{ ما حدث في صالة اسبارك سيتي والحضور الذي ذهب للاستمتاع بوردي ودفع (125) جنيها للتذكرة، لأنه مؤكد وميّة ميّة أنهم لم يدفعوا هذا المبلغ لسماع نانسي عجاج، التي كان آخر حفل لها في صالة الميرلاند المجاورة لسيتي اسبارك «الحيطة بالحيطة» (25) جنيهاً فقط.. ما حدث هناك حدث بالكربون في صالة الغروب التي شهدنا فيها احتفالات رأس السنة، ولكن عزاءنا أن طه سليمان ابتدأ الحفل وعاصم البنا جاء في الواحدة ليغني نصف ساعة كوكتيلاً بلعنا به ما تجرعناه من (دراب) بنت لندن التي ظنت أنها تغني في الهايد بارك فشبكتنا (Never Never) و(try dont) أي والله، هذا ما قالته وهي تردد أغنياتها، ولا أدري العلاقة ما بين هذه الكلمات الإنجليزية و(جيتك يا جميل) و(سحبت البساط منك)، لذا أعتقد أنه، من هنا وجاي، على بعض متعهدي الحفلات أن يتركوا هذا التحايل، ولا أود استعمال كلمة (احتيال)، في أن تكون حفلاتهم المنظمة ذات التذاكر العالية لفنان واحد فقط، إذا رغب فيه الشخص مؤكد حيدفع دم قلبه لحضور حفله، لأنه من غير المنطقي أن تغني نانسي عجاج الحفل بطوله، ويجلس وردي في العربة، وأنا لو كنت محل الجمهور لخرجنا من القاعة ومنحنا وردي المايكرفون داخل العربة، وإن شاء الله البرد ينفخنا. على فكرة كثيرين جداً اتفقوا معي أن نانسي تمارس (تعالياً) غير دبلوماسي مع جماهيرها، وليس بينها وبين الحضور وصل من الإلفة والمحبة، مع جمهور هو وحده الذي يرفع الفنان للسماء، وهو أيضاً القادر يطوطحوا في الواطة، ولعلّنا بطبيعتنا السودانية نميل أكثر للفنان الذي يعرف كيف يمزج نفسه وينصهر روحياً مع جمهوره، فتزداد نحوه خطوات القربى والمحبة. ولعلّ تأخير نانسي في الاسبارك سيتي لم يكن الأول، إذ أنني شاهدت ذات التأخير في حفل لها في عيد الأضحى المبارك، وعندما جاءت لم تعتذر أو تطيب خاطر الحضور الذي جاءوا ودفعوا من حر مالهم أنصاص الليالي للاستماع إليها، وبالتالي نصيحتي لها ألا تظن أبداً أنها قد وصلت، لأنها نهاية المطاف، خاصة وأنها لم تبتدئ بعد، ولها أن تعلم أن الفنان إلى جانب فنه يخلده سلوكه ومعاملاته وتواضعه ومجاملاته، وليتها شاهدت كيف طه سليمان كان يستجيب لأحاديث معجبيه ويتوقف لالتقاط الصور معهم، وكيف أن عاصم البنا لم يتبرم أو يشتكي ومعجبوه يتسابقون لوضع أياديهم على كتفه وهو مبتسم يمازح هذا ويهظر مع ذاك. في كل الأحوال لن ننكر على نانسي أنها صوت جميل وطلة أجمل، لكن هذا ليس مبرراً للغرور (ورفع القزاز) لأنه الجمهور ده لو قبَّل من الفنان (الضحك شَرَطُه). { كلمة عزيزة باهتمام شديد ورغم أنني لست مغتربة، ولم أكن، وما عايزة، ورغم أنه ليس لديّ أشقاء مغتربون، لكني تابعت باهتمام بالغ الحلقة الأخيرة من برنامج (عدد خاص) الذي يقدمه الزميلان الدكتور عبداللطيف البوني والاستاذة مني ابزيد، حيث استضافا من خلاله الأمين العام لجهاز شؤون المغتربين الدكتور كرار التهامي، وصدقاً فاجأتني الكاميرا باستطلاعات جريئة ومثيرة مع شرائح المغتربين، بثوا من خلالها شكواهم من روتينية وبطء الأداء داخل الجهاز، وبعضهم اشتكى مما يعرض عليهم من جبايات ترهق كاهلهم المرهق أصلاً. ولعلي قد شعرت أن الدكتور التهامي وُضع في موقف صعب بهذه الاتهامات الصريحة، وإن لم يكن هو المسؤول عن تراكمات ثلاثين عاماً مضت، إلا أن الكثير من الحلول لازالت في يديه. عموماً أشعر بأن الرجل في حاجة إلى حلقة أخرى لأنه لم يستطع أن يقول كل ما يقوله ولم تكن إجاباته كافية، خاصة والدكتور البوني لم يترك له جنبة يستريح عليها، وسأعود لهذا الموضع لاحقاً. { كلمة أعز أعتقد أن المذيعة تقوى محجوب واحدة من الشباب الذين قدموا أنفسهم للمشاهد بطريقة لائقة صوتاً وصورة. أخي عبد الماجد هارون امنحوا الشابة الثقة التي تصقل عودها وادفعوا بها إلى نشرة العاشرة.