تحتكر مجموعة من السودانيين المقيمين بالعاصمة السعودية الرياض حرفة «تظليل السيارات»، حيث يشكلون حضورا لافتا في «سوق الغرابي» وهو أكبر أسواق تزيين السيارات في السعودية، وهم يعملون في الهواء الطلق، ويؤكدون أن عملهم يدر عليهم دخلاً جيداً، ورغم ذلك يحلمون بيوم يعودون فيه إلى وطنهم وهو ينعم بالسلام والاستقرار والرخاء. وقال بابكر «أبو عائشة»: لقد أمضينا سنوات طويلة ونحن نعمل في مجال تظليل السيارات، وهو عمل ينشط في فصل الصيف ويقل خلال الشتاء والخريف، وهو عمل يحتاج لصبر وتجويد عال، لضمان وجود عملاء يترددون على السوق بين فترة واخرى، حيث يعمد البعض إلى تزيين سيارته وتظليلها في فترات متقاربة. وبيَّن أبو عائشة ان الأسعار تتراوح بين «50 400» ريال، وتفاوت الأسعار يتوقف على «الزبون» الذي شكله وتصرفاته تلعب دوراً كبيراً في تحديد السعر. وأعرب عن أمنياته بأن يعود يوما الى الوطن وهو ينعم بالسلام والاستقرار والأمن والرخاء، وان تلفت الحكومة الى «عيشة الناس» بمحاربة غلاء الأسعار، فالغربة مهما تبلغ مغرياتها تبقى مؤقتة. وأوضح معاوية الدسوقي أنهم يجدون تعاوناً كبيراً خلال عملهم من قبل المواطنين والعسكريين الذين من بينهم «زبائن» يترددون علينا بين فترة وأخرى، مشيرا الى أن العمل ممتاز، رغم اننا نمضي ساعات طويلة ونحن نقف على الطرقات في انتظار الزبائن. وبشأن كيفية تحديد الاسعار قال الدسوقي: لا يوجد سعر موحد لتظليل السيارات العادية او الفارهة، ويلعب المظهر دورا حاسما في تحديد السعر، وفي بعض الاحيان نحدد السعر من رائحة العطر الذي يتعطر به الزبون، فإن كان عطره اصيلا من كبريات محال العطور الشهيرة يرتفع السعر الى «35 او 400» ريال، ومثل هذا الزبون المميز يوافق دون أي كلام..!! أما إذا أراد أي من السودانيين المقيمين في الرياض تظليل سياراته فإننا نجد حرجا في أن نحدد له سعراً، وغالبا ما نطلب منه فقط دفع تكلفة ورق التظليل. ومن الطرائف أن يقبل علينا أحد السعوديين ذوي البشرة السمراء، فيبادرني قبل أن نحدد السعر بقوله «لا بد للون أن يحن»، حينها لا نملك الا ان نقبل ما يحدده هو دون جدال. وعبر محمد عبد الرزاق قبل أن يتحدث عن عمله، عن بالغ حزنه لانفصال جنوب السودان عن شماله الذي بات واقعا، وقال: تمنيت لو أن بقي الوطن واحدا موحدا، لأن في ذلك قوة. أما عن العمل فهو جيد من حيث الدخل رغم من التعب الذي يلازم الشخص، وهو يقف ساعات طويلة في البرد أو درجات الحرارة العالية في انتظار زبون. وأكد عمر محمد أحمد خالد إن مجال تزيين وتظليل السيارات في السعودية يعمل به عدد كبير من السودانيين، ويتنافس معهم في هذا المجال ابناء اليمن حتى اصبحنا زملاء حرفة واحدة. وقال: اتمنى أن ننقل هذه التجربة الى السودان بأن يكون مسموحا من إدارة المرور بتظليل السيارات وفق اشتراطات محددة، بأن يكون التظليل خفيفا في الجهة الامامية، واكثر سماكة في الخلف، وهو يحافظ على السيارات ويقلل انعكاسات ضوء الشمس، كما يعطي السيارات منظرا جميلا . واضاف الفاتح علي الصديق: رغم أن العمل ممتاز والدخل جيد، إلا اننا نخشى من أن نظل نعيش في غربة مفتوحة، لذلك نتمنى من الحكومة أن تعمل على تحسين احوال «البلد» حتى يصبح جاذبا للعودة. ويشير حسن بابكر أحمد إلى أن تظليل السيارات فن يحتاج لتجويد وصبر، خاصة أن من بين السيارات التي يتم تزيينها سيارات فارهة يمتلكها وجهاء المجتمع. ويتفق معه بابكر محمد الحسن، ويضيف بأنه ظل في الاغتراب فترة «17» عاماً، وقد تخصص في هذا المجال، وهو راضٍ عن عمله، ويتمنى للوطن الاستقرار والتنمية، حتى ينعم الناس بخيرات وطنهم. وقال مجدي عبد القادر: إن مجال تظليل السيارات يعمل به عدد كبير من السودانيين، وهذا العمل يحقق دخلاً معقولاً مقارنةً ببعض المهن، وأصبح لدينا عملاء يترددون علينا دائماً لتزيين سياراتهم. ويرى عمر حسن أن مجال تظليل السيارات أصبح يحترفه عدد كبير من السودانيين، وحتى الزبائن الذين يترددون على «سوق الغرابي»، تجدهم دائماً يبحثون عن السودانيين نظراً لتجويدهم لعملهم.