شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    خريجي الطبلية من الأوائل    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محلية سربا ( الواقع المرير و المستقبل المظلم)

فى البدء أود الإشادة بصحيفتكم الرائدة التى تمثل منبراً ثقافياً و إجتماعياً و سياسياً و رياضياً و تمثل مدرسة فريدة وعريقة فى إرساء معانى الوطنية الحقة و الديمقراطية و السلام و الوحدة ، مما أجبرنى على قراءتها و تتبعها بإستمرار و نهل الأفكار و الآراء المختلفة التى تجود بها عبر صفحاتها المتنوعة.
أساتذتى أسرة تحرير الصحيفة انا من أكثر المعجبين بكتاب الأعمدة وكتاب الرأى وتأسرنى كلماتهم الرصينة ذات السحر العجيب و القدرة المهولة فى التأثير على القارئ الذكى و انا لست أفطن منهم ، و لكن كل الأفكار و الآراء و الأخبار التى تجود بها علينا صفحات هذه الجريدة تجدنى أقوم بتنزيلها فى شكل حوارات ونقاشات مع أصدقائى و إخوتى ، مما أكسبنى الثقة فى كتابة هذا المقال الذى نرجو نشره عبر جريدتكم لتعم الفائدة الجميع , و الموضوع فيه من الريف وأطراف المدن ، إذ أن كل الآراء ليس ضد أحد بقدر ما نرجو منه التقويم والتنبيه و التحذير، و موجه للجميع فى محلية سربا يمكنهم العمل به او تركه ، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) سورة المائدة. ولا أريد من كتابة هذا المقال إلا شحذ الهمم الى القضايا الحقيقية التى نحس بها ويحس بها المواطن فى محلية سربا عملا بقوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربون).
قبل تأسيس محلية سربا كانت تتبع إدارياً لمحلية كلبس حتى عام 2007م ، ومن ثم تم تقسيم محلية كلبس إلى محلية سربا ومحلية كلبس ومحلية جبل مون فى نهاية عام 2010م. ومحلية سربا جغرافياً تقع فى ولاية غرب دارفور فى نطاق دار مساليت ، وتحدها من الناحية الشمالية محلية كلبس ومن الناحية الشمالية الشرقية محلية جبل مون ومن الناحية الجنوبية الشرقية محلية كرينك ومن الناحية الجنوبية محلية الجنينة ومن الناحية الجنوبية الغربية محلية عيش بره ومن الناحية الغربية دولة تشاد.
ومنذ تأسيسها وحتى الآن تعاقب على منصب معتمد المحلية ثلاثة معتمدون ، إلا أنه ومنذ تأريخ التأسيس إختلف الوضع تماماً إذ أصبحت مسرحاً لصراع ونزاع يقوم على تداخل معقد وهذا ما سنتناوله فى هذا المقال ، ونتناول مكونات الصراع وهى عبارة عن مجمل القبائل و الكيانات التى تعيش فى هذه البقعة من أرض الوطن منذ آلاف السنين ويحترفون الزراعة والرعى ، وهذه الكيانات هى:
+ المراريت: ويقطنون فى الجزء الشمالى الغربى من المحلية فى مناطق بئر سليبة و رفيدة و فى الشرق فى كجا.
+ الإرنقا: ويقطنون فى الجزء الشمالى الشرقى والوسط والغربى والجنوبى من المحلية فى مناطق سربا و ابى سروج وسرف جداد.
+ المجموعة العربية: الغالب منهم يقطنون فى الجزء الجنوبى الشرقى من المحلية والآخرون رحل.
+ المسيرية درومى دريهمات: يقطنون فى الجزء الشرقى للمحلية فى منطقة كفانى ووادى كجا.
+ القمر: ويقطنون فى الجزء الشرقى والشمالى الشرقى فى منطقة تنجكى و شراكين.
+ المسيرية جبل.
+ المراسى.
+ الأورا.
