يناير الانتكاسات اكثر التوصيفات تعبيرا عن الحال في سودان هذه الايام فعلي غير العادة استقبل السودانيون فاتحة العام 2011 بانفصال الجنوب عبر عملية الاستفتاء في التاسع منه الا ان السواد والانتكاس بدأ يطارد الراية خارج حدود الوطن انتكاسة هذه المرة جاءت بسبب كرة القدم ومنتخب الوطن قبل الانشطار والذي ارتدي لاعبوه ولاول مرة شعارا يحمل الوان العلم الاربعة، الا انهم فشلوا في ان يرفعوا الراية باقدامهم او برؤسهم فخسروا المباراة الاولي في دورة حوض النيل امام كينيا بهدف قبل ان يعيدوا كرة الخيبة امس امام المنتخب الكنغولي بخسارة جديدة هذه المرة بهدفين مقابل هدف ويتوشح الجميع حزن الهزيمة والخيبة وتسقط الفرحة من عيون اولئك الفتيات وهن يحتضن الراية وتعبر ابتساماتهن عن انتماء لهذه الارض لا حدود له، انتماء كتب له ان يكون باحساس الحزن الذي توشحت به امس كل المدن السودانية بلا فرز، وفرص ان نفرح تتطاير من اقدام ابناء المنتخب وكأنما كتب علينا ان نحزن علي الدوام، هكذا هو لسان حال كل الوطن الذي حاول تناسي هزائم الساسة عبر اقدام اهل الرياضة، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا فرحا يستجيب،ولكن حزنا كان وقعه اكثر سخونة علي ابناء السودانيين المقيمين في القاهرة والذين جاءوا يحدوهم امل في فرحة ولو بمساحة تسعين دقيقة، لكن هيهات حتي تلك صارت ابعد من الوحدة بعد ان فات اوانها. فشل ابناء السودان في تحقيق فوز يحفظ لهذا الوطن بعضا من ماء وجهه بالرغم من ان البطولة هي بطولة المياه وبعد ان صار الجنوب علي بوابة الخروج بفعل حق تقرير المصير ، هذا الامر جعل احدهم يتساءل متي نجد نحن حق تقرير المصير للخروج من خيبات الكرة المتكررة، او متي نجد حق الاستفتاء من اجل جعل هذه الراية عالية خفاقة بين الامم، كما نغني لها هتافا ربما يتردد صداه في اوقات اخري لا تعرف فيها الراية الانتكاس اوقاتا تكون خارج سلطة يناير الألم الذي يقبع الوطن فيه الان، ولكن متي هذا الزمان؟.... سؤال ينتظر الاجابة فعلا لا قولا .