غاب ممثلو المؤتمر الوطني عن المناظرة التي رتبت لها اللجنة الاعلامية المحايدة التي كونتها مفوضية استفتاء الجنوب بجوبا اول امس حول البترول مما دفع المنظمين في اللحظات النهائية لتحويل البرنامج الي ندوة حول الترتيبات الامنية والبترول . واستعرض المتحدث الاول وزير البترول السابق بحكومة الجنوب جون لوك تسلل استخراج البترول ودلف لاهمية البترول في ربط الشمال والجنوب حال الانفصال واعتبر ان مصلحة الدولتين تكمن في التعاون بمجال البترول، وقال ان الجنوب اذا انفصل سيصبح منطقة مغلقة وسيحتاج لتصدير تجارته بما فيها البترول عبر الشمال. واكد ان الطرفين في حال وجود بترول على الحدود سينظرون لامر التعاون فيه وفي قضية الادارة المشتركة ، واستبعد جون لوك ان يلجأ الجنوب في الوقت الراهن لتصدير بتروله عبر ميناء مومبسا الكيني، وقال ان الانسب استغلال البنيات الموجودة حاليا في الشمال ولكن اذا وجد بترول على الحدود مع كينيا فانه سيصبح هناك مبرر قوي للتصدير عبر مومبسا ، وذكر ان موقع البترول وكميته لا تسمح بتحمل تكلفة الميناء الجديد، وقلل من شأن مايثار عن مواجهة اقتصاد الجنوب للصعوبات حال الانفصال، واكد ان الشمال لديه رصيد من البترول واستكشافات، واكد ان الجنوب لايرغب في سقوط اقتصاد الشمال، واشار الي ان المصالح المشتركة تتطلب من الشمال ان يساعد الجنوب في بناء دولته، واكد جون لوك ان الحكومة الاتحادية منذ يوليو من العام 2009 وضعت يدها على هجليج وبترولها .وابدى تفاؤلا كبيرا في ان تصل مفاوضات الشريكين حول ترتيبات مابعد الاستفتاء لصيغ تراض، ودعا لعدم الركون لخيبة الامل فيما اذا جاءت نتائج الاستفتاء بالانفصال باعتبار ان الجنوب لن ينتقل لموقع اخر، وطالب القادة السياسيين بالجنوب والشمال للتريث والمسؤولية، وقال ان الشعب ينتظر تصرف القادة فاذا ما عملو للتعايش المصالح المشتركة فهو جاهز لذلك تماما . اما الخبير الامني حسين بيومي فاكد في حديثه في الندوة بان السودان مستهدف ومهدد خارجيا بسبب تمتعه بما اسماه بعبقرية الموقع والمساحة والموارد واشار الي ان الدور الخارجي منذ الاستقلال يلعب دورا محوريا في تغيير السودان سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وقال بيومي ان السودان ومنذ الاستقلال وحتى الان لم يتمكن من عملية الاظهار القومي ولم تكن لديه عقيدة وطنية واضحة واكد ان كافة الانظمة التي تعاقبت على حكم البلاد فشلت في ارساء قواعد الحكم الراشد وتحقيق طموحات الشعب ، واعتبر الفقر والعطالة من اكبر مهددات الامن لاية دولة ، واستعرض بيومي ماتم خلال فترة الاستقلال ومطالبات الجنوب بالفدرالية، وقال ان طلب الفدرالية لم يستجاب له وقتها بسبب عدم توفر الحد الادنى لها بالجنوب، وتساءل واجاب في ذات الوقت عن الاسباب التي جعلت بريطانيا تنأ بنفسها عن فصل الجنوب في العهد الاستعماري ورغم تطبيق قانون المناطق المغلقة واجمل الاسباب في عدم مقدرة الجنوب في ادارة دولة بمفرده بسبب انه لا يملك معينات ومعايير الحكم الفدرالي الي جانب ان بريطانيا ارادت ان تنأ بنفسها من تحمل المسؤولية التاريخية لفصل الجنوب، واشار الي انها تركت تلك المسؤولية لمسيرة الحكام السودانيين، ودلف بيومي في حديثه نحو قضية ابيي ووصف ابيي بكشمير السودان، واشار لصعوبة حلها واقترح تغيير نمط الحياة بالمنطقة لحلها ، واعتبر القضايا العالقة من القضايا التي يمكن ان تقود البلاد للحرب، وحذر من خطورة التفاوض حولها في اطار الدولتين، وقال لابد ان نتنبه لحسم القضايا العالقة لان الحرب لا تأخذ اذنا لتشتعل كما ان هناك فرقا واضحا مابين