كنا في «الصحافة» سعداء بمقدم الفنان أحمد بدير للخرطوم ونشرنا الخبر في الصفحة الاولى للاحتفاء بفنان الكوميديا المتميز، ومن زاوية أخرى فإن الاعمال المشتركة تسهم في تطوير الدراما المحلية المظلومة ظلم الحسن والحسين من مؤسسات الدولة وعلى رأسها التلفزيون القومي الذي أوقف انتاج الدراما المحلية وفي رقبته تعلق ديون للدراميين الذين حفيت اقدامهم في مطاردة المحاسبين والصرافين، ولكن لا حياة لمن تنادى!! ولأن الحركة المسرحية في سبات عميق ولأن الحياة الفنية في السودان جامدة وكسولة فإننا نشجع كل المبادرات الجديدة لا سيما ان شباب تيراب يتميزون بالموهبة خاصة نجمهم المحبوب فخري،والمتميز محمد موسي وحسناً فعلت الفرقة بالاستعانة بالنجمة هند راشد وكلنا يشهد بقدراتها وموهبتها... ولكن الذي يدعو لرفع حاجب الدهشة هو الغموض الذي يلف زيارة بدير ومسرحية دايرين شنو التي تحولت الى تجارة وبيزنس.. لسنا ضد ان تربح تيراب فهي منتجة العمل ومن حقها الربح، ولكن أن يتحول العمل الابداعي إلى مجرد تجارة فهذا لا يجدي. وقعت تيراب مع احمد بدير اتفاقاً في القاهرة بحوالي خمسين ألف دولار نظير خمسة عروض في قاعة الصداقة لمسرحية دايرين شنو؟التي بدأت عروضها بقاعة الصداقة وتروج تيراب لهذه العروض بعيداً عن أعين الصحافة ولا افهم (دايرين شنو) ولا (خايفين من شنو)؟ ولا يمكن في أية دولة من الدول ان يتم عرض مسرحية دون تقديم تنوير للصحافيين المشتغلين في ساحة الفنون وتحاول تيراب بيع العروض لمؤسسات اقتصادية!! ورغم التغييب الذي يحدث للصحافة من هذاالعمل فإن المعلومات الاكيدة التي توفرت لي اشارت الى حدوث خلاف تطور الى مشادات كلامية بين تيراب وأحمد بدير الذي يدعي انه لم يستلم حقوقه!! وقد هدد بدير بعقد مؤتمر صحفي يفضح فيه فرقة تيراب ولكن العقلاء داخل الفرقة تدخلوا واتفقوا على تسديد مبلغ عشرة آلاف دولار يومياً لبدير حتى نهاية المسرحية، علماً بأن الفرقة تسلمت حوالي 40 ألف جنيه (بالجديد) من وزارة الثقافة بولاية الخرطوم نظير الدعم والرعاية. ولكن الفرقة لم تكتف بهذا الدعم ولجأت إلى مؤسسات أخرى، وهنا نريد أن نعرف ما هي هذه المؤسسات والاشخاص وكم دفعوا وما هي تفاصيل العقد مع أحمد بدير، وهل صحيح انه يساوي خمسين ألف دولار وما هي قصة الخلاف؟!! الأمر محرج جداً؛ لأن أحمد بدير تعرض لموقف سابق في الخرطوم تعرض فيه للاحتيال من متعهد وهنا الأمر يتطلب وضع النقاط على الحروف وكشف اتفاق تيراب مع بدير وكم استلم وكم حقوقه المتبقية على الفرقة حتى لا نتفاجأ غداً بمؤتمر صحفي بالقاهرة يشتم فيه بدير تيراب ويؤثر الأمر على سمعة السودان.. الاسئلة المهمة التي يجب ان تجيب عنها تيراب لماذا بديرتحديداً وقع عليه الاختيار للمشاركة في هذا العمل، وما هي فواتير الدعايات والدعومات؟.. الحساب ولد يا جماعة والشفافية مطلوبة.. حتى عائد بيع التذاكر للمؤسسات من حقنا أن نطلع عليه حتى نقف على كل تفاصيله. لسنا ضد ان تحقق تيراب مكاسب مادية ولكن الشفافية مطلوبة!! لم يكن بدير يغضب وينفجر في الخرطوم لو تم الامر بعقد واضح واستلم حقوقه وعرف واجباته ولكنها العشوائية في التخطيط... اذا كانت الفرقة غير مهيأة لهذا العمل لِمَ لم تنفذ العمل بالاعتماد على ممثلين سودانيين ومخرج سوداني وكاتب سيناريو وهل عقمت حواء الابداع في السودان؟! لا يعني ذلك انني ضد دعوة بدير ولكني مع التخطيط العلمي المدروس.. أعزائي في تيراب أنا احبكم جداً ولكن هذا الحب لا يمنعني من مطالبتكم بكشف الحساب من القاهرة إلى الخرطوم حتى نقف على كل التفاصيل... وحتى لا تحدث ملاسنات مرة أخرى.. أرجو أن يستلم بدير حقوقه. هذا الزمن هو زمن الشفافية والاحترافية وليس زمن طي الملفات (تحت التربيزة) ولهذا نطالب الاخوة في تيراب بالشفافية ورد الحقوق لأصحابها.