انتقد حزب الامة القومي رفض الاذاعة القومية بث خطاب زعيم الحزب الصادق المهدي الذي كان مقررا امس وتحفظها على عشرين نقطة واعتبر ذلك تكميما ومحاولة لنزع الروح عن الخطاب، واعلن رفضه للتعامل مع الاذاعة، لكن مسؤولا في الاذاعة قال ل «الصحافة» ان خطاب المهدي حوى قذفا وكذبا ضارا، وان مبعوثي الحزب رفضوا معالجة بعض النقاط موضحا انهم سيحكتمون الى مفوضية الانتخابات واذا وافقت على بث الخطاب بصيغته الحالية فانها ستلتزم بذلك. وقال مدير الحملة القومية لترشيح الإمام الصادق المهدي للرئاسة عبد الحميد الفضل عبد الحميد في تعميم امس انهم تلقوا اتصالا من مدير الإذاعة القومية بعد ظهر أمس وابلغهم عن وجود ملاحظات حول خطاب المهدي الذي كان مقررا بثه في الحزمة الثانية لدعاية مرشحي الرئاسة، موضحا ان المدير العام للشبكة القومية للهيئة العامة للإذاعة القومية عبد العظيم عوض ، قال لهم إن خطاب الإمام الذي مدته عشرون دقيقة احتوى على ما يربو على عشرين نقطة مرفوضة، منها كلمة «الإنقاذيين»، وأن رأس الدولة ملاحق دوليا، وضحايا الإعدامات التعسفية، وأن انفصال الجنوب تحت سياسات النظام الحالي حتمي، وراى أن النقاط المذكورة تثير الكراهية ضد الدولة والنعرات. وذكر انه تأكد لهم «التعنت الذي يتعامل به المسؤولون في الإذاعة القومية، والدفاع المستميت عن حزب المؤتمر الوطني وعدم قبول أي نقد موجه له»، وقال ان نقد المهدي كان موضوعيا وأن مرشح المؤتمر الوطني الرئاسي وقيادات في حزبه أمطروا الأحزاب المنافسة بالتهم الجزافية التي نقلتها أجهزة الإعلام القومية ، وكالوا للنظام الديمقراطي ذي الشرعية الدستورية الشتائم، وقالوا عن منافسيهم إنهم يتلقون المال من السفارات ولم يقدموا أية أدلة على هذه التهم. واضاف عبد الحميد ان المهدي لم يلق أية تهمة جزافية فالضباط أعدموا بالفعل وقال إن إعدامهم لم يكن عادلا، ومسألة أن الانفصال حتمي بسياسات «الإنقاذ»، ومسألة ملاحقة رأس الدولة دوليا معلومة لا تحتاج لإثبات ،كما أن الإنقاذيين أنفسهم يتحدثون عن الإنقاذ ولا يزالون والمغالطة في استخدام هذه اللفظة ليست إلا من المغالطات الممجوجة لصالح المؤتمر الوطني. وافاد ان حزب الامة قرر وقف التعامل المباشر مع الاذاعة ، ما لم نتلق اعتذارا رسميا عن «اللغة الفجة التي سمم بها مسؤولوها أسماعنا، وتراجعا عن هذه الأساليب التكميمية». وطالب المفوضية القومية للانتخابات بالتدخل في هذا الشأن. لكن عبد العظيم عوض قال ل «الصحافة» انه ناقش مع مندوبي حزب الامة تحفظاتهم على خطاب المهدي موضحا ان الخطاب حوى قذفا وكذبا ضارا،وشمل اتهامات الى جهات من دون دليل ،وذكر ان المهدي قال ان صحيفة «الراى العام» تتبع الى المؤتمر الوطني وان منبر السلام العادل بزعامة الطيب مصطفى يمارس التخويف والارهاب الفكري، وان المؤتمر الوطني يهدر اموال الضرائب ويستخدمها لمصلحته،كما انه حذر الموطنين من الاقتراب من «الشجرة الخبيثة» في اشارة الى شعار المؤتمر الوطني،وتعرض ايضا الى جماعات اعتبرها تكفيرية. واشار الى ان مندوبي حزب الامة وافقوا بعد نقاش على حذف ثلاث نقاط تتصل بجريدة «الراى العام» ومنبر السلام العادل،كما عرضت الاذاعة عليهم بث خطاب المهدي الذي بث في وقت سابق، لكن المهدي راى تغيير الخطاب السابق،مبينا ان الاذاعة ستعرض الخطاب على مفوضية الانتخابات وستلتزم بقرارها في شأنه مشيرا الى انهم تعاملوا مع المهدي بصورة خاصة وسمحوا له تسجيل خطابه امس قبل ساعات من موعد بثه بينما كان مفترضا ان يسجل قبل 48 ساعة من البث.