نهار الامس ونحن في صالة الصحافة كنا نتفرس الوجوه التي بدت تفاصيل الحيرة واضحة عليها وهي تبحث عن اجابة للسؤال :أنحب هيثم ام نخاف الفراق ؟؟ الاجابة كانت مختلفة تماما ونحن نتجمع في صالتنا مودعين «هيثم الطيب » بعد احد عشر عاما قضاها بيننا وفي رحابنا كانت فيها كل تفاصيل الحب وبعض الخوف من الفراق . الاجابة كانت في تجمعنا نفسه التجمع القائم علي المحبة التي يحملها الكل للكل في صحافة الجميع منذ العام 1961 عام التأسيس وهي الان في ربعها الاخير لتكمل نصف قرن من الزمان نصف قرن من التميز في كافة المجالات نصف قرن من الزمان ويعمل اهلها من اجل ان تكون هي دائما خير بداية ليومكم وخير معبر عن معاناة وافراح الوطن ، 50 عاما لم تكن لتكتمل لولا روح الجماعية التي تربط بين اهل الصحافة ، اهل الصحافة الذين ضاقت بهم صالتهم امس برغم اتساع قلوبهم التي احاطها الحزن امس وهي تودع هيثم ، ولكنه حزن ترك مساحة للفرح ، ومابين ثنائية حزن الفراق وفرحة ان هيثم يخطو خطوة جديدة في مشوار حياته الذي بدأه هنا راسما صورة جميلة في قلوب الكل وابتسامته لا تفارقه يوزعها علي الكل في الصالة او حتي خارجها في رحلة الغدو والرواح لانجاز عمل اكثر من فرد، هكذا قال المدير العام للصحافة هاشم سهل في احتفالية الوداع قبل ان يضيف ان هيثم كان محل تفتشو تلقاه وفرقته حتكون كبيرة خاتما برقيته بامنية النجاح له في مشواره الجديد. كان هيثم فينا وسيظل كذلك في النهار الحزين السعيد بمثل هذه العبارات ودع رئيس التحرير هيثم قبل ان يزيد سنفتقده في الكافتريا حين يحمي وطيس نقاش هلال مريخ وسنفتقده عندما نحتاج لمن يصلح الكهرباء والرسيفر في الصالة فقد كانت ابتسامته تسطع بالولاء والانتماء لهذه المؤسسة معني هيثم يظهر الان ونحن نتجمع وفي بالنا عبارتي الوفاء والعطاء والامتنان لهيثم فالذين سبقوني في الحديث لم يتركوا لي شيئا لاقوله سوي الامنيات بالتقدم له في محطته الجديدة التوقيع امال عباس . قبلة علي رأس هيثم هذا ما فعله مدير التحرير في احتفائية الوداع قبيل المغادرة مضيفا عليها اعتذارا رقيقا وجميلا، قبلة البطري تمني كل الجالسين في رحاب الصالة ان يضعوها علي رأسه في تلك اللحظة وهم يغالبون الدمع الذي انساب من المآقي والعيون المكحولة بعشقه قبل ان يوشحه الجميع بوشاح التميز الذي حمل توقيع العاملين بالصحافة اعترافا منهم بالجميل ، وشاحا كان يحمل امنيات التقدم والازدهار قبل ان يحمل عبد الرحمن عصاه ويقدمها الي هيثم الذي غلبه ان يتحدث بلسانه وانابت دموعه التي غني بها محمد جادين وخالد «نقابل بكرة كيف العيد وعايشين فرقتك هسة »الان فرقة هيثم المغادر الي السعودية كانت تجمع بين روعة اهل الصحافة وجمال تواصلهم.