* ومازال المذكور أعلاه يُثبت أنه يبعد بمقدار ثانية ضوئية عن تلاميذه في مجال ذكاء (التدابير) السياسية.. * فالسياسة عند الترابي كلها تدابير.. * والتدابير تحتاج إلى ذكاء.. * والذكاء من هذه الشاكلة متوافر ب (الكوم) لدى ساكن المنشية.. * ولا نعنى بكلمة (الكوم) هنا تلك الواردة في عنوان كلمتنا هذه رغم تشابه المعنى.. * فهذه نُريد بها محض الكثرة، وتلك نريد بها ما هو أكثر من دلالة الكثرة.. * نريد بها المعنى ذاك الذي يُشار إليه في مثل شعبيٍّ معروف.. * وسوف نأتي لهذا المعنى في أوانه، ولكن دعونا الآن في مجال الذكاء الترابوي هذا في مجال التدابير السياسية.. * فمنذ مقالنا بعنوان (ليالي المنشية) عقب المفاصلة وإلى يومنا هذا يرسخ بداخلنا اعتقاد جازم بأن المفاصلة الرمضانية تلك لم تكن إلا تدابير لا تقل تخطيطاً عن تخطيط انقلاب الإنقاذ نفسه.. * فحين رأى الترابي أن تلاميذه لا يريدون أن (يجيبوها برَّ السلامة) خطط للقفز من سفينة سوف تصطدم إن عاجلاً أو آجلاً بجبل الجليد الذي تهشمت عنده سفينتا عبود ونميري من قبل.. * فكانت المسرحية التراجيدية التي أطلقنا عليها اسم (ليالي المنشية) اقتباساً من مسلسل (ليالي الحلمية) الذي كان يُعرض آنذاك.. * تدابير قصد منها ساكن المنشية استدراج ساكني القصر للانقلاب عليه حتى يبدو أمام الشعب معارضاً مُطاحاً به مثله مثل الذين أطيح بهم من رموز النظام الحزبي السابق.. * وقصد منها في الوقت ذاته أن يكون جزءاً من معسكر القصر الحاكم عبر (غواصات!!) له تجوب البحر جنباً إلى جنب مع سفينة (الإنقاذ) التي تتقاذفها أمواج شهوات السلطة.. * فشهوة السلطة هذه حسب الترابي هي التي أعمت بصائر وأبصار تلاميذه عن رؤية أخطار في حجم جبل الجليد متمثلة في عواقب الكبت والقهر والفساد والطغيان و(الكنكشة!!).. * وحال سفينة (الإنقاذ) هذه جسَّده نظماً شاعر الشايقية الدابي في قصيدة شهيرة يقول أحد مقاطعها: * لا شفنا ضفاف لا شفنا جزيري.. لا في الحيري ولا في الطيري.. * إذاً فإن للترابي كما قلنا أعواناً له بأجهزة السلطة كافة هم بمثابة (خلايا نائمة!!) في انتظار إشارة ساعة الصفر.. * وحين سأله كاتب هذه السطور مرةً خلال حوار صحفي عن مصدر معلوماته (الحكومية) ذات (الأسرار!!!) أجاب ضاحكاً : (نحن نخترقهم تماماً يا أخي الكريم بمثلما يسعون هم لاختراقنا).. * ولشكّ يساور قادة معسكر القصر حيال إمكان وجود غواصات (ترابية) في (مياههم) السلطوية، فإنهم يسارعون إلى حبس الترابي كلما ظنوا أن ساعة الصفر تلك قد حانت.. * فقد حُبِس الترابي من قبل مراتٍ ست حبساً (احترازياً) غير ذي مسوغات قانونية بدليل عدم تقديمه إلى محاكمة أبداً ولا حتى التحقيق معه في ما يُنسب إليه من اتهامات.. * وها هو ساكن المنشية يُحبس للمرة السابعة عقب تصريحات منه إشتم منها (التلاميذ) رائحة إشارة إلى (الغواصات) بأن تعترض مسار السفينة التي تبحر منذ أكثر من عشرين عاماً دون أن (ترسِّي) الناس (على بر)، أو حتى على ضفاف (جزيري).. * و(خوف) المؤتمر الوطني من مثل هذه الاختراقات هو مصدر (قوة) الترابي بخلاف ما عليه حال القوى السياسية الأخرى التي (أضعفها) الاختراق.. * فبسبب ضعف في هذه القوى أحدثه الاختراق الإنقاذي درج الدكتور نافع على السخرية منها (على عينك يا تاجر) دون أن يجرؤ حزب واحد على ردٍ (عمليٍّ!! ) من تلقائه.. * ومن قبل قال الترابي لصاحب هذه الزاوية إن حزب الأمة مخترق من (قمة رأسه!!! ) إلى (أخمص قدميه) ولكن الصادق المهدي لا يريد أن (يفهم!!).. * وكذلك أحزاب أخرى ذات تاريخ.. * فمنها ما تربع على دست (أمانته العامة!!) من اكتملت به (تدابير) الاختراق.. * ومنها ما شارك (سراً!!) و(جهراً!! ) في حملة رئيس المؤتمر الوطني الانتخابية الأخيرة.. * ومنها ما إضطرته (ملابسات!!!) الإخراج من باطن الأرض إلى ظاهرها إلى المشي بجوار (الحيط).. * وحده معسكر المنشية هو الذي يعمل له معسكر القصر ألف حساب.. * ف (ليالي المنشية) قد تكون حُبلى ب (تدابير!! ) تُحدِّد هذه المرة من (يذهب إلى السجن حبيساً!!!).. * وربما كان استدراج الترابي لتلاميذه كي يحبسوه قبل أيام هو أحد سيناريوهات التدابير المذكورة.. * استدراجٌ ذو إشارات (علنية) إلى (حمامات دم) في حال فشل الوسائل السلمية للتغيير.. * ولم يكن الترابي يعني بالدماء هذه بالطبع دماء طرف دون الآخر.. * ف (أبو القدح يعرف أين يعض رفيقه).. * ويبقى في الساحة معارض واحد تخشاه (الإنقاذ) ثم، (فُل ستوب!!).. * ونأتي الآن إلى مفردة (كوم) التي أشرنا إلى حلول أوانها في هذه الكلمة.. * فالترابي لوحده (كوم).. * والمعارضون الآخرون كلهم (كوم) ثاني.. * أي أنه، الترابي دوت كوم.