٭ في اليوم الثاني على التوالي حضرت الجلسة الثانية لدراسات العلوم الإنسانية والتعليمية بالقاعة الدولية لقاعة الصداقة حيث كانت الورقة التي تم تقديمها حول الطبقة المتوسطة والصوفية قدمتها د. أماني محمد عن السمانية والشيخ عبد الرحيم البرعي بإشراف ومشاركة د. عوض السيد الكرسني والذي نفى أن يكون له هذا الشرف وإنما الورقة بإجتهاد خالص من مقدمتها. وقد تحدثت الورقة عن مزايا الشيخ عبد الرحيم وعن نظرته المتجددة وأشعاره وحكمه وأثره على شرائح واسعة من المجتمع والطبقة الوسطى.. الورقة قد كانت باللغة الانجليزية في مضمونها جيدة.. وكما ذكرت من قبل فإن البحوث التي تم تقديمها في المؤتمر بحوث تم نفض الغبار عنها إذ أن بعضها تم تقديمه في مؤتمرات سابقة واخرى لنيل شهادات عليا.. وهى تأتي في إطار تحريك الدور المتجدد والمتفاعل لجامعة الخرطوم مع المجتمع.. وجامعة الخرطوم لم تكن اصلاً بعيدة عن المجتمع السوداني في كل مراحله .. وفي الاستراحة مررت على المعرض المصاحب حيث يكشف هذا المعرض بوضوح الدور البناء لجامعة الخرطوم.. فمثلاً هيئة جامعة الخرطوم الاستشارية ظلت تلعب دوراً متعاظماً في تطور الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي والهندسي والصناعي من خلال الإستشارات ودراسات الجدوى والمتابعة وغيرها من المشروعات الصحية والتعليمية.. ومن المعروف أنها تعتبر الرافد الأكبر للجامعات الاخرى بأساتذتها ذوي الخبرات الطويلة.. وتقوم معاهدها المختلفة بدور لصيق في تنمية وتطور المجتمع وآلياته كمشروع الطوب البلدي بالكاولين والذي يمتاز بالقوة ويقلل من التكلفة.. أما منتجات مزارعها فهى تجد طريقها للاسواق بجودة واضحة.. كما قامت إحدى كلياتها بتصنيع ماكينة لتصنيع الجبنة.. ويلعب معهد الدراسات والبحوث الإنمائية دوراً متعاظماً في تنظيم الكورسات المتخصصة في مجال الحاسوب ومهاراته المختلفة ومهارات الطباعة والتحليل الاحصائي وهو أمر متاح لافراد المجتمع كافة.. كما يلعب مركز أبحاث المايستوما دوراً مقدراً ومقره مستشفى سوبا الجامعي وفي القضاء على المرض الذي يتواجد في المناطق الطرفية وهو عبارة عن أورام بالرجل.. ويعتبر قسم الآثار بكلية الآداب من أكثر الاقسام على مستوى الجامعة تفاعلاً مع المجتمع والدور الكبير الذي يلعبه مع الهيئة القومية للآثار في الكشف عن آثارنا المطمورة، وقد سعت كلية البيطرة لتطوير منتجات الابقار من حيث زيادة كفاءة الانتاج من الالبان ليصل الى أكثر من سبعة عشر ألف رطلاً في العام للبقرة الواحدة من اصول هولندية وبإنتاج جيد من الجبن بأنواعها المختلفة جيدة الصنع، ثم كرسي اليونسكو لدراسات التصحر الظاهرة التي بدأنا نعايشها منذ سنوات وخطرها الممتد على السودان ولا ننسى الدور الريادي لكلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية والتي تسهم بفعالية من خلال اساتذتها في اللجان الاستشارية مع مؤسسات الدولة وإحتلال اساتذتها لمناصب وزارية. وخلال نفس اليوم قدم زميل الدفعة د. ابراهيم صباحي بكلية الاقتصاد ورقة عن الازمة المالية بمؤسسات التعليم العالي وأثرها على البحث العلمي والاخ ابراهيم خبير في هذا المجال إذ كان يعمل مديراً لمؤسسة تمويل التعليم العالي.. كما قدم د. عبد القادر محمد أحمد صالح ورقة عن تطبيق القيمة المضافة خاصة في استراتيجية اتخاذ القرار.. كما قدم بروفيسور عوض السيد الكرسني ورقة عن الصوفية الجديدة في السودان.. وورقة أخرى قدمها د. صبحي فانوس عن دور معهد دراسات الإدارة العامة والحكم الاتحادي في خدمة المجتمع.. وقدم أيضاً زميل الدفعة بروفيسور آدم الزين مدير معهد الإدارة العامة ورقة عن الصراع على الموارد في دارفور وهى ورقة إطلعت عليها من قبل كما اعتقد وفيها جهد مقدر لاخينا آدم الزين. الملحوظات التي خرجت بها من المؤتمر كالآتي: - أولاً: هذا المؤتمر يستهدف قطاعات المجتمع المختلفة وكيفية إفادتها من بحوث الجامعة في مجال الدراسات العليا وغيرها.. ولكن مع الأسف لم يكن الحضور من القطاعات المستهدفة كبيراً بل ومتواضعاً. - ثانياً: لم ألحظ وجوداً أجنبياً يذكر مشاركاً اذا كان باحثاً أو باحثة مع أنهم دعوا خمسين وقد قال مدير الجامعة في إفادة سابقة له بأن المؤتمر سيكون عالمياً!! - ثالثاً: إدارة الإعلام لم تقم بدورها في إستنفار أجهزة الإعلام للمشاركة فلا وجود لصحفي أو قنوات فضائية أو اذاعية مع أن هذه الاجهزة هى الوسيط الاول لتوصيل مخرجات المؤتمر للمجتمع العريض! وكان يمكن للإدارة الاستعانة بذوي التخصص والمهنية العالية في الاعلام. - رابعاً: أسعار بعض منتجات الجامعة التي تبيعها للجمهور عالية مثال لذلك كيلو الجبنة المضفرة بعشرين جنيه بفارق سبعة جنيهات من السوق ولا تغفر لها جودتها ذلك. - خامساً: موارد ضخمة تم انفاقها على المؤتمر وكان يمكن أن يستضاف في قاعة الشارقة بأقل التكاليف خاصة وان معظم الحضور في كل الجلسات من أسرة الجامعة. المهم مبروك للجامعة وسعدت بإستمرارية لغتها الانجليزية العالية.. وأخيراً أين هم الشركاء؟!