منذ رحيله وأكتشافات كبري في قوة وعز محبته تتربع علي عرش الحياة ، كما نقول للذي رحل الفقيد وأنت عارف بصحتها ومتيقن من حدوثها حاله الموت ، الا عنده كلما جاءت السيره ما قلنا فيها الا انتقاله الي رحمه الواسعه ونحن أكثر يقيناً بأن الموت حق ، وكما يقول بعض أهلي في الغرب الاقرب جائز علي كل مخلوقاته جل جلاله . حضوره هذه الصباح وغداً في القاعه الرئيسية التي تتجمل بروحه وهي تشهد معنا الإحتفاء به كاتباً ننظر في تصوراته للحياة كلها في إتجاه رفأه الإنسان ، ثم أنظر إلي تاج محبته الذي يعلو اليوم علي هامات السيدات الفضليات والرجال الأفاضل الحضور في القاعة والمتابعين للحدث العالمي عبر وسائط الإعلام . وكما كان دائما يضع الوطن في حيث ينبغي أن يكون ، هنا في هذا الصباح يصبح الوطني والخرطوم التي احبها وعشق بعضها وصبر علي كلها تخرج منها الإبداعات والمبادرات الخلاقة تصبح بفضله مركز الإنتباه ، عوالمنا العربيه تنتظر مساءات الغد لتعلن نتائج جائزة الطيب صالح العاليمة للإبداع الكتابي. الأفكار التي تقف خلف المبادرات الخلاقة الملهمه لا نستطيع أن تحصي كيف هي تنمو ؟ تظل الفكرة المتقدة تحمل دوماً إمتداداً في عمق المفاهيم خلفها ، ومنذ عرفنا الإتصالات الاحدث ونحن نفهم ، وبشكل خاص ظل يتعاظم عندي انها ( زين السودان ، وزين العالمية ) هي جمله أفكار إنسانية ، تبحث قبل نجاحات الاستثمار - وهذا وأجب - في إسهام يتصل بترقيه وتطوير المجتمعات التي تعمل فيها . ما معني أن تنجح في أن تجزب الملايين من المشاركين في شبكة الإتصالات دون أن تكون أنت جزء منهم ؟ لا لانها تعطي التكلفه الأقل ، والتشغيل ذو الجودة الأفضل ، لكن لأنك تفهمت ماذا في دواخل أعضاء الشبكة التي تدير ، المستفيدين هم الشركاء . فكيف تتجلي مفاهيم الشراكات المستنيرة بين ( الزبون ) وصاحب الخدمة ؟ إذا لم تنعكس علي حياته خارج الهاتف السيار . تسير بكل فلك القدره الي مرافئ الوعي ، وتصبح الخطوط والإتصالات أدوات الإستناره الاقرب الي العقول والقلوب بفعل التجديد في مفهوم صناعة الإتصالات الحديثه . ما الذي يدفع الفكرة لان تصبح ممكنه ؟ وما هي المنابع الملهمات ؟ رغم الانشغالات بالتسويق ، وزيادة الحصه بين المستفيدين من الخدمات ، ورغم الإنشغالات بتفاصيل الإدارة والتنظيم ، تخرج شركة زين للهاتف السيار مبادرة أقول فيها إنها إنسانية ورسالية ، الإنساني فيها ، أن تقدر جهد إنسان وإن رحل ، لكنه ترك الآن أثاره الحميده ، لا في إبداعاته الكتابية لكن في حياته وشهود تفاصيلها ، علاقات وحوارات ، وحديث طيب يصبح مسكا لخواتيم سنوات من عمل مضني ، تنتقل فيه بين عواصم الدنيا لا يحمل في جلبابه إلا الوطن ، لا صور يسترجعها فتعينه علي قبول برد تموت حيتانه في لجه بحره ، لكنها صور يصنعها ، يجدد في التي عنده وكانه ما غاب الطيب صالح صاحب العرس اليوم الحاضر بيننا . من رقراق النسايم ، والضوء هنا تعبير قاصر لا يتوافق مع المعني ، ذاك نور نعم ، ذاك مثل فلق الصباح يكون ، لكنه ايضاً يظل أقل من أن يطابق الوصف في طلعته البهية الآن علي مشهد الأحتفال هذا الصباح . هو نور علي نور من عند الرحمه الواسعه يطل اليوم علي مشهداً يؤكد حضوره رغم الرحيل . عرسه وعرس ( جائزة زين ) في هذا الصباح يعني المسافات بين ( كرمكول ) و( بورتسودان ) و( لندن ) و( الدوحه ) وبعض أيام في مدن أخر وأيام أعز وأحب في (قاهرة المعز ) ، يأتيها يجلس في حضره أحبابه ، نذهب إلي الفندق عبر الشارع الكبير العريض ، ياخذك الي ميدان العتبه وقبل ذلك عند مقهي ( الامريكيين ) تدخل في شارع سرايا الأزبكية المتفرع من شارع محمد علي .