+ التاما.
+ الزغاوة.
النظام الإدارى الأهلى لكل هذه الكيانات يقوم على نظام الفروشيات ، إذ أن لكل كيان قديم و عريق فروشية و يتملكون حواكير المحلية بأسمائهم و جميع هؤلاء الفرش تحت مظلة سلطان عموم دار مساليت. وبجانب اللغة العربية هنالك لهجة غالبة فى محلية سربا ويجيد التحدث بها أغلب هؤلاء الكيانات بما فيهم القبائل العربية و المراريت و القمر وهى لهجة التاما مع قليل إختلاف عن اللهجة الأصلية للتاما وتسمى (لهجة الإرنقا) حالياً.
تربط هذه القبائل روابط تاريخية وعلاقات طيبة وحسن جوار وتعايش سلمى ظلت سمة مميزة للعلاقة بين هذه الكيانات والتى مازالت موجودة حتى الآن ، ومكونات هذه المحلية تشبه مكون الشخصية السودانية الأصيلة و الدارفورية بصفة خاصة من حيث التدين والزى واللغة و العادات و التقاليد الإجتماعية فى الأفراح و الأتراح و أعراف فض النزاعات التى لم يتدخل فيما بينهم غريب او صديق من رجال الإدارة الأهلية من كيانات جوار المحلية ، ونحمد الله ونشكره على هذه النعمة ، لولا ظهور بعض الممارسات السالبة و التوجهات النخبوية الصفوية من بعض أبناء المحلية الذين بدأوا فى تسميم الجو العام للمحلية ، مما أضطررنا للكتابة وعكس الصراعات و النزاعات التى بدأت تطل برأسها وتعكر صفو كل هذه الكيانات.
إن أسباب الصراع فى المحلية تكمن فى التخلف وآثاره من فقر و جهل و مرض وضعف السياسات الإدارية ودعم الحكومة والحركات المسلحة لكيان واحد فى إطار المحلية و ايضاً من أكثر أسباب الصراع و النزاع فى المحلية تكمن فى هذا التعدد العرقى المتباين و محاولة التعالى والهيمنة على الآخرين من ذات الكيان المدعوم وكذلك غياب التنمية العادلة على قلتها إذ تستأثر عواصم الوحدات الإدارية على خدمات التعليم و خدمات الصحة والمياه و التنمية و الأمن ، وكمثال لا للحصر (إذ أن كل قرى المحلية متشابهة) ، إن منطقة بئرسليبة وضواحيها فيها أوضاع مأساوية وتردى مخيف فى مجال التعليم إذ ليس فيها غير مدرسة واحدة للاساس ولم تقم وزارة التربية والتعليم او إدارة التعليم بالمحلية بتزويدها بأى إحتياجات مدرسية ، ولم تقم بتوزيع او تعيين حتى معلم واحد مع أنه هنالك معلمان متطوعان من أبناء المنطقة ويقومان بتدريس تلاميذ المدرسة القديمة التى تم تأسيسها فى عام 1986م ، وحتى الآن مبانيها وفصولها من المواد المحلية (القش) ، ويدرس التلاميذ حتى الصف الثالث ومن ثم يتخرجون ليصبحوا فاقداً تربوياً او من ساعدته ظروف أسرته يواصل مسيرته التعليمية فى مدارس مدينة الجنينة.
أما فى مجال الصحة فحدث ولا حرج ، فإن منطقة بئر سليبة فيها أعلى معدل للمرض والوفيات من دون سائر مناطق المحلية و الولاية عامة ، خاصة بين النساء والأطفال وكبار السن إذ ليس فى المنطقة مركز صحى اوحتى شفخانة ولأكثر من خمسة عشر عاماً لم تزر المنطقة أية عربات او قوافل لتحصين الأطفال !!! وللعلم يبعد أقرب مركز صحى عن بئر سليبة أكثر من أربعين كيلو متر وهو مركز ابى سروج ، وإذا كانت الحالة تصعب معالجتها فى ذلك المركز فإن المريض يكون عليه أن يموت فى الطريق إلى مستشفى الجنينة او أن يلحق وهو فى حالة متأخرة جداً ، علماً بأن بئر سليبة ولإنعدام الأمن بها لا تصلها العربات و يتم نقل المرضى عادة إلى ابى سروج بالحمير او الكارو ومنها بالعربات الى مدينة الجنينة وتصل العربات الى ابى سروج كل يوم إثنين وجمعة من كل أسبوع.
