تم توزيع صناديق مشروع المستندات المفقودة على كافة شوارع ولاية الخرطوم والمراكز الولائية التى تعتبر تجربة تساعد المواطن فى الحصول على المستندات التى يفقدها، وان هذه التجربة ليس جديدة على دول العالم، مثلا هناك في بريطانيا مكتب اسمه «مكتب المفقودات»، ويتعلق عمله بحفظ كل الاغراض التي يفقدها المواطن سواء في المواصلات او الشارع. وكشف مشروع استعادة المستندات المفقودة عن تمكنه من استعادة ما يفوق ال «1000» مستند خلال اقل من أربعة أشهر هي عمر المشروع، بجانب تلقيه لأكثر من «2000» اتصال هاتفى من جهات فقدت مستنداتها. وجاء اختيار المشروع للمستندات المفقودة فقط دون المفقودات الاخرى، لسهولة مرجعية المستندات التى تحمل اسم صاحبها، لأن بقية المفقودات يصعب التعرف على أصحابها، بجانب أن هناك جهات أخرى مسؤولة عن المفقودات الاخرى. ولكن على الرغم من اهمية المشروع للمواطنين، إلا أن كثيراً منهم لم يستوعب هذه التجربة المهمة. «الصحافة» استطلعت مجموعة من المواطنين عن مدى اهمية هذا المشروع الذى يسهم فى مساعدة المواطن، لكن من خلال جولتنا لاحظنا بعضاً من المواطنين ليست لديهم خلفية عن هذا المشروع، ولم يعطوا تلك الصناديق ادنى اهمية او مجرد السؤال عنها. والتقينا بالمواطن الفاتح الذى وجدناه بالقرب من احد صناديق المفقودات وفى يده شريط «سى. دى» وضعه فوق الصندوق لانه لم يجد مساحة داخل الصندوق، نسبة لتخصيصه للمستندات فقط، وقال إن هذا المشروع ذو فائدة عظيمة للمواطن، لكن تنقصه كثير من الخدمات، فمن المفترض أن تكون بجانب الصناديق مراكز وعلى كل مركز حارس يقوم بتوجيه المواطن، لكن على العموم التجربة فريدة ومجدية، لأن كثيرا من المستندات التى يُعثر عليها يتم رميها فى الشارع دون أن يعطيها الفرد اهتماماً، لكن بوجود الصناديق على الشوارع الرئيسية فمن المؤكد ستحفظ بها تلقائيا. واضاف الفاتح انه وجد شريط «سى. دى» ملقى على الطريق، والذى لفت انتباهه وجود ذلك الصندوق فتوجه نحوه. لكن للأسف قال انه لم يجد مساحة للشريط واضطر لوضعه خارج الصندوق، مطالبا الجهات المختصة بتوسعة المشروع ليشمل جميع المفقودات لاسيما البسيطة، ولا يقتصر على المستندات فقط. فيما قال المواطن خالد إنه لم ينتبه إلى هذه الصناديق، لكنه أشاد بالمشروع الذي يساهم في مساعدة المواطن في العثور على ضالته، ومن المحتمل اذا سطا احد اللصوص على مواطن واكتشف أن ما أخذه منه عبارة عن مستندات لا يستفيد منها وتلحق ضررا بصاحبها، فمن الطبيعى أنه سيلجأ الى وضعها بالصندوق بدلا من رميها في الشارع. وأفادنا المواطن محمد الأمين بالسوق العربي بأن الفكرة في حد ذاتها ممتازة وتشجع الناس على الاهتمام بأغراض الآخرين، خصوصاً أن أخلاقنا السودانية الموروثة تشجع على ذلك، لكن أغلب هذه الصناديق ليست بها أقفال لمنع اللصوص من السطو على المستندات، كما أن التوزيع ليس شاملاً كل المنطقة، فكل منطقة السوق العربي بها صندوق واحد. وأقرب صندوق للسوق العربي هو الصندوق الموجود جوار شارع المستشفى بالقرب من الزيتونة، ونفضل لو أصبحت الصناديق بمثابة مكاتب كبيرة للفائدة.