المنعطف الأول والثاني وتدخل في يمين الحاره ، في الواجهه أمامك تماما المسرح الاشهر ( الريحاني ) في المقدمة خلفه تماما فندق ( هبتون ) والطيب صالح جالسٌ علي عرش محبته ، واقفاً أنا بين السدنه حافظاً للسدانه حقها ، حارساً علي كلماته الطيبات تخرج يغمر الفرح الفضاء في المقهي والمطعم العتيق ، و الأسماء الحضور نجوم مزهرات مضئيات تبدو للوهله الأولي قطعه من قرص الشمس تنزلت في ذاك الصباح أو أول المساء ، والطيب صالح الحاضر بيننا هذا الصباح يملئ للمسافة بين ( القاهرة والخرطوم ) كلماته ، والقصص بينها تضي لنا من بعد طرق لا وأحد ، تختار كما كان يحب ويعشق أن يختار لذاته من نفسه ، ما يكون مقبولاً له ثم للآخرين . الجلسات التاريخية له في القاهرة يحضرها أحبابه ، ما أن يحل بها حتي تتقاطر جموع المحبين من كل المدن تلتقي في رحابه ، تعيد من وهج الكلام ، يلتمع علي المسافات التي تعود تفرقنا ومن عنادنا نلتقي . هذا الصباح ونحن في رحاب مبادره ( شركة زين ) للإتصالات في الملتقي ، المهرجان ، الإحتفال ، المنتدي ، كلما الاسماء تتطابق مع مبادرة ( جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي ) خرجت مثل ما هي في هذا الصباح يجلس الناس لها في إحتفال تم الإعداد له وما يتناسب وجلال الفكرة وعظيم القيم فيها ، الفكرة البسيطه أن تحتفي شركة تصنع الإتصالات بمبدع كان أفضل وسيط اتصال بيننا والآخر . أنظر كيف ترجمت الروايات ( عرس الزين ، موسم الهجره إلي الشمال ، مريود ) وانتقلت أجواء السودان في تفاصيل الحكايات ، صادقاً كان في إستعراضة للمكان والأحداث عبر شخوصه . وأسمع وأشاهد وكنت ذاك المساء جالس في القاعة ، وباريس في اول الصيف حفيه بزوارها الجدد ، أفلام سينمائية من عواصم العرب جاءت لتشارك في مهرجان الفيلم العربي الأول صيف فاخر في عام 1977م . وذاك العام كان عام السودان في عواصم النور ورئيس لجنة التحكيم وأحد من أهم نقاد السينما العالمية يعطي الاسباب الموجبه لمنح فيلم عرس الزين الجائزة الأولي قال : (لانه عبر بصدق وأمانه عن واقع وحياة شعب ) . وتتمايز الفتوحات بعدها ، أجلس وسيدة المسرح السوداني الفنانه تحية زروق في قصر ( مهرجان كان السينمائي الدولي ) مايو 1977م والشاطئ المهيب يحمل جمال الكون الي دائرة من الحسن ، اتارجح بين النظر هنا وهناك ، حسن الناس وجمال المعاني وروعه الأجواء الاذورديه ، عمتي الصغيره تتحرك أعيد وضعها في الذي أظنه يريح ، وأنظر بالفرح كله أسم الطيب صالح يتصدر الفيلم ، قصه الكاتب( الطيب صالح ) نور يشع من الشاشة يهبط علي الجمهور الذي جاء من كل أنحاء العالم يشهد الفيلم ( عرس الزين ) سبقته رياح الحكاية الاشهر في قصص العرب المكتوبه ، كان يومها قد ترجم الي الفرنسية ، والإنجليزية ، والألمانية ، وبعدها الي أخريات وأنا جالس انظر اسمي بعد أسمه ، هذه احلام الصحوه تهبط علي خيالاتي المنشرحه في ( كان ) المدينة ومهرجان المهرجانات ، وتأخذني بعدها الي الآفاق الآرحب ، مدن تستقبل الفيلم و قاعات الجامعات أتحدث عنه وعن الرواية التي دفعت فيني الكثير ، وتأتي أيامي المفرحه إلي القاهرة ، أعيد الرواية إلي فرجه مسرحية ومسرح السلام في شارع القصر العيني يضج بالجمهور بخور من أجمل وأشهي ما تشتهي الأنف يحيط بالناس وأضواء العرض تبداء والزين يصرخ في بداية الفرجة : (يا ناس الحله هوووووي ، الزين مكتووووول ، يا ناس الحله هوووووي الزين مقتول في حوش عمه ، كتلته نعمه بت عمه حاج إبراهيم ! يا ناس الحله هووووووي الزين مكتول يا ناس الحله هوووووووي ) وتصرعني العيون المعبرات عن الاعجاب بالتقدير فرح آخر هو حسن القبول ، ولو ما كان الامر له وبسببه ما كنا يومها نعرض بعدها في