وأما خدمات المياه و إصحاح البيئة ، انا غير قادر على نقل ما يعانيه المواطن فى منطقة بئر سليبة من مشقة فى الحصول على الماء الصالح للشرب ، والتى أصفها بأنها غير صحية حتى لشرب الدواب ، إذ لا توجد فى كل مناطق بئر سليبة (بئر) أرتوازية واحد او حتى مضخة واحدة لتساعد فى شرب مياه نقية ، وحتى لا يتهمنى أحد بأننى غير صادق فأرجو من كل من هو قادر على زيارة المنطقة التقصى حتى يتأكد من هذه المعلومات التى تبدو أنها ليست من منطقة من المناطق السودانية المأهولة بأكثر من خمسة عشر ألف نسمة من السكان.
وأمافى مجال الأمن فإن تلكم القرية المنسية ومناطقها ذات الإرث التأريخى لم تنعم بالأمن و الإستقرار منذ عام 2003م ، إذ كان بها مركز للشرطة قبل هذا التأريخ ولكن مع بداية الأحداث فى دارفور فى عام 2003م تم قفل المركز و أصبحت المنطقة حتى الآن بدون شرطة او قوات أمنية ، ولكن بحفظ الله ورعايته مازال المواطنون مستقرين فى ديارهم مع الدعوات لله بأن يحفظهم ويجلب لهم قوات لحفظ النظام و الأمن.
حتى لا تندهشوا وتبدو علامات الرثاء فى وجوهكم ( لأنها الحقيقة المُرة) ، أعود بكم للصراع و النزاع فى محلية سربا ومسبباتها ، حيث بات الحذر والشك بين مكونات المحلية هى المسيطرة ، إذ أن الشعور بالتميز القبلى من كتلة معينة ومعروفة لدى باقى الكيانات ، قامت بالقراءة غير الموفقة للتأريخ و المنطقة فقدم أبناء هذه الكتلة المثقفون منهم و النخبة السياسية قدموا أنفسهم وكيانهم صانعة للوقائع ومفسرة لها ، وساعدت هذه الكتلة تأهيل أبنائها سياسياً من قبل الحكومة (فى العشر سنوات الماضية) ليصبحوا النخبة السياسية و الثقافية للمحلية ، و بالمقابل عدم تأهيل أبناء الكيانات الأخرى بالمحلية ، مما خلق عدم توازن بين مكوناتها وكل هذا أدى إلى إقصاء جميع الكيانات الأخرى سياسياً و ثقافياً ، ويتضح ذلك فى هيمنة أبناء ذات الكتلة لكل منظومات المجتمع المدنى و السياسى و الثقافى ، و مشاركة الآخرين فى بعض الأحيان بصفة صورية او رمزية.
و تظهر صور الصراع جلية فى محاولة تذويب الآخرين فى ذات الكيان ، ومثال وأنموذج لهذا التذويب و الإستيعاب كيان المراريت المعروفة على نطاق السودان وجذورها فى محلية سربا ، ضعفت بعوامل كثيرة لا يسع المجال لذكرها ولكننى أذكر عوامل الطبيعة من جفاف و تصحر ومجاعات ، وكانت النتيجة نزوح عدد كبير جداً من أبناء هذا الكيان إلى بقية أجزاء ولايات دارفور وإلى انحاء السودان المختلفة ، وعاش كل فريق مع القوم الذين قدم إليهم ، و تعلموا لغات هؤلاء فبدأت هذه الكيانات تصرح بأن هذا الفريق من أبناء المراريت جزء من كياناتهم ، وعلى غرار ذلك حاولت الكتلة المعروفة فى محلية سربا تذويب المراريت (الكيان) فى كيانهم ، وكل ذلك بعد أن تأكدوا من ضعفها و لكن أنى لهم ذلك.
