في معظم ولايات السودان يلجأ المواطنون والمزارعون الي صلاة الاستسقاءعند تأخر هطول الامطار رافعين الأكف الي الله بالدعاء ويسألون الرحمن الرحيم أن ينزل الغيث حتي لاتهلك الانفس والانعام بسبب الجفاف ،قد تبدو هذه هي الصورة الطبيعية لعلاقة الانسان بالمطر الذي يعني الرحمة بكافة اشكالها ،بيد ان الوضع هذه الأيام يختلف عما هو سائد ومتعارف عليه فالمواطنون يتمنون من الله اللطف بهم والا تشهد المدينة امطارا في الفترة المقبلة والا تغشاهم وتجتاحهم السيول مجددا ،ليس رفضا للخير كما اشاروا بل لان هطول امطار مرة اخري يعني تشريد عشرات الالاف من السكان وتأثر أعداد كبيرة من التجار، فالجرح الذي أحدثته الامطار التي هطلت الاسبوع الماضي لايزال نازفا ،فاحياء سلالاب مربعي «6و8» وديم سواكن وديم النور «مربع 2» والقادسية وحي العرب ودار السلام ودار النعيم دفعت ثمن ثورة الطرق والانترلوكات غاليا بعد ان ارتدت اليهم مياه الامطار والسيول وتسببت في انهيار العديد من المنازل والجدران بسبب اغفال الذين قاموا بتشييد الطرق للكباري والجسور والمعابر ،واجبرت الامطار يومها العديد من الاسر علي الاحتماء بالمناطق المرتفعة خوفا من انهيار المنازل علي رؤوسهم والموت الذي اودي بحياة امرأتين من حي دار السلام وشاب أثر صعقة كهربائية ،وامرأة في سلالاب مربع ثمانية انهار عليها منزلها وشابة اخري جرفتها السيول ،وحتي التجار تأثروا بعد ان غمرت المياه متاجرهم بالسوق الكبير وغيره من الاسواق ،ويقول محمود محمد علي بدلي انهم توقعوا ان تقف حكومة الولاية بجانب المتضررين غير انها لم تفعل وتجاهلت الامر تماما ولم تهتم بمعاناة الأسر التي فقدت منازلها والتجار الذين تعرضوا لخسائر فادحة واضاف :الكثيرون يتخوفون من هطول الامطار مرة اخري واذا حدث هذا الامر وهو وارد ستقع اضرار بليغة علي السكان وذلك لان شوارع الاسفلت لم تشهد تدخلا من حكومة الولاية التي كان عليها ان تضع خطة طارئة تعمل من خلالها علي فتح مجاري ومصارف حتي ولو جاء ذلك علي حساب ازالة بعض الطرق تحسبا لامطار غزيرة اخري ،وأعتقد ان جانب اصحاح البيئة يحتاج لعمل مكثف خلال الفترة القادمة وذلك حتي لاتنتشر الامراض ...وكان عدد من المواطنين قد استهجنوا تجاهل حكومة الولاية للمتضررين الذين فقدوا منازلهم ومتاجرهم وقالوا ان حكومة الولاية لم تتحرك تجاة المتأثرين رغم ان هذا يأتي من ضمن صميم واجباتها ،وأشاروا الي ان حكومة الولاية تركز كل جهدها علي السياحة وتغض الطرف تماما عن واجباتها الاساسية المتمثلة في الوقوف بجانب المواطنين في الظروف الطارئة ، واشاروا الي انهم فقدوا الامل تماما في تجاوب حكومة الولاية مع معاناتهم وفوضوا امرهم الله.