بعد ان اثبتت المرأة جدارتها وتفوقها فى جميع المناصب والوظائف التى تقلدتها وباتت المؤسسات تعج بالموظفات، هذا النجاح الذي حققته المرأة العاملة كان على مرأى من زميلها الرجل واسهم هذا الامر في ارتفاع نسبة ما يسمى بالزواج من الوسط ، وبات كثير من الموظفين يختارون زوجاتهم من شريحة الموظفات لقناعة البعض بان المرأة الموظفة تختلف عن التى تضطرها الظروف الى البقاء بالمنزل . تختلف وجهات النظر فى نوع الوظيفة حيث ان الكثير يفضلون زواج المهنه طالما كان الزوجان يعرفان طبيعة المهنه واعبائها مؤكدين ان زواج المهنه يجعل الحياة الزوجية تسير على مايرام دون تشويش نسبة للتكافؤ الفكرى والاجتماعى والثقافى بينهما عكس الزواج من مهنة مختلفة ،والبعض الآخر يرى ان الزواج من الموظفة تترتب عليه كثير من السلبيات لذلك يفضلون الزواج من غير الموظفة. وقالت الموظفة فيحاء احمد ليس زواج المهنة الواحده بالشيء الصعب و طالما انهما يعرفان المهنة واعبائها في وجود التكافؤ الفكري والاجتماعي والاقتصادي فان مقومات النجاح متوفرة وقالت تهاني لاحظت لدى بعض الزملاء ان زوجاتهم تلتزم ببيتها لتربية اطفالها اضافه الى انها تساعد زوجها في بعض الاوقات ووصفت فيحاء مثل هذه الزوجات بالمجاهدات لانها تحمل عبئا كبيرا داخل وخارج المنزل وزواج المهنه الواحدة ايجابياته اكثر من سلبياته لان كل طرف ملم بالتزامات المؤسسه المفروضه على موظفيها لذلك لاتحدث بينهما نقاشات فى مسألة التأخير عن المنزل او اذا حدث تقصير من احد الاطراف بواجبات المنزل من المؤكد سيتجاوزها الطرفان دون حدوث اية مشاكل لذلك دائما نسبة الطلاق بينهما قليله وهذا ان دل انما يدل على التقارب والتفاهم الفكرى . الموظف عماد الدين الحسن قال انه من الذين يؤيدون زواج المهنه وقد ارتبط بزميلته مؤكدا ان زواج المهنة يسمح للفرد بدراسة الطرف الذى يريد الارتباط به ويعتقد ان نجاحه مسأله نسبيه تعتمد على طريقة التفكير واسلوب التعامل وغيره من الامور التى هى من مقومات الزواج وتتأثر بدرجة الوعى الثقافى والاجتماعى، مؤكدا ان التكافؤ الذى يجمع الطرفين جواز المرور الى استمرار العلاقة الزوجيه دون ان تشوبها شوائب اضافة الى فهم كل منهما لطبيعة عملهما ما يذلل الصعوبات التى قد تعترض حياتهما وفى النهاية استمرار ونجاح الحياة الزوجية يعتمد على اسلوب وفن التعامل بين الطرفين . واتفق مع عماد الموظف اسماعيل عبدالعزيز وقال ان نسبة نجاح زواج الرجل من موظفة اكبر لما تحمله من وعى ثقافى فى شتى مناحى الحياة بغض النظر عن زواجه من نفس المهنه المهم ان تكون موظفة لان ذلك التوجه يغني المرء عن مشاكل كثيرة قد نجدها عند مجموعه من الذين ارتبطوا بربات منازل من غير العاملات ويعزون حدوث المشاكل ا للفراغ الذى يسيطر على النساء غير العاملات. غير ان الموظف محمد عثمان قال انه يرفض بشدة الزواج من موظفة ايا كانت وظيفتها ويرى ان مكان المرأة المنزل وقال (المرأة ان قرأت القانون مصيرها الكانون) وهو قول تصدح به مجموعات عريضة واضاف محمد انه يعرف مجموعة من الازواج الذين تزوجوا بموظفات من نفس الوسط الذى يعملون به وتلاحظ تعاستهم عدم الاستقرار الاسرى من ابرز الملامح وابدوا ندمهم على تلك الزيجات التى باتت مصدر تعاسة وقلق داخل الاسرة . الاستاذه وفاء طه التى تزوجت من نفس الوسط الذى تعمل به ومن مؤسسه جمعت بينهما فى ممارسة المهنه ترى في زواجها انموذجا للنجاح وقالت وفاء ان الزواج كما يقولون قسمة ونصيب، وهو شراكة وحياة أبدية متى ما قامت على الاحترام والتقدير واحترام رغبات الآخر كللت بالنجاح ،اختلفت المهنة أم ائتلفت، ولكن زواج المهنة الواحدة له ايجابياته وسلبياته ، وحسب تجربتها اكدت ان ايجابياته أكثر من سلبياته ، على الأقل الرجل عندما يكون من ذات المهنة يتفهم طبيعة العمل ، وبما أن الرجل أي الزوج عادة ما يكون أكبر سناً من الزوجة هذا يعني أن تراكم خبراته أكبر وأوسع وبالتالي يكون دعماً وسنداً للمرأة في مسيرتها العملية وقد تعينه هي كذلك في أداء الكثير من أعماله ، وكذلك يستطيع أن يعتمد عليها في أداء بعض أعماله في غيابه وهذا ما يحدث في كثير من الحالات بينها وبين زوجها واحياناً تقوم بدور السكرتيرة في كثير من الأعمال وسعيدة جداً بهذه المهام التي تجعلها أكثر قرباً منه مما يعزز ثقتها فيه باستمرار، وهذا واحد من أسباب استمرار علاقتنا ، إضافة الى أنهم يتعاملان كأصدقاء أكثر من أنهم أزواج وهذا ايضاً يعود فضله للمهنة الواحدة لأنهم زملاء قبل أن يكونا أزواج واضافت وفاء انها بمثابة الصديقة الحقيقيه لزوجها ويستشيرها في كل شئ رغم علمه وخبرته .