و مع بزوغ فجر المحلية وقبلها بأعوام قليلة بدأ أبناء الكتلة المعنية فى محاولة وضع تأريخ مزور للمنطقة ، ونحن لا نغفل عن النية فى تشتيت وتفريق الكيانات والمجموعات الأخرى ، الذين ظلوا متحابين فيما بينهم متآلفين يصاهرون بعضهم بعضاً ويعيشون حياة آمنة مستقرة ، لولا هؤلاء الأسر الذين لهم أهواء ومصالح شخصية لأبنائها ، ومن الملاحظ محاولة إقناع أبناء الكتلة المعنية لأبناء الكيانات الأخرى بأن هذه المحلية محليتهم و محاولة تسميتها بدار كيانهم على غرار (دار فور و دارمساليت) ، إلا أنهم فشلوا فى فرض التسمية الجديدة والحديثة لعدم نظر الكيانات الأخرى بوصفها دار كتلة معينة ، لأن التأريخ لا يمكن تزويره ، فبدأت هذه الكتلة الصراع مع الآخرين ولجأت الى القوة المادية والإضطهاد لتحقيق الإقناع والخضوع للواقع ، وإنعكست صورة جلية لهذا الصراع فى العام الفائت عندما قدمت كل مجموعات المحلية مذكرة للسيد/ والى ولاية غرب دارفور تشكو فيها ممارسات مجموعة واحدة ضد المجموعات الأخرى بالمحلية.
ومن اهم وسائلهم التى يستخدمونها لتمرير أجندتهم الخفية منها و الظاهرة وسائل الإعلام المختلفة ، وخاصة التى تحضر للمحلية لتغطية الأحداث الهامة و دائماً ترتكز فى حاضرة المحلية و لو ذهبت الى عاصمة أى وحدة إدارية مثلاً تجدهم وبتعمد يغيبون أبناء الكتل الأخرى ويظهرون كل ما بإمكانه يمكن توثيقه بإسمهم و صالحهم ، وبتحدى نؤكد أن كل التغطيات الإعلامية كانت محصورة فى عواصم الوحدات الإدارية الثلاثة ، مع أن بقية أجزاء المحلية مرت بها أحداث جديرة بالتوثيق إعلامياً ، وهذا الإغفال من الإعلام لا نلومها عليه فقد تكون لجهلها بمكونات المحلية وإتجاهاتها.
وبما أن المنطقة حدودية مع دولة تشاد ، كانت الحركات المسلحة متمركزة قريبة من المنطقة ، وأدى ذلك إلى تعرض المنطقة لإستقطاب حاد وخاصة لفئة الشباب من قبل الحركات المسلحة وللمثقفين من قبل الأحزاب السياسية ، وكل هذا أدى إلى جعل المنطقة مسرحاً للإضطرابات الأمنية التى لازالت آثاره حتى يومنا هذا ، و بدوره أدى إلى ضمور الأعراف القبلية للتعايش السلمى بين مكونات المحلية وسيادة ثقافة الحرب التى خلقت جواً من عدم الإستقرار بالمحلية. و لكن المشكلة الأساسية ليست حركات مسلحة او أحزاب سياسية ، بقدر ما هى أفكار غريبة وجديدة أتى بها البعض وأرادوا تطبيقها على حساب الهوية و الأرض والتآلف ، وليس هناك عاقل ينجرف وراء هذه الأفكار ولا أحد ينسى التعايش السمح. و من أكثر أسباب الصراع تكراراً هى أن هؤلاء النخبة السياسية يريدون فرض أنفسهم غصباً عن الكل ، وذلك بالإستفادة من مناصبهم و قربهم من مراكز القرار ويريدون ايضاً فرض معتقداتهم على الآخرين الذين لايرونهم ممثليهم او الناطقين بإسمائهم ، وكذلك عدم إيمان هذه النخبة بالتعددية العرقية للمحلية و هذه الجزئية البسيطة هى التى أودت بنا الى هذا الطريق وسوف تؤدى إلى إدخال المحلية فى نفق مظلم ، إذ قال الله تعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، وقال تعالى فى الحديث القدسى: (يا عبادى إنى حرمت الظلم عن نفسى وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا).
