ما حدث في حفل رأس السنة للفنان محمد وردي والفنانة نانسي عجاج يدعو لرفع حاجب الدهشة، فالجمهور الذي كان يمني نفسه بقضاء أمسية فنية رائعة يتكئ فيها على ظلال الطرب، وتدافع نحو صالة اسبارك سيتي، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، دفع أكثر من مائة جنيه للتذكرة الواحدة، اصطدم هذا الجمهور بفوضى التنظيم..!! ان الجهة المنظمة للحفل شغلت نفسها بتوزيع بوسترات الحفل في شوارع الخرطوم، وشوهت الاماكن العامة بمنظر الملصقات في دليل واضح للفوضى يتكرر في كل مرة وولاية الخرطوم تتفرج وتعجز عن سن قانون يحفظ هيبة الاماكن العامة من جهل بعض متعهدي الحفلات الذين يشوهون منظر المدينة ومعالمها وبأفعالهم غير الحضارية، ولم تبذل الجهة المنظمة للحفل أي جهد في التنظيم ودفعها الجشع والطمع إلى بيع تذاكر اضافية، مما تسبب في تدافع الناس إلى صالة اسبارك سيتي.. وزاد الطين بلة ان الحفل بدأ في وقت متأخر وفي موقف درامي صعدت نانسي عجاج إلى المسرح ثم صعدت مرة أخرى، حتى توقفت عن الغناء وأدت أغنيتين فقط، ثم صعد الفنان الكبير محمد وردي إلى المسرح في وقت متأخر جداً مع بداية السنة الجديدة وأدى أغنية واحدة فقط ثم توقف عن الغناء، بعد أن أدى أغنيته الجديدة (أقابلك)، وقد تدخلت شرطة النظام العام وأمرت بانهاء الحفل حسب الزمن الجديد المصرح به، وكان وردي قد ألقى باللوم على الجهة المنظمة للحفل، وحملها مسؤولية هذه الفوضى وقال انه حضر منذ وقت مبكر ولكنه لم يتمكن من الغناء. الجمهور غضب وزعل وهذا من حقه طبعاً، وهو الذي دفع المال لينعم بحفل يستقبل به العام الجديد بالاغاني والاماني العذبة ولكن جشع الجهة المنظمة هو الذي قاد إلى هذه الفوضى!! والسؤال الذي يفرض نفسه من الذي يعوض الجمهور نظير ما دفعه من أموال... بعد فشل هذا الحفل ان أقل ما يجده هذا الجمهور هو ارجاع أمواله التي دفعها، اذا تقاضينا عن الاثر المعنوي الذي جعل حضور هذا الحفل يستقبلون العام الجديد (بالحسرة)! اتصلت أمس بالفنان الكبير محمد وردي وسألته عن رأيه في الذي حدث فقال انه بصدد اصدار بيان يوضح فيه موقفه من الذي حدث ووعدني وردي بأن تكون جريدة الصحافة أول جريدة تحصل منه على هذا البيان، ورغم أن وردي لم يكشف لي تفاصيل هذا البيان، إلا انني أتوقع أن ينحاز وردي لصف الجمهور ويطالب بارجاع ثمن التذاكر للجمهور والاعتذار له جراء ما تعرض له من اضرار معنوية واتوقع أن يقول وردي في بيانه إنه سيلتقي مع جمهوره في حفل آخر وتكون اسعار التذاكر مخفضة.. ومن واقع معرفتي بوردي وجرأته في قول الحق اتوقع أن ينتقد الجهة المنظمة نقداً لاذعاً، ويتوعدها بعدم التعامل معها مرة أخرى. ان ما حدث في اسبارك سيتي يجب أن يفتح بصيرة الفنانين للتدقيق في شروط التعاقد مع متعهدي الحفلات خاصة اذا علمنا أن الكثير منهم لا هم لهم إلا الربح المادي، والاستثمار في مجال الفنون، استثمار تحكمه ضوابط أخلاقية ومعايير موضوعية لا تقبل اللف والدوران. وسأعود إلى هذا الموضوع بعد أن أقرأ بيان وردي.. آه نسيت ان أدين صمت الجهة المنظمة التي لهفت الملايين وصمتت ويقال ان دخل الحفل وصل 143 مليون. [email protected]