٭ جاءني قارئ يحمل عمودين كنت قد كتبتهما عام 1002م تعليقا على مقالة كتبها الاخ الزميل صلاح عووضة بصحيفة «أخبار اليوم».. وقال لي اراك على اختلاف مع صلاح عووضة وسألني عنه قائلا لماذا ترك الكتابة بالصحف.. وبعد نقاش طويل طلب مني ان اعيد نشر العمودين حتى يعرف جيله وجهة نظري في الديمقراطية التي اعنيها.. وانا لا اضيق من مثل هذه المناقشات بل ارحب بها واعتبرها مهمة وها أنا ألبي رغبة القارئ وارسل تحية للاخ صلاح. ٭ «عندما دعتني جمعية أيادي ومبادئ لمنتدى بدار حزب الامة يوم السبت الرابع والعشرين من فبراير.. احتفيت بالدعوة في حد ذاتها.. وعبرت عن ذلك في حينه.. ان يتنادى شباب من حزب الامة لتعاطي الهم الوطني والسياسي عن طريق الحوار ومحاولة تقييم الاحداث كبيرها وصغيرها في مسار التجربة السودانية.. هذا في حد ذاته ظاهرة ناضجة يجب أن تلقى المباركة والتشجيع من الكل. ٭ وبالفعل كان المنتدى ناجحا بكل مقاييس النجاح تحدث الاخ الدكتور أحمد عقيل عن تجربة المعارضة من الخارج وكان حديثه بمنطق (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) «ان المعارضة خارج حدود الوطن مدفوعة الثمن». ومن ثم دعا الدكتور عقيل القوى السياسية الى التعامل مع القضايا القومية بمسؤولية وانتقد تجربة الانقاذ وقال انها آحادية في التفكير وطالب بقية القوى السياسية الاخرى خاصة الكبيرة منها الى تنظيم صفوفها وتقديم تجربة فكرية فاعلة.. مشيرا الى ان بوادر ثورة بدأت في اخذ مكانها وسط قطاعات الشباب يجب ان تجد حظها في بناء الوطن. ٭ كانت سعادتي بالغة في ان اتحدث لذاك الجمع الشبابي المتحمس في اغلبه بصورة خاصة والى حضور المنتدى بصورة عامة.. لا سيما والموضوع هو أثر العودة على الحركة السياسية. ٭ قلت في المنتدى عند مدخل حديثي «ما كان ينبغي ان يكون هناك خروج حتى تكون عودة» واشارتي لم تكن لعودة السيد الصادق في تفلحون ولم تكن لخروجه في تهتدون.. بل كانت لفكرة المعارضة من الخارج في أساسها لاسيما المعارضة المسلحة التي جربتها كل الاحزاب السياسية من أقصى يسارها الى أقصى يمينها.. واشرت الى ان معركة الاستقلال أديرت بالحوار والصراع من الداخل وان المعارضة لنظام عبود اديرت من الداخل حتى تتوجت بثورة اكتوبر وقلت ان الوقت قد حان لتقييم تجارب المعارضة المسلحة من الخارج تلك التي صاحبت نظام ثورة مايو 9691م ونظام الإنقاذ 9891م. ٭ ما جعلني ألملم صدى هذا المنتدى هو ما جاء في عمود بالمنطق للاخ الزميل صلاح الدين عووضة بصحيفة اخبار اليوم عدد الثلاثاء السابع والعشرين من فبراير.. وصلاح حالت ظروف قاهرة دون حضوره الى المنتدى إذ كان احد اركانه.. قال «ما قالته آمال عباس هو صحيح الى حد بعيد ولكن ما سكتت عنه آمال ان تلك الانظمة السياسية التي عنتها هي الانظمة الشمولية العسكرية التي ازاحت الانظمة الديمقراطية بواسطة الانقلابات العسكرية وبالتالي فان الاهداف التي قالت ان المعارضة الخارجية لم تحققها هي أهداف قدر لها ان تحققها من قبل ذات المعارضة حتى أصبحت معارضة داخلية ونبذت العمل من الخارج. ٭ وفي معرض التعليق قال الاخ صلاح انني كنت من زمرة الرافضين للمصالحة.. آخذا على انني بقدرة قادر اصبحت من أقوى المرددين لنفحة الحرية والديمقراطية الآن. ٭ قبل ان أقول للأخ صلاح أي حرية وأي ديمقراطية اصبحت بقدرة قادر من المرددين لها الآن؟؟ فالديمقراطية التي ابحث عنها والحرية التي أتغنى بها.. سأتحدث عنها لاحقا ولكن عموما، انا لا أحس ندما على مشاركتي في نظام مايو ولا أعاني من أي خجل أو تواري أو تنصل.. بل كنت متصالحة مع نفسي تماما ذلك لأني كنت منحازة دائماً للمصلحة الكبرى للسودان حسب مقتضيات الظرف السياسي عالمياً ومحلياً. أواصل مع تحياتي وشكري. «الرأي الآخر» 2/3/1002م