كشف محافظ بنك السودان المركزي، الدكتور صابر محمد الحسن، أن الشمال والجنوب يعملان حالياً لحث الدول الدائنة لإعفائهما من الديون كمساهمة في إحداث الاستقرار في المنطقة، وإذا لم تتم الاستجابة فإن الديون ستقسم بينهما وفق معايير كثيرة، منها السكان والجغرافيا وغيره، وسيناقش ذلك لاحقاً. وكشف الحسن في حوار خاص ل»العربية.نت» عن مقترح لإقامة اتحاد نقدي بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال، وشدد على أهمية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السودانية في ضبط الصرف بالعملة الأجنبية لاستقرار السوق،وأكد على أهمية القرارات الخاصة بحظر استيراد بعض السلع الاستهلاكية والكمالية للمحافظة على هدوء السوق. ورأى الحسن أنه في حالة الانفصال فإن العلاقة الاقتصادية يجب أن تكون علاقة تعاون لمصلحة الدولتين أولا، وقال ان الجنوب بدون تعاون مع الشمال على الأقل في السنوات الاولى سيكون وضعه في غاية الصعوبة وكذلك الشمال، هناك عدد من مجالات التعاون بعد الانفصال أولها البترول. وحول قرار إلزام المصدرين ببيع حصيلة الصادر للمصارف أو استخدامها للاستيراد، قال الحسن إن السودان مقبل على نتائج الاستفتاء وهذه مرحلة دقيقة فيها كثير من عدم الاطمئنان للنشاط الاقتصادي، لذلك في مثل هذه الاوقات نلجأ لاتخاذ بعض الإجراءات المؤقتة غير العادية،وأشار إلى أن هذه الإجراءات بدأت تأتي أكلها ،مشيراً الى انخفاض السوق الموازي بنسبة أكثر من 9% في الأسبوعين الأخيرين، وان المؤشرات الحالية توضح أن الاتجاه يشير إلى المزيد من الانخفاض، حيث أصبح هناك الكثير من المعروض من الدولار في السوق. وفيما يتعلق بتخوف المواطنين من مزيد من إجراءات التقشف، قال الحسن إن أي اقتصاد مهما كانت قوته يتعرض للحظات ضعف، والسودان ليس استثناء، لذلك تعرض لضغوط وللحظات ضعف لأسباب تتعلق بسياساتنا،واعتبر الإجراءات التي تمت بداية الإصلاح، لكن البداية دائماً تكون مؤلمة وأثرها كبير وأن هذه الإجراءات ستستمر لإصلاح الاقتصاد. وكشف المحافظ عن تشكيل لجان مشتركة من الشمال والجنوب للترتيب في حالة انفصال الجنوب ،ابرزها لجنة القضايا الاقتصادية لدراسة قضية البترول وكيفية قسمته وادارته الى جانب العملة وكيفية التعامل معها ،الى جانب قضية الديون وقضايا المياه . ورأى ان افضل وضع للدولتين، في مجال العملة، ان يكون هناك اتحاد نقدي لفترة انتقالية، وقال ان الطرح قد يقبل او يرفض، والاوضاع الاخرى ان تختار كل دولة عملة منفصلة وفي هذه الحالة لابد للدولتين من التعاون مع بعضهما . وقال الحسن ان الديون،بحسب التجارب الدولية، تقسم بين الدولتين ،لكن الان الطرفان يعملان على حث الدول الدائنة لاعفاء الديون كمساهمة في احداث الاستقرار، واذا لم يحدث ذلك يقتسم الجنوب والشمال الديون وفق معايير كثيرة منها السكان والجغرافيا وغيره وسيناقش ذلك.