التفاوض حولها كشريكين او كدولتين « ، واكد بيومي بان الجنوب يواجه بتحديات على رأسها الملشيات وغياب الوحدة الوطنية التي تجمعه، ولكنه اكد متانة الروابط مابين الشمال والجنوب حتى حال الانفصال واعتبر البترول احدها ووصفه بالرابط شبه المقدس الي التداخل القبلي . لكن ادور لينو رفض ما اثاره بيومي من استهداف السودان خارجيا وسخر من الامر برمته وتساءل عن من يهدد السودان ويستهدفه وان كان قد تمت المقارنة مابين الاخطاء التي وقعت والاستهدافات التي نتجت عنها ، وتساءل ان كانت هناك املاءت على السودان لارتكاب الاخطاء، وقال السودان مثله والدول العربية ما ان تواجهه مشكلة حتى تجتمع الجامعة العربية وتتحدث عن الاستهداف .واكد ان النظرة الاستعلائية في الشمال تمثل اكبر مهدد للبلاد، وقال ان السودانيين انفسهم مهدد للامن الوطني خاصة ابناء المدن الكبرى الخرطوم وام درمان وبحري، واضاف فلا دارفور ولا الجنوب ولا الشرق يمثلون مهددا امنيا، واكد ان تركيبة جهاز الامن التي تقتصر على عرقية محددة وكذلك بعض مرافق الدولة تدخل ضمن المهدد الي جانب دعم المؤتمر الوطني للملشيات بالجنوب وحذر من الاستمرار في دعم الملشيات، وقال ان الاستخبارات العسكرية والامن الوطني يدعمون جورج اتور وجيش الرب لوجستيا وماديا ولكنه اكد ان القيادة لاتريد المشاكل والحرب، واضاف « الاستخبارات العسكرية بالذات تريد اثارة المشاكل مع الجنوب باي طريقة « ، وذكر ان الامن الاقتصادي اوقف اول امس ادخال الطعام الي الجنوب بمنع الشحنات وايقافها بكوستي والتي تحمل المواد الغذائية، وقال ان الخطوة لا تؤكد ان الشمال والجنوب سيكونان «كويسسين « واكد لينو ان قضية الحدود ستفرز أزمة كبيرة واشار للاستعدادات العسكرية على الحدود وقطع بتبعية هجليج لولاية الوحدة ، وقال « ان القدر جعل الرئيس البشير والرئيس سلفاكير ميارديت ان يشهدا على ذلك باعتبار ان الاول كان قائدا لميوم ايام الحرب ويدرك ان هجليج تابعة والاخير كان اول من فتح حامية في بانتيو ويعلم ان هجليج تتبع له . وفيما يتعلق بابيي استغرب لينو من النفق الذي يقود المؤتمر الوطني اليه المسيرية وقال ان المسيرية ينقسمون الي ثلاثة فريق يرعى في ابيي حتى توج واخر يذهب الي الوحدة والاخير لاويل ، واضاف « اذا اخذوا ابيي ستكون نهايتهم باعتبار انهم لن يدخلوا لا الي اويل ولا واراب ولابحر الغزال « واكد ان الوضع في ابيي حاليا غير طبيعي، واشار للتهديدات المستمرة من المسيرية، واكد ان اي حرب تندلع في ابيي ستكون محدودة لان الناس متمسكة بالسلام . ومن جانبه طالب البروفسير الطيب زين العابدين عضو اللجنة الاعلامية للاستفتاء والذي ترأس الجلسة بفتح صفحة جديدة مابين الشمال والجنوب وتناسي مرارات الماضي، وقال ان التجربة السابقة وضحت ان التعايش على المستوى الشعبي مثل نموذجا وان المشكلات دائما ما تأتي عند تسييس القضايا ومحاولة السياسيين البحث عن دعم من القواعد، واوضح انه لمس خلال الاسابيع الاخيرة تقبل المؤتمر الوطني لحقيقة ان الانفصال قد وقع ، واشار لضرورة البحث عن الروابط المشتركة والتمازج السكاني ، ودعا لضرورة ان لاتقود ابيي البلاد لمربع الحرب، وشدد على احكام صوت العقل والبحث عن حلول للقضية في اطار سلمي، واضاف « ابيي كل مساحتها عشرة الاف كيلو متر مربع ينبغي ان لا تحدث مشكلة طالما ان الناس تسير نحو التكامل والتعاون كما ان افريقيا كل حدودها صناعية وليست طبيعية « . وكان وزير الاعلام بحكومة الجنوب برنابا بنجامين افتتح واختتم الندوة كما ان نائب رئيس مفوضية الاستفتاء شان ريك شكل حضورا حتى نهاية الندوة .