يضج الاثير السوداني بالكثير من الاذاعات المتخصصة التي تخدم رسالة اعلامية محددة، ومن بين تلك المحطات تبرز اذاعة السلام والتي تم تدشين بثها التجريبي في السابع والعشرين من اكتوبر 2007 في اطار اشاعة ثقافة السلام وقيم التعايش بين المواطنين من خلال برمجة تتلاقح فيها اللهجات المحلية، ويعمل اثير السلام على ازالة الآثار السالبة للنزوج والحروب وعكس التنوع والتراث. عبر هذا المقابلة الصحافية يسلط مديرها الاعلامي المعروف ابراهيم البزعي الضوء على نشاط الاذاعة من خلال هذه الافادات. ٭ بداية ما المغزى من تأسيس اذاعة للسلام؟ الإذاعة من حيث المضمون قائمة كجزء من استحقاقات اتفاقية نيفاشا، ولكن من حيث الجوهر فالسلام قيمة غير مرتبطة بفترة زمنية محددة، فالفكرة الجوهرية هي السلام وهو المضمون الذي تسبح فيه الإذاعة. ونشأة الإذاعة مسبوقة بمرجعيات مثل إذاعة الوحدة الوطنية التي توقفت قبل إذاعة السلام بعام لأسباب مالية، وإذاعة الوحدة الوطنية نفسها قامت على أنقاض إذاعة ركن الجنوب. ٭ ولمن تتبع؟ تتبع للشبكة القومية بإعتبار أنها تخدم شأناً قومياً داخلياً، فهي إذاعة متخصصة وموجهة، تعمل بجرعات مكثفة في نشر وتحقيق ثقافة السلام، وهذا لا يعني أن الإذاعة القومية لا تعمل في خدمة السلام، فالسلام عمل أساسي وجوهري منذ نشأة الإذاعة، وأول أغنية بثتها الإذاعة في أربعينات القرن الماضي :(يا سادة من بعد السلام .. عندي ليكم صوت ملام... ما بين تفرق وإنقسام.. ضاعت أمانينا الجسام). ٭ هل صاحب قيام الإذاعة تخطيط ودراسة؟ نشأة إذاعة السلام تختلف عن نشأة إذاعة أم درمان، التي لم يخطط لها بل نشأت لتخدم أهداف المستعمر، ولكن إذاعة السلام خطط لها وتكونت لها ورش عمل وقبلها عقدت لها ملتقيات ثقافية، ثم كونت لها لجان من الخبراء وضعوا حتى خطتها البرامجية. ٭ حدثنا عن البدايات وما وجهته الإذاعة من صعوبات..؟ بدأنا ببرامج تفاعلية من الاستديو مع المستمعين، وبعد فترة وجيزة أصبحت معظم برامجنا من خارج الاستديو. لم تواجهنا صعوبات تذكر فقد وجدنا رعاية مباشرة من المدير العام للهيئة العامة للإذاعة الأستاذ معتصم فضل وهو مستمعنا المثالي الذي يستمع الينا كثيراً ويقوم بتوجيهنا وفي مرات كثيرة ينفعل بما يقدم ويقتحم علينا في الاستديو مشيداً ومشجعا، كما اننا نملك تفويضا كاملا في إدارة الإذاعة، كل ذلك أدي لاستقرار الخدمة وإضافة خدمات أخرى مثل خدمة دارفور (صباح دار فور والراكوبة). ٭ ما هو تقويمكم لخدمة دار فور من حيث التفاعل والاستماع؟ الخدمة نجحت بامتياز والدليل أننا نملك الآن أكثر من خمسة وأربعين مراسلا في كل مناطق دارفور يقومون بإعداد البرامج وتقديمها وجلهم لم ير الخرطوم منذ ميلاده، وهناك مراسلون داخل المعسكرات يساهمون باستمرار في برنامج ونسة في المفيد. ويقدمون نشرات الاخبار من داخل المعسكرات، وهذا مؤشر لمقبولية الإذاعة. هذا النجاح جعلنا نزيد مساحة البرمجة بإضافة فترة الضرا العريض وهي فترة مسائية. ٭ هل يعني ذلك أن إذاعتكم مسموعة في كل ولايات دارفور..؟ نعم.. لدينا مستمعين ومراسلين من تشاد يستمعون لنا عبر الموجة المتوسطة 312 والموجة 621 وفي الجنوب يستقبلون بثنا على الموجة القصيرة 41 وهي الموجة التي يصل بثها حتي المملكة العربية السعودية. ٭ الآن البلاد مقبلة على استحقاق الاستفتاء بالولايات الجنوبية ماذا أعددتم من برامج للسلام وتعزيز الوحدة..؟ لدينا فترة صباحية مفتوحة وهي فترة النقارة، وتسير على نهج فترة صباح دارفور كما انها جذبت اليها عددا كبيرا من المستمعين الذين أصبحوا يعملون معنا ويقدمون البرامج والأخبار من الجنوب ولدينا «30» دفترا كبيرا فيها عناوين وهواتف المستمعين الذين يشاركون معنا من الجنوب. ٭ ما هو دور الإذاعة في معالجة إفرازات الحرب؟ لم نقفل هذا الجانب بل عملنا على لم شمل الاسر ولدينا نجاحات وحكايات إنسانية مؤثرة بكت لها العيون قدمناها عبر فترة خاصة لهذا الغرض اسمها (انت وين أنا يا هو) وقد ساهمت هذه الفترة في لم شمل عدد من الاسر التي فرقتها الحروب. ٭ المتابع لإذاعة السلام يلحظ انعدام الدراما في برمجتكم..؟ هذا صحيح، ولكننا إنتاجنا مسلسل من «60» حلقة يعالج قضايا العلاقة بين الشماليين والجنوبيين برؤية مجتمعية عميقة وهو عمل تلقائي ومهني، نحن نؤمن بأن الدراما من أسرع الوسائل في ايصال الرسائل، ومسلسل الاستاذ والخبير وأحد رواد الدراما الإذاعية الاستاذ أمين محمد أحمد سيكون بداية انطلاقتنا لإنتاج دراما تسهم في تعزيز السلام وتنشر ثقافته. ٭ هل لديكم تسجيلات خاصة؟ الإذاعة دعمت المكتبة الصوتية للإذاعة الام «هنا ام درمان» بعدد كبير من الأغاني بكل اللهجات المنتشرة في السودان، ولدينا برنامج اسبوعي بعنوان (الحفلة) للفنانين الشعبيين من كل أرجاء الوطن وبرنامج (مسرح الراكوبة) خاص بفناني دارفور يقدمه الفنان المنصوري. ٭ هل أنت راضٍ عما قدمتم؟ أنا راض عن كل ما قدمناه للسلام في السنوات الماضية، والنجاح الذي حققناه بفضل العاملين في هذه الإذاعة الذين نجحوا في تقديم رسالة إذاعية جاذبة ومتميزة رغم انها تتحدث بكل اللهجات.. وأنا راضٍ عن كل العاملين في الإذاعة وإنجازاتنا تحدث عن نفسها وعدد من المستمعين أصبحوا مراسلين لنا ونجاحاتنا نرصدها بالعمليات الحسابية بالساعة والدقيقة.