لهن بالزواج مرتين أو الجهاد. والامر الثاني ومثلما اعترفت بأن المرأة كلها إغراء.. وان ابوابه مشرعة عندها بحكم الخصوصية في تكوينها العام، وإذن فالحجاب المفروض بإدناه الجلباب والضرب بالخمر الذي ورد في الآية الكريمة.. مع تزامن سفور النظرة والصوت والمشية الخ.. فكأنما احتملت هذه الادوات السفور وعدم التحجب، مما يجعل تلقائياً إمكانية التصرف حيال بقية الأعضاء. وهى بذلك تستثمر الخلاف الواقع في (تفاصيل ارتداء) الحجاب، مع افتراق العلماء حول انسحابه على الوجه والكفين وباطن القدمين، فترى في نزع (غطاء الرأس) تفسيرا عصريا ويوائم الزمان- خاصة في ظل اتصاف الشرع بالمرونة، وباحتماله لتفاسير متعددة للقرآن كما تقول، مع تقبل الناس لها في وجود اربعة مذاهب، مشيرة الى ان سُنة الحياة هى التغيير وهو أمر لا يناقض وجوده العلاقة بين الشرع والطبع وتوافقها في أمور كثيرة.. في ظل المرونة المذكورة. ً٭ (والشرع والطبع) هو اسم برنامج الاستاذ محمد خالد حيث استمر النقاش محتدما بين المجموعة المذكورة والاديبة المصرية فالى مضابط الحوار كما يقول (اخواننا بتاعين التلفزيون). ٭ قالوا لها ان الحجاب مفروض.. ودليله في القرآن.. والسنة..والواقع العملي.. والمؤمنة مأمورة أن تدني من جلبابها.. وتضرب بخمرها.. (الآية) بصرف النظر عن التفاصيل ونساء المسلمين إعتجرن في بيوتهن عند نزول الامر الرباني (قل لنساء المؤمنين).. ووضعنّ عليهنّ من الثياب، حتى أن جسومهن كالغربان. والكاتبة نفسها، قالت انه ليس هنالك من يرفض الحجاب.. (فكأنه أمر شرعي) والامر مفطور فعلاً.. ويتفق فيه الشرع والطبع.. والحشمة والتستر، بل الحجاب، طبع مجتمعي قديم.. فقد اتشحت به (الجدات) واعطين وجوههن للحائط عندما كان يمر رجل بهن (ولسان حالهن يقول). ومن معاني الاحتشام الحياء.. وبهذا فالحجاب من صميم هذا المعنى. ولا يسير الحياء والتكشف جنباً الى جنب، إذ كيف يستوي أن تكون المرأة حييه ومفاتنها بادية للعيان؟! والحياء جزء اصيل من (حسن الخلق) الذي دفعت به الكاتبة المصرية لتبرر موقف النساء السافرات غير المتحجبات.. بنفيها للعلاقة بين الحجاب والحشمة. وعندما واجهها (المذيع) بالآية الكريمة (قل لنساء المؤمنين ان يدنين من جلابيبهن الخ الآية) قالت (بتاريخينية النص) كما يعبر (محمد خالد) وذكرت ضمن الامثلة التي ساقتها كمبررات بأن خروج النساء من الخيام لقضاء الحاجة في الصحراء يومئذ، بجانب تواجد (مجتمع الجواري) والجارية مستباحة، وذكرت أيضاً ان بعض رجالات المدينة كانوا يتحرشون بالنساء (حسب تفسير الطبري) كما اوردت. ونسيت أن (التحرش) هو قضية العصر، حتى أن النساء نصحن في اطار التعبئة لمواجهة هذه المكدرات التي استفحلت أخيراً، أن ينضممن الى مدارس (الكارتيه) بل وحدث في ذلك خطوات جبارة. كما قال المشاركون ان الحجاب عزز مسيرة المرأة ولم يردها القهقهرى كما ادعت الكاتبة.. فلا القطعة التي تُغطي رأسها منعتها من أن تستوزر وتبلغ اقصى درجات العلم وتزاحم الرجال في شتى مناحي الحياة العلمية والوظيفية جنباً الى جنب، بل اكتسبت شعوراً هو اقرب الى الطبع