رصدت «الصحافة» حركة المواصلات بالسوق الشعبي بود مدنى بعد السادسة مساءً، فوجدت أن هناك هدوءاً وإقبالاً ضعيفاً وغياباً تاماً للمركبات الناقلة الكبري، ولم يكن هناك إلا عدد من المسافرين الذين يركضون هنا وهناك من أجل البحث عن وسيلة تقلهم إلى حيث يريدون، فالبعض يركض وراء العربات الصغيرة الموجودة في أماكن متفرقة خارج أسوار السوق الشعبي الذي أصبح خالياً من البصات السفرية. «الصحافة» التقت بالمواطن عبد القادر الشيخ الذي أكد سبب خروجه من داره في ذلك الوقت المتأخر لأداء بعض المهام الإنسانية بالخرطوم، وتفاجأ بعدم وجود البصات السفرية، ولأهمية الأمر قال انه مصر على السفر ولو عن طريق الشاحنات التي تمر خارج بالمدينة. وقالت الطالبة سحر عامر إنها تأخرت لأسباب خاصة جداً، وتريد التوجه إلى القضارف في ذلك الوقت الذي اعتبرته مناسباً جدا للالتحاق بجامعتها في صباح اليوم التالي لأهمية المحاضرات، ولكن لعدم وجود الوسيلة التي تقلها عزمت على الرجوع إلى منزلها مكسورة الخاطر، مشيرة إلى أهمية توفير المواصلات في ظل عصر السرعة والتنقل في لمحة البصر بين المدن، مقارنة مع الدول الاخرى. كما التقت «الصحافة» بالأمين العام بالإنابة لغرفة البصات السفرية بولاية الجزيرة، الذي أكد أهمية قطاع المواصلات، ووصفه بالحيوي ويحتاج لتضافر الجهود من المسؤولين بالولاية، خاصة أن ولاية الجزيرة ذات كثافة سكانية عالية ومرتبطة بجميع أنحاء السودان. ولتوفير مزيد من الأمان طالب بتوسعة الطرق السريعة خاصة طريق الخرطوم مدني لكثافة استعماله. وأشار إلى المشكلات التي تعترض سير عمل القطاع، وأهمها قرار وقف السفر بعد السادسة مساءً، إضافة إلى البنية التحتية التي بدأت في الانهيار، وقال إنه يجب ألا يتوقف دور السلطات في الجباية والضرائب، مطالبا المرور رغم مساعيه الجادة لتقليل الحوادث، بتمديد مواعيد السفر للبصات السفرية لأنها أكثر أماناً من العربات الصغيرة مثل «الهايس» الممنوعة أصلا من المرور على الطرق السريعة، إضافة إلى العربات الملاكي التي استغل أصحابها ظرف منع سفر البصات بعد السادسة مساءً. وناشد ديوان الضرائب خفض تلك الرسوم خاصة القيمة المضافة. وقال إنها تبلغ 50% لعبور الطرق السريعة، وتوجيهها إلى إصلاحات تشمل مواقف المواصلات، وقال إن 99% من الحوادث بسبب رداءة الطرق وليست من السائق، متحدثا عن الآثار السالبة للزيادة التي طرأت على التعريفة أخيراً، معللا ذلك بخروج معظم السفريات بالخسارة نسبة لالتزامهم بمواعيد الإقلاع من السوق الشعبي. وأشار إلى خروج «50» شركة كانت تعمل في هذا القطاع، وكانت تقدم امتيازات جيدة جدا للمسافرين على رأسها بصات التيسير، النفيدى وبصات الجزيرة وغيرها، لأن هذا القطاع أصبح طاردا ولا يجد الحماية. كما طالب بشير حسين رئيس غرفة البصات السفرية، السلطات المحلية بخفض الأعباء على الغرفة، وتقليل الزيادة التي حدثت أخيراً، وقال إن هذا القطاع يسير إلى الوراء، وان الزيادة غير مربحة على الإطلاق، مستشهدا بزيادة التعريفة على مواصلات الأبيض التي أصبحت ب «40» جنيهاً بدلا من «26» جنيهاً، وقال إن المواطن لا يستطيع دفع قيمة تلك التذكرة، مما أدى الى الركود الواضح في قطاع المواصلات، وأنهم في الغرفة لم يطالبوا بهذه الزيادة، وقال إن معظم أصحاب البصات عليهم التزامات في البنوك، وان كثيراً منهم الآن في السجون. وطالب أمين المال بالغرفة الصديق يوسف السلطات المسؤولة بمراجعة القرار القاضي بوقف سفر البصات ليلاً، وانه أمر ضروري جدا لأنه يضر بالاقتصاد حسب قوله، خاصة أنهم في الغرفة يدفعون جميع الرسوم المفروضة عليهم، إضافة إلى الضرائب الباهظة، عكس المستفيدين من ذلك القرار مثل أصحاب «الهايس» وغيرها من المركبات الذين يزيدون ثمن التذكرة، ويتضرر من ذلك المواطن المغلوب على أمره، إذ تبلغ سعر التذكرة إلى الخرطوم بعد السادسة «30» جنيهاً وأحياناً «40» جنيهاً.