ابدى عدد من مزارعي وقيادات حلفاالجديدة اعتراضهم واحتجاجهم على الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الزراعة الاتحادية بخصخصة المشروع، حيث اكد احد مزارعي حلفا أن التجربة التي اتبعت في مشروع الرهد عبر شركة كنانة لم تحقق أهدافها، وأدت إلى تشريد المزارعين، ماضيا للقول إن مزارعي حلفا قد اطلعوا على تلك التجربة ميدانياً ولم ترضهم. وقال أحمد حسن إحيمدي رئيس الكيان النوبي بحلفاالجديدة، ان التجربة هدفت إلى إنجاح المشروع، ولكن مزارعي المنطقة ابدوا تحفظهم تجاهها لاسباب، منها عدم توفير الري للأراضي الاستثمارية، وارتفاع التكلفة، واصفا تجربة كنانة في الرهد بأنها حققت نجاحا في توفير المياه والآليات. واضاف إحيمدي أن بعضا من قيادات المؤتمر الوطني بحلفا والمكتب التنفيذي تجاوزوا الكيان النوبي وقياداته، وعملوا لإدخال تجربة كنانة في حلفا، مطالبا الدولة برعاية المزارع وتوفير الخدمات الزراعية والآليات، وذلك في وقت تعمل فيه جهات لم يسمها بحجز المياه والتصرف فيها لصالح متنفذين في الدولة والولاية، ماضيا للقول بأنهم لن يسمحوا بتشريد المزارعين والأسر. المزارع عثمان السلال، وصف قرار الخصخصة بأنه يعني تشريد أكثر من «24» ألف مزارع، واصفا المشروع بأنه يمثل ركيزة اقتصاديات المنطقة التي هُجِّر اليها النوبيون والعرب من حلفا القديمة، بغرض زراعة محاصيل القمح والقطن والفول السوداني. وقال السلال إن الدولة باتت تتعمد تجاهل المشروع. فيما اشار عوض الكريم بابكر رئيس اتحاد مزارعي مشروع حلفاالجديدة إلى أن المشروع أنشئ لاستيعاب المهاجرين من أبناء وادي حلفا والعرب الرحل بشرق البطانة في عام 1964م بمساحة «360» ألف فدان لزراعة القطن والفول السوداني والقمح، اضافة للذرة الذي تم إدخاله للإعاشة ومكافحة الفقر في مساحة «24» ألف فدان. وقال عوض الكريم إن المشروع أدى دوره الذي أنشئ من أجله في السنوات الأولى، ولكنه تدهور جراء انخفاض السعة التخزينية لخزان خشم القربة، من 1.3 مليار متر مكعب من المياه إلى «350» مليون لتر بعد انهيار بنيات الري وخروج الدولة من التمويل، وعزوف المزارعين عن الزراعة بسبب السعة التخزينية وقلة المياه، ليخرج المشروع من العروة الشتوية لمحصول القمح الذي يزرع في مساحة «120» ألف فدان، كما انخفضت الزراعة الصيفية من «240» ألف فدان الى «150» إلف فدان. وقال بابكر إن قرارات رئيس الجمهورية بتأهيل المشروع في المرحلة الأولى، ساهمت في تجديد الطلمبات التوربينية للخزان، وإزالة المسكيت تماماً، وحفر الترع وتأهيل البنيات، اضافة لزيادة واردات المياه بعد قيام خزان تكس الإثيوبي الذي أنشئ لتوليد الطاقة الكهربائية، مما أتاح الفرصة للتوسع في زراعة مساحات أكبر، غير أن القرار الذي طرحه وزير الزراعة الاتحادي عبد الحليم المتعافي نحو خصخصة المشروع فهو توجه مرفوض تماماً، بعد أن وقفنا على تجربتي السوكي والرهد مع شركة كنانة، ووجدنا إن هذه التجربة لا تتناسب مع طموحات مزارعي حلفا، علما بأن المشروع بصورته الراهنة ينتج أفضل من كنانة وأن مزارعي حلفا لدى لقائهم مع المتعافي أخيراً اتفقوا على استمرار الهيئة، بجانب إجراء إصلاحات إدارية وفنية. وقد تم الاتفاق مع شركة السودان للأقطان لتقوم بتمويل مساحة القطن المستهدفة بمساحة «60» ألف فدان قابلة للزيادة، بجانب «80» ألف فدان ذرة، فيما يقوم المزارع بتمويل الفول السوداني بمساحة «60» ألف فدان اعتماداً على موارده الذاتية. وأشار رئيس الاتحاد الى التزام الدولة بدعم الهيئة وإجراء الإصلاحات اللازمة، وتكوين مجلس إدارة بعد رحيل المجلس السابق. وخلص إلى أن فشل تجربة كنانة يعود إلى إبعاد رؤية المزارع وعدم إشراكه في البرامج الزراعية، كما أن عمل الشركة بات ينفذ عبر مقاولين، مما أدخل الشركة في خسائر متتالية. وجدد تمسكهم بعدم خصخصة مشروع الرهد وعدم الدخول في شراكة تؤدي لانهيار المشروع .