البشري.. فهو يعود بها الى طبيعتها في جانب، ممتلئة بالقوة والثقة في النفس في جانبٍ آخر. ً٭ بالضبط كما يُقدر الرجل الزوجة التي لا تبدي مفاتنها للعيان (المتسترة)، والانسان فُطر على الحاجة الى التقدير، كما دفعت بذلك استاذة علم النفس. وأنا بدوري أسوق مثالاً ربما ليس بالكامل (بالنجمة المصرية صابرين) التي خرجت من أزمة نفسية طاحنة عائدة الى الساحة الفنية لتؤكد ان السر يكمن في اتصالها بالخالق عز وجل.. وهى لا تفتأ تردد وهى تشير الى غطاء رأسها:« أنا اقويه ب ده» مؤكدة (الفطرة الميالة الى الحشمة) ، فاقتران الشرع بالطبع وهذا ما اكده المشاركون ايضاً الذين قالوا :( إلا أن يغشى الفطرة غاشية تشوهها وتعيبها) وذكروا من ذلك (اجتماعية الانسان نفسه) التي رشح بها علي الارض ككائن اجتماعي، فاضافت الى الفطرة ما يغير طباع الانسان نفسه. قال المشاركون لا مجال للقول (بالمحدودية الزمانية) للنص، فالنصوص الشرعية في أى أمر كان تظل العبرة فيها بنصوص اللفظ لا بعموم السبب. ومن ثم فالتكليف قائم الى يوم الدين، فاذا تم التحلل مثلاً، من الحجاب، فالامر ينسحب عندئذ على كل الاوامر والنواهي، ديدن الشرع.. كما لا مجال لدعوة هذه (الكاتبة) التي ظلت تردد أن الالتزام بآيات الحجاب يكون بروح النص والذي لم نفهم منه ولم نُدرك من عبارة (روح النص) هذه إلا تفسيرها للآية بتغيير فتحة الرداء الامامي. وهى لا تفتأ تردد كيف تُلزم المرأة بارتداء بزي من ارتدوه قبل آلاف السنين، وتقول ان التطور يشمل كل شيء وانظروا الى مرفق المواصلات مثلاً؟!! وكما ترون كيف ان (طعن الكاتبة للفيل) مع رؤيتها له، قد ظهر جلياً لكم الآن.. بما لا يدع مجالاً للشك، فكيف والمؤمن يفترض ان يكون(وقافاً) في نصوص القرآن. (والاديبة المصرية) الرافضة للحجاب تختصر دعواها بأن تضيف، ان (القرآن) لم يُفرق بين الذكور والاناث، وتطلق على الأزياء الخليجية والساري الهندي والثوب السوداني أزياء فلكلورية، واستاذة علم النفس الدكتورة عائشة تقول :( إن هذا الثوب الذي ارتديه واغطي به كامل جسدي ليس من الفلكلور، وأنا لا يمكن لي أن اخلعه من رأسي مرة) كما ان الفلكلور يتغير. ويقولون لها ان لا مجال لدعواها ابداً.. وان كل ما تحتج به قد اوجد له الشرع اجابات واضحة في آيات كثر، ليس هى بالضرورة آيات الحجاب المتفرقات، فالشرع منع التكسر في الحديث.. والنظرة الثانية.. وذكر أن نساء الانصار كن يسرن بجلابيبهن السود عليهن السكينة. وكانت آخر دعوى المجموعة بإثبات العلم أى (علم الطاقة) لورود (الطاقة السلبية) للانسان بتعريته لاجزاء من جسده عُينت ما بين السرة والركبتين للرجل، وما بين النحر والاذنين والصدر عند المرأة، مما يدل على أن التكليف لم يأت من فراغ والرجل والمرأة في ذلك سواء. الشرع أخو الطبع جاء مستصحباً له.. مستأنس كل بصاحبه.. يسوقه سوقاً ليعبر عن (مفردة) أعجز بدوري عن صياغتها.. أنه منا والينا وفينا.. إنها عظمة الخالق.. كما ان هذه اول حلقة اتشرف فيها بمتابعة برنامج محمد خالد (الشرع والطبع) احييه من داخل قلبي.. من الخرطوم.. ومبروك الدكتوراه. منى عائد