تدارك المبعوث الاميركي للسودان اسكوت غرايشن بوادر أزمة مع حكومة شمال دارفور، بسبب تقسيم مكتبه بالفاشر لقاءات قبلية يعتزم اجراءها الى قسمين، قبائل عربية واخرى زرقة بكبكابية وكتم. واعترض والي شمال دارفور عثمان كبر لدى وصول غرايشن برفقة المبعوث الخاص لدارفور دين سميث الى الفاشر امس، على التقسيم الذي تبناه مكتب المبعوث الاميركي بدارفور واعتبرها «مجسدة» لتفرقة المجتمع. والتمس كبر، بحسب مصادر شهدت اللقاء، العذر لغرايشن قائلا ان مكتب الرجل هو المسؤول عن الخطأ. وافادت المصادر «الصحافة» بأن غرايشن اعتذر عن تقسيم مكتبه للقبائل على أساس عربية وغير عربية. واتهم الوالي بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني بنقل قيادات الحركات المسلحة عبر طائراتها من مناطق إلى أخرى وإجلاء الجرحى في حال وقوع الاشتباكات بين القوات النظامية والحركات المسلحة أو الاشتباكات بين الحركات المسلحة فيما بينها، وقال إن الحكومة لديها معلومات تؤكد ذلك. ونفى في ذات الوقت وجود أية قيود على حركة المنظمات الدولية ، مشيرا إلى الإجراءات التي ظلت تتبعها الحكومة في هذا الشأن من اجل سلامة وحماية العاملين بالمنظمات، واوضح أن المنظمات ظلت ترفض توفير الحماية لها خارج الفاشر. و اجرى والي شمال دارفور مباحثات مع غرايشن وسميث، ووصف كبر زيارة الرجلين بالناجحة خاصة أنها تجئ في إطار تعزيز وتفعيل الحوار الدارفورى وتعزيز خطوات السلام الجارية بالدوحة وتأكيد توطين حل قضية دارفور من الداخل. وأكد كبر في التنوير الذي قدمه للوفد استقرار الأوضاع الأمنية والإنسانية، مؤكدا أنها تتدرج بصورة مضطردة نحو الأفضل، مبينا في هذا الصدد إمكانية تجاوز ومعالجة بعض المشاكل الطفيفة في النواحي الأمنية. من جهته، أشاد غرايشن بالسياسات التي اتخذتها الحكومة في سبيل تسهيل حركة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى العاملة بدارفور (اليوناميد) والمنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني، بجانب إجراءات نقل المفاوضات من الدوحة إلى دارفور، مبيناً أهمية تعميق الحوار الدارفوري الدارفوري وتأسيس البنى التحتية للتعايش في الاقليم. وقال غرايشن انه تباحث مع (اليوناميد) حول ضرورة العمل والدخول إلى الجانب الاقتصادي بدارفور عبر المشروعات التنموية بجانب عملهم في حفظ السلام.