و من المؤسف أن من أسباب تعاميهم وتماديهم والمواصلة فى طريق التشتيت والتفريق ولائهم المظهرى لضمان دعمهم من قبل الحكومة خاصة.
يعلم الجميع أن مشاكل الناس تختلف فى درجاتها ووطأتها ولكنها تتشابه فى أنها بحاجة إلى حل ينفع الناس ويشبع حاجاتهم المشروعة ويضبط سلوكهم ، لذلك رأيت أن أنقل الواقع المرير حتى ينتبه أبناء محلية سربا و نلتقى كلنا ونقتدى جميعنا بنموذج الرسول الكريم (ص) فى دولة المدينة ، فقد أرسى مبدأ محاربة الظلم والظالمين فقد بدأ بالمسلمين اولاً إذ آخى بين المهاجرين والأنصار على أن يقيموا العدل ويحاربوا الظلم والظالمين بينهم ، ثم أرسى مبدأ السلام الإجتماعى و الدفاع المشترك لدولة المدينة وتأمين الحقوق الدينية و الإدارية لكل المجموعات القبلية التى شكلت مجتمع المدينة وقتذاك.
أختم مقالى هذا وأذكر بعض الحلول والتى أراها ممكنة من وجهة نظرى لتكون خارطة طريق لإخراج المحلية من النفق المظلم التى هى فيه الآن مما قد يؤدى إلى تشظى المحلية وعدم تنميتها ، وأجمل الحلول فى النقاط الآتية:
+ يجب أن نرسى مبدأ الشورى بين كل مكونات المحلية فى الذى فيه مصلحة المحلية ومواطنها المغلوب على أمره.
+ يجب المحافظة على التعايش و التآلف الموروث منذ أمد بعيد والتى لا نريد أن تمحوه أحداث الحاضر.
+ مشاركة المثقفين من أبناء المحلية من جميع المكونات فى وضع أهداف إستراتيجية لنشل المحلية من التخلف الذى تسببه النزاعات و الصراعات و التباعد و التباغض.
+ إحترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل فى شؤونهم بصفة خاصة بين مكونات المحلية ، و ذلك بالإبتعاد عن حصر شؤون المحلية لأسر معينة والتى لا ترى إلا مصالح أبنائها.
+ يجب وضع حد لكل الأفكار الهدامة من قبل المستنيرين و العقلاء الذين يحملون هموم المواطن والمحلية وقضاياها المصيرية فى حدقات العيون.
+ المشاركة السياسية لأبناء جميع المجموعات وذلك لتحقيق العدالة بين جميع مكونات المحلية وايضاً بقصد إحتواء التنوع العرقى للمحلية.
+ العمل على تحقيق مصالح المحلية وإستغلال الإمكانات الشحيحة فى تنمية المحلية وتطويرها حتى تلحق برصيفاتها من محليات الولاية.
+ على حكومة الولاية و مؤسساتها إنجاز خريطة معلوماتية متكاملة عن محلية سربا.
+ على النخبة السياسية الإبتعاد عن التمييز بين مكونات المحلية ، والذى يولد الأحقاد و الفتن ويخلق الكثير من المشاكل فى مجتمع المحلية.
و الله من وراء القصد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.