*وإن كان نجاح أو فشل تنظيم البطولات يقاس بحفل الإفتتاح والحضور الجماهيرى وتأمين إقامة وإعاشة المنتخبات المشاركة والحكام والمراقبين وكافة الضيوف، وإن كان الحضور الجماهيرى الضخم يعزز النجاحات الأخرى فيمكننا القول بأننا قد حققنا درجة النجاح الكاملة فى إستضافتنا وتنظيمنا لفعاليات بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين للعام ( 2011) ولا يمكن لأى أحد أن يقول غير هذا مهما تكن درجة ( جحوده ). *لقد أضاف حضور سعادة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية لإستاد الخرطوم بالأمس الأول لتشريف حفل الإفتتاح بعدا كبيرا وكان بمثابة شارة النجاح وأعطى البطولة كلها معنى ومضمونا ومنحها طابعا ومذاقا خاصا ،وهذا ما صرح به وفد الإتحاد الأفريقى وهم يشهدون السيد الريس يصافح اللاعبين والحكام والمدربين ويتقدم نحو اللاعبين الإحتياطيين ليرحب بهم فى السودان ويسير بكل ثقة وبدون حواجز ( وشعبه يهتف له سير سير يابشير ونحن وراك يامشير) ويبادلهم التحية ببسمة عريضة تعبر عنها (العصاة) التى تعود أن يحملها بين يديه *جاء حفل الإفتتاح منتهى الروعة والإبداع وكان شيقا تجاوب معه الحضور المكثف الذى ملأ مدرجات إستاد الخرطوم والذى كان بديعا وجميلا وهنا لابد من الإشادة بجهود مجلس إدارة الإتحاد على رأسه الزعيم الأخ حسن عبد السلام والذى إستطاع أن يعيد لهذا الإستاد بريقه ويحوله للدولية ويجعل منه منارة مضيئة ومعلما حيويا فى الخرطوم ويجدد تاريخه وعنفوانه ويعيده إستادا شابا فى مقتبل العمر ويكفى إشادة السيد عيسى حياتو حينما وصف إستاد الخرطوم بالتحفة وأنه مشرف. كل فقرات الإفتتاح جاءت جاذبة ومرتبة أضاف لها الشكل التنظيمى جمالا خصوصا وأنه قام على إستخدام التقنية الحديثة كل ذلك جعل ضيوف البطولة يمنحون السودان شهادة ( الجودة ) وهذا ما قاله إنابة عنهم كابتن عبدالمنعم قرن شطة والذى كان أكثر سعادة وهو يرى بلده يتفوق ويصرح بأنه فخور وسعيد لما شهده وانه كان واثقا من أن السودان سيكون عند حسن الظن به. *وإستمرت الأفراح وإمتد النجاح بالفوز الغالى الذى حققه منتخبنا الوطنى على نظيره الجابونى ليضع بذلك أول ثلاث نقاط فى رصيده بعد أن قدم عرضا قويا فى الشوط الأول وتراجع أداؤه فى الحصة الثانية وقد كان لهذا النصر قيمته لأنه تحقق فى وجود السيد الريس . *وبقراءة لأداء المنتخب فنرى أنه كان جيدا من حيث التنظيم بدأ صقورالجديان المواجهة بقوة وأداء شرس وإيقاع سريع ولعبوا بروح قتالية عالية وبمسئولية وكان بإمكانهم أن يخرجوا فائزين بثلاثة أهداف ولكن سوء الطالع لازمهم أكثر من مرة . صحيح أن مردود اللاعبين قل فى الجزء الثانى من المباراة وقد يكون للجهد الكبير الذى بذلوه فى الشوط الأول إضافة للسعى على المحافظة على الهدف وفترة التوقف الطويل الأثر فى ضعف الأداء فى الشوط الثانى، ولكن نتوقع أن يرتفع المستوى فى اللقاءات القادمة ونرى أن المنتخب حقق الأهم وهو يفوز بنقاط المباراة ويتقدم نحو المرحلة الثانية ونقول للذين أبدوا تخوفهم أن لكل مباراة ظروفها كما انه من المهم أن لا نلغى المنتخبات الأخرى من الحسابات وأن نحترمها ونعترف بقوتها ففى النهائيات ليس هنا منتخب ضعيف فكلها قوية ولأى منها دافع تسعى لتحقيقه *سيؤدى منتخبنا الوطنى مواجهة هامة وقوية نتوقع لها الشراسة أمام المنتخب اليوغندى ومن واقع مشاهدتنا للأخير فى دورة دول حوض النيل التى أقيمت قبل أقل من شهر بالقاهرة فنرشحه ليكون الحصان الأسود فى البطولة فهو منتخب خطير يلعب الكرة الحديثة ويتمتع نجومه بفكر عالى وإمكانيات مهولة وإيقاع لعبه سريع ويجيد تطبيق الإستراتيجيات الدفاعية وقد وقفنا على معاناه المنتخب المصرى فى تجاوزه ومن هنا ننبه ونحذر لا سيما وأن الكابتن محمد عبدالله مازدا ونجوم المنتخب يعرفون تماما مدى قوة منتخب يوغندا من خلال المستوى الذى ظهر به فى تلك الدورة، ويكفى الإشارة هنا إلى أن المنتخب اليوغندى فاز ببطولة سيكافا التى أقيمت بإريتريا قبل شهور وحصل على المركز الثانى فى دورة دول حوض النيل *ختاما نرى أن مؤشرات ملامح نجاح البطولة قد ظهرت بجلاء من خلال حفل الإفتتاح وهناك من يرى أن النهائيات بداية وختام وإن كنا قد أخرجنا الإفتتاح بهذا القدر العالى من الدقة والتنظيم فإننا نكون قد أنجزنا كثيرا وقطعنا ( 75%) من المشوار ونسأل الله ان يوفقنا فيما تبقى.