٭ للباب معنى اكبر من ذلك الذي نعرفه حين يفتح و يغلق للدخول او الخروج، واستقبال الاعزاء من الاهل والاصدقاء وزبائن المحال التجارية ، ومع ذلك فقد صنع منه الكتاب والعشاق نموذجا ذا رمز للمودة وسواها، والنقاء وافتراق الاحباب، وفي الارض ابواب تعبرعن مدخل لالتقاء محيطين وبحرين ومدينتين ومنها باب المندب، وباب قناة بنما الحديدي وهو اكبر باب صنع من الحديد في العالم لقناة تقرن المحيط الهادئ بالمحيط الاطلسي ، والتي افتتحت عام 1914م، وتجري توسعتها الآن لتتحمل ما هو اكبر من البواخر لاحتفاليتها المئوية الاولى.. - لجحا تلك الشخصية الرائعة في الادب وهو تركي الاصل على اغلب الروايات، قصص طريفة لطيفة مع عالم الابواب، فقد سُرق حذاؤه عند باب المسجد فصعد الى المنبر وهدد سارقه قائلا: على من سرق حذائي ان يرده حالا وإلا صنعت مثل ما صنع والدي..» ومن المؤكد بأنه بعث في ذلك اشارات نظر شديدة الترويع.. فخشي السارق واعاد حذاء جحا.. وعندما همّ جحا متهنئا بلبس حذائه سأله العامة قائلين متعجبين «ماذا فعل ابوك»؟ حينها ردّ عليهم مازحا قائلاً: «عاد الى البيت حافيا»... - عندما ينادي احد الماكثين بجوف حجرة ويقول للآخر «ادفر الباب» ولُز الباب».. فإنما يقول كلاما من صميم وقديم الفصحى... - ادفر الباب ولُز الباب كلاهما وردتا في رفيع وبديع الشعر، ومنها ايضا اللكز - وهي صحيحة - ولكن اللز هو الشد والجذب ، بينما اللكز الضرب.. قال عنترة بن شداد: - أقلَّ عليك ضرّا من قريح ٭٭ اذا اصحابه دفروه سارا - وخيلٍ قد زحفت لها بخيلٍي عليها الأسدُ تهتصر اهتصارا ٭ يلوم الأهل بعضهم بعضا اذا ما انقطع بعضهم عن البعض واذا حضروا ثم سألوا يقال لهم: وهم تلك الفتيات اللائي سألن عن خالتهن سلافة - التي تعني لدى العرب ارقى الخمر مثل المدام والمدامة وليلى التي اسكرت بشعر قيس كل محبي الشعر والادب، ولكن قيس حينما يخبر في زيارته بأن ليلى العامرية تسبّه وتلعنه . فلا يهم إلا بالرضى والعفو ولو ان ما قيل كان كذبا. - تمرّ الصّبا صفحا لساكن ذي الغضا ٭٭ ويصدع قلبي ان يهبّ هبوبها اذا هبت الريح الشمال فإنّما ٭٭ جواني بما تهدي الى جنوبها - حلال لليلى شتمنا وانتقاصنا ٭٭ هنيئا ومغفور لليلى ذنوبها - ولكن تلك الفتيات الصغيرات عندما دخلن حوش الدار «وهي فصحى» قالت لهن «اقفلن الباب» والاقفال هو الرّد. أما تلك الفتاة «شهلاء» فقد مشت الهوينا لأنها داست بكعب حذائها «لبانة» فأخذت حجرا ودعكتها - وشهلاء الاسم تعني ذات العيون التي كستها زرقة وقد وصفت بها لبنى بنت الحباب الكعبية - اما كلمة داس الشئ بمعنى وطئ فهي فصحى صحيحة . - قال أبو الطيب المتنبئ: - ومثل الذي دُسته حافياً ٭٭ يؤثر في قدم الناعِل - وكم لكَ من خَبرٍ شائع ٭٭ له شيةُ الأبلق الجائل - والشية هي اللون والأبلق ما اختلط فيه الابيض بالاسود - اما لو عدنا للبانه التي داستها شهلاء فاللبانة لدى العرب هي الحاجة، ولكن اللبانة بفتح اللام فهي الصدر.. وما داخل الصدر ما تستخدم كثيرا من الالفاظ مثل جوّاني - وجواي وجوّه وفي ذلك كثير صفات.. - تتذكر «هيفاء» التي لم تعد تقابل شهلاء كثيرا وهيفاء التي وردت كثيرا في الشعر بمعنى - الرشيقة القوام - الضامرة الوسط وبلفظ «مهفهفة» كذلك - فقد كانت تذكر قول المتنبئ وقد لامت ما قال من انقطاع كثيرا وقد قال ابو الطيب المتنبئ: - متى تزر قومَ من تهوَى زيارتها ٭٭ لا يتحفوك بغير البيض والأسل - والهجرُ أقتلُ لي مما أراقبه ٭٭ أنا الغريق فما خوفي من البلل ٭ ولعل الود قد أعاد مكانه من شهلاء وهيفاء واحتفلت الصديقات وأخلين بالهن لمحبة جديدة جميلة وأخلين جميعهن الحقد وأبدلنه بالود، وزدن في الحمد .. - وقد رأى قيس غزالة مقيدة فشقّ عليه ذلك فأعطى أصحابها شاةً بديلاً لها ليطلقوها وقال : - أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ٭٭ لكِ اليوم من وحشية لصديق - ويا شبه ليلى لو تلبَّثت ساعة ٭٭ لعل فؤادي من جواه يفيق - وجوّاني ضدّها في القول «برّاني» وكلاهما متفقتان في عامية تغلب عليها فصحى من اجمل كلام العرب والحديث يطول ..