هنأ مجلس الأمن الدولي أمس شمال السودان وجنوبه على نجاح الإستفتاء الذي كرّس انفصال الجنوب، لكنّه شدّد أيضاً على «حجم المهمة التي يُفترض القيام بها في الفترة الانتقالية حتى يوليو المقبل». واعتبرت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس أنّه «الآن وقد بات الاستفتاء وراءنا، فإنّ إيجاد حلول لكل المشاكل التي لا تزال قائمة في أسرع وقت ممكن أمر حيوي»، مؤكّدةً مواصلة «العمل بشكل وثيق مع الشعب السوداني في الشمال والجنوب، لنتأكّد من أنّ الاستفتاء لا يدل على نهاية عمليّة، وإنّما بالأحرى على بداية مستقبل أفضل للأمّتين». من جهته، أعلن السفير البريطاني مارك ليال غرانت أنَّه «يبقى الكثير من العمل قبل الوصول إلى تطبيق كل بنود اتفاق السلام الشامل ووضع حداً لعقدين من هذا النزاع الدامي «. ورأى أنّ «الحدود والمواطنة وتقاسم الثروات، بالإضافة إلى أعمال العنف في دارفور، ستغذي المحادثات المقبلة أيضاً». وحضّ ليال غرانت الطرفين على «التوصّل إلى التسويات الضرورية لضمان سلام واستقرار دائمين»، وأضاف: «إذا نظرنا إلى المستقبل، من الواضح أنّ سلام وازدهار كل الشعب السوداني يتوقفان على تعاون منتظم بين الشمال والجنوب». إلى ذلك، أشار رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان هايلي منكريوس إلى أنّ «التصويت على استقلال جنوب السودان، يمثّل فجراً جديداً، بالنسبة لأكبر بلد أفريقي، وسيكون لهذا الحدث إنعكاس على كل أفريقيا، لكن العمل بدأ للتو»، لافتاً إلى أنّه «على الشمال والجنوب أن يبذلا الآن جهوداً لبناء السلام، ولا تزال هناك تحديات جديّة».