٭ أظهرت إنتصار صغيرون منذ أن كانت طالبة في بداية سنواتها الغضة ذكاءً ملفتاً نالت به اعجاب معلميها وأساتذتها، وفتحت بابا للتواصل والمعرفة والدراسة التي تدرجت في مختلف مراحلها حتى وصلت بوابة كلية الآداب جامعة الخرطوم- قسم الآثار عندما كانت الجامعة «جامعة بحق وحقيقة»، يتنافس فيها الطلاب تنافساً شريفاً ويلقبونها ب «الجميلة ومستحيلة».. ويبذل الطلاب قصارى جهدهم علهم يظفرون بمقعد فيها يحققون من خلاله أمنية داعبت الخيال زمناً طويلاً. ٭ جاءت إنتصار بكل الحماس تتأبط علماً يفوق اقرانها وتتمسك بالسلوك القويم وجمال النفس والوجه البشوش والسيرة الناصعة الحسن والجمال، تتملكها الرغبة في تحقيق كل الأمنيات بلا استثناء، يدفعها في ذلك إرث عائلتها المعرفي والعلمي وحبها لنهل العلم في صرحه الكبير. ٭ تميزت إنتصار في دراستها، فأبدت حباً وشغفاً بالآثار، فتوافقت الرغبة والدراسة وانسجمتا معاً.. حصدت فيها إنتصار جوائز عدة وانتصارات متتالية، فصار لها ارتباط من نوع خاص تجاه ما تبحث عنه وتنقب وتدون... أسرتها الدراسة وآثرت إنتصار ما تدرس. ٭ ظلت وبنهم شديد تغوص في صفحات الكتب القديمة، وترحل مع المدونات، وتفك شفرات الكتابة، وبمتعة واضحة تواصل الاجتهاد والتنقيب والبحث، حتى اكملت سنوات الكلية التي وجدت فيها ضالتها المنشودة، فتمسكت بها في شعبة الآثار التي منحتها العمادة، فاصبح مكتبها مفتوحاً للطلاب والأصدقاء والمعارف، فلم تبخل بعلمها، وعرفت بأنها صديقة لطلابها بتواضعها وسمو أخلاقها وجمال روحها وعشقها للعلم والمعرفة. ٭ كنا نزورها بمكتبها كلما سنحت الفرصة ووجدنا الوقت للحديث... نطيل عندها الجلوس ونفرح لرؤيتها ونطرب لطيب حديثها.. ونصغى لها وهي تحدثنا عن مستجدات العلم في البحث والتنقيب عن الآثار بلا ملل، ونرى «الصور الكنز» تتراص على طاولة مكتبها، ووجهها الطفولي تكسوه السعادة عند كل اكتشاف جديد. ٭ والآن صدر القرار بتقلدها منصب عميد كلية الآداب وهي أهل له كما هو أهل لها.. فهي تستحقه بجدارة.. فالمنصب الذي تتقلده امرأة الآن سبقها إلى كرسيه رجال حملوا مشاعل العلم.. وها هي تقبض على المشعل لتفتح الدرب لأخريات يسرن ويمنحن المرأة دافعاً وحافزاً من أجل ارتقاء سلالم المجد درجة.. درجة.. بالتميز والعلم والمعرفة والسيرة الحسنة. ٭ سرني أن تتبوأ إنتصار صغيرون هذه المكانة وتجلس على الكرسي الذي جلس عليه د. ابراهيم الحاردلو ود. حسن أحمد ابراهيم، وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بسرد أسمائهم. ٭ لك يا إنتصار كل الفرح المتعطف بقلبي.. ولك كل التبريكات التي تضاهي الشمس صفاءً ودفئاً.. ولك كل التهانئ التي لا تحدها حدود.. تحملها لك كل المواسم مشاتل من الفرح العميق تمطر سعداً يتساقط بغزارة على دربك تتحقق معه كل الأمنيات ومعك.. أتمنى أن ترتاد الآداب عوالم اليمن وتغازل الثريا.. ٭ همسة: أسرجت خيلي إليك يا امرأة الشموخ الذي اشتهي يا امرأة العطاء والكرم الحفي يا امرأة تغير وجه الدنيا لوجه جديد بهي