٭٭ بدلا من أن نتحدث عن تجارب المنتخب الاعدادية ونشكك فى القائمين على أمره وننعتهم بالخداع والكذب ونترصدهم ونجتهد فى اضعاف هممهم وقتل حماسهم ونقلل من المجهودات التى يبذلونها علينا أن نقوم بأدوار تهيئة المجتمع السودانى بكامله، وخاصة الرياضيين وأن نقود حملات التعبئة للحدث الكبير الذى ستستضيفه بلادنا بعد أقل من اسبوع والمتمثل فى استقبالنا لأكثر من أربعمائة ضيف يمثلون الاتحادات الوطنية للدول الأفريقية والمنتخبات المشاركة فى نهائيات بطولة الأمم الافريقية لللاعبين المحليين فى نسختها الثانية وبالطبع فان هذا العدد الكبير يحتاج لمجهودات ضخمة حتى نعكس الوجه المشرف والمشرق للسودان ونحافظ على تميزنا ونجاحنا الذى حققناه ابان تنظيمنا واستضافتنا للعيد الذهبى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم ونلنا بموجبه شهادات الجودة والنجاح من رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم المستر جوزيف بلاتر ورئيس الكاف السيد عيسى حياتو عندما قال ان السودان نجح بدرجة الامتياز و رفع رأس أفريقيا عاليا . ٭٭ أولى خطوات نجاح نهائيات البطولة هى أن نجعلها حديث الشارع ومحل اهتمام المواطن السودانى وهذا يحتاج منا نحن كاعلاميين التركيز وبذل المزيد من الجهد وهنا نذكر أنه وعندما كنا فى غانا ابان استضافتها لنهائيات الأمم الأفريقية فقد لا حظنا أن فعاليات البطولة تسيطر على كل الأرجاء ولم يتعاملوا معها على أساس أنها مباريات فقط بل كانوا ينظرون اليها كحدث اجتماعى ورياضى هام حيث كانت البطولة محل اهتمام ومتابعة من كل الشعب الغانى على رأسه رئيس الدولة وكانت شعارات البطولة تملأ شوارع المدن الغانية وتحولت الدولة بكاملها الى سوق يطرح شارات وكل ما يتعلق بالبطولة وكان العلم الغانى وقتها سيدا للموقف حيث فرضت ألوانه وجودها على كافة السلع التى لها علاقة بالبطولة، ونذكر أنه وعندما سألنا عن الجهة التى قامت بذاك المجهود الخرافى فقد جاءت الاجابة انهم طرحوا تسويق المنتجات الخاصة بالبطولة فى عطاءات وفازت به احدى الشركات الضخمة ودفعت مقابل ذلك للاتحاد الغانى أكثر من مليونى دولار وقد تمنينا أن يأتى تعاملنا مع هذه البطولة قائما على تجارب الاخرين ولكن يبدو أننا حديثو تجربة بمثل هذه المناسبات الكبيرة . ٭٭ ما نود التنبيه له هو أن فى مثل هذه البطولات تقدم الدولة المستضيفة عبر لجنتها الوطنية العليا هدايا لشعبها تتمثل فى فتح الأبواب مجانا للجمهور فى بعض المباريات ذلك تحقيقا لجذب المشجعين واغراء لهم وحتى لا تخلو المدرجات من عشاق اللعبة على أساس أن احدى غايات كرة القدم هى تحقيق المتعة للمشاهد كما ان العنصر الأساسى فى اللعبة وهو اللاعب يحتاج لمن يدعمه معنويا حتى وان كان بالتصفيق عندما يبذل ويبدع ولهذا نرى أن تدخل الكسب المادى فى مثل هذه المواقف قد يسبب الضرر للبطولة ويجعلها محل نفور المشجع. ٭٭ نهائيات البطولات التى تقام بنظام « التجميع » تعتبر حدثا ضخما يستوجب أن يكون الاعداد له موازيا لأهميته ومردوده الايجابى ونرى أن فى استضافتنا للنهائيات الأفريقية وفى هذا التوقيت تحديدا له معانى ومدلولات ومضامين عددا خصوصا وأنه يتزامن مع حدث داخلى سياسى اجتماعى بالغ الأهمية والحساسية ألا وهو انقسام السودان لدولتين بعد الاعلان عن النتيجة النهائية للاستفتاء والتى تشير الى ظهور دولة أفريقية جديدة وقيام هذه البطولة متزامنة مع هذا الحدث سيغطى على الحدث الأول بمعنى أنها ستصبح « مستودعا » يستوعب ردود أفعال الانفصال أيا كانت ايجابية أو سلبية وهذا مايجعلنا نكرر مناشدتنا للدولة بأن تحرص على انجاح البطولة والتفرغ لها ودعمها بكافة مقومات وعناصر النجاح التى تجعلها بمثابة جدار قوى تستند عليه الأحداث الداخلية هذا من جانب، ومن اخر فان نجاحنا فى استضافة وتنظيم هذا الحدث الكبير سيعكس للعالم أجمع أننا كدولة مستقرين اجتماعيا وسياسيا وأمنيا وأيضا ماديا هذا بجانب المكاسب والفوائد العديدة الأخرى التى ستعود علينا جراء اقدامنا على احتضان مثل هذا الحدث القارى الكبير والذى سنطل من خلاله على العالم ونؤكد لهم بالدليل القاطع اننا فى غاية الأمان والاطمئنان .