مسارح العالم . هذا الصباح تبداء فعاليات ( جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي) ( زين الشركة المبدعه ) ودهليزي يبحث عن تعابير تقابل ما ندركه من تقديراً لها ، وإعترافاً بحسن المباردة والفكره الخلاقة ، هكذا تكون التعابير دوماً واقفه في المسافه بين الأصل والخارج في الشكل من الكلمات . وأكملت ( زين ) واهلها الأمر بتعيين مجلس أمناء الجائزة برئاسة البروفسير ( علي شمو ) ونائبه الاستاذ ( عبد الباسط عبدالماجد ) ويضم في عضويته أسماء لامعه في حياة الوطن ولهم إسهاماتهم في العمل الإقليمي والدولي ، ولعل وأحده من آيات محبه ( الطيب صالح ) أن يكون مستشار رئيس الجمهورية الدكتور ( مصطفي عثمان إسماعيل ) عضواً بالمجلس يجلس بيننا في الإجتماعات بلا تعقيدات ( البرتكول ) ، وجلست في عملي معهم الذي إمتد لعام مضي إلي علماء وأدباء وأحباء البروفسير العالم ( عبد الله حمدنا الله ) السيدة الفضلي الأستاذة ( عائشة موسي ) و الدبلوماسي والشاعر الدكتور ( خالد فتح الرحمن ) الصحفي والناشر ( صالح محمد علي ) وأمين عام الجائزة ومقرر المجلس الناقد والباحث الاستاذ ( مجزوب عيدروس ) والناشر مؤسس مركز ( عبد الكريم ميرغني الثقافي ) ( محمود صالح ) وفريق من السيدات الفضليات ، والسادة الأماجد ، شباب في نور القمر ، قادوا العمل التنفيذي ، والشركة الناجحة صاحبه المبادرات الخلاقه الفنانة لها فريق من العاملين المبدعين في تخصصاتهم المختلفه ، ما نعلمه ، وما نقف حياله بالإعجاب في التعقيدات التقنيه والحواسيب ، كلهم خلقوا لنا اجواء مفعمه بالمحبه ، أدركنا رغم تجاربنا المتنوعه في العمل الثقافي والإبداعي ، أننا أمام جيل من المبدعين والإداريين أكثر تنظيماً مُلهماً ومَلهماً كل الوقت . عندما تطالع دهليزي الخاص هذا الصباح تأكد أن الطيب صالح شاهداً حاضراً علي عرس ( الزين ) التي تحتفي به وتخصص كل اوقاتها ومالها للترويج للثقافة السودانية عبر ( الطيب صالح ) أسماء وإبداعاً ، وجائزة تفتح بيننا والآخرين في عوالمنا العربية آفاق أرحب . شارك في فروع الجائزة الثلاثة ، القصة القصيرة ، والرواية ، والنقد ، ثلاثمائه واربعة وعشرين مشاركاً من كتاب الوطن العربي ، من المهاجر في المدن في( أوربا ) و( أمريكا ) و( كندا ) وغيرهم . وعهد مجلس الأمناء لمحكمين علي قدر كبير من الدراية والخبره والمعرفه والحكمه والصدق ، ثلاثة من مفكرينا في الوطن العربي ، وسته من علماء السودان الأجلاء في تخصصاتهم المعلومه . يوم نحتفي بالنتائج الختاميه وإعلان الجوائز وهي الدورة الأولي تشير بإتصال دورات الجائزة العالمية لسنوات قادمات . لم يخلوا عملنا من نظرات نحو فنون الأداء لتكون حاضره بعضة شدو في جمال القصيده عند الدكتور ( خالد فتح الرحمن ) وعزب الالحان عند ( مصطفي شريف ) ونور من نور علم جوقه( الاحفاد الغنائية ) أصوات في عمر الزهور وصفاء الماء علي البلور وحسن في الخاطر . دهليزي لن يحيط بأحداث هذا المهرجان الإبداعي ولا تفاصيله ، لكنها أوراق قصار أعود أسجل في دهاليز قادمه ما كنت شاهداً عليه . توقفوا بنهايه جلسة الإفتتاح أمام المعارض ، صور رائعات للحاضر ( الطيب صالح ) كتبه وبعض ما كتب عنه ولوحات فنيه أسبابها رؤي تفسر ما جاء في حكاياته أحداث وشخوص . ما كان كل ذاك حادثاً أو ممكنا إلا بقدر تفهم وإدراكاً لقيم الفكر والأدآب والفنون ومدي تأثيراتها علي الحياة وإزدهارها توفر بوعي وإستناره لقيادات ( شركة زين للإتصالات ) أخي الحبيب الصديق الفريق طيار ( الفاتح عروه) وكبار مساعديه ، كانوا ضيوفاً علينا لا أصحاب شأن . وهم أصحاب المبادره كانوا يملكون ولا يحكمون . [email protected]