فتحنا «الأبواب» هذه المرة لمبدع متعدد المواهب وفارس فى ميدان الشعر وكاتب وقاص صاحب مفردة متميزة، ونال عددا من الجوائز فى مجال الشعر والقصة، وحصل على المركز الاول لجائزة السيف الذهبى للقصة بجامعة الخرطوم، والثانى فى مسابقة نبيل غالى للقصة القصيرة، متجاوزاً «لعنة الساعة التاسعة»، نشرت له مجلة الفيصل الخليجية عدداً من الأعمال، وهو أحد ابطال البرنامج المشهور «فرسان فى الميدان»، وقد مثل السودان فى مهرجان الشباب العربى الأفريقى، ومهرجان الشباب العربى العاشر بالخرطوم، والملتقى الأدبى الأول لشباب الجامعات العربية بجامعة العين بالإمارات. ٭ نتعرف عليك؟ انا محمد الخير حامد عبد العزيز، من مواليد مقاشى محافظة مروى بالولاية الشمالية، خريج كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، تخصص اقتصاد قياسى وإحصاء اجتماعى، ونلت بكالريوس تأمين جامعة النيلين، ودبلوما عالياً فى الإدارة من جامعة الخرطوم، وحالياً اعمل فى شركة التأمين الإسلامية، ومهتم بالثقافة والكتابة والفنون. ٭ البدايات الإبداعية؟ بدأت بكتابة الشعر العامى منذ وقت مبكر، فكنت مميزاً فى كتابة الإنشاء، بحيث أُضمِن أبيات شعر من تأليفي داخل الموضوع، واقول «كما قال الشاعر» ومنذ ذلك الوقت الشعر ينبض بداخلى، ووقتها كان يخالجنى إحساس بالنجاح وانا أمارس هوايتى وكتابة الإنشاء فى كراسات اصدقائى بنفس الطريقة، وذلك اعطانى مؤشراً قوياً على مقدرة التأليف التى امتدت فيما بعد. ٭ متى أحسست بأنك كاتب؟ طبعاً كان ذلك في فترة الجامعة.. وأدين بالفضل لمجموعة من الزملاء ساهموا معى فى تكوين رابطة بلا حدود الثقافية فى جامعة الخرطوم، حيث تمكنا من ان نخلق وقتها حراكاً ثقافياً وادبياً وفنياً حُظى بمشاهدة ومتابعة عالية من الطلاب فى الشارع الرئيسي «المين»، وبالنسبة لى كانت انطلاقة حقيقية مع كوكبة من المبدعين أمثال على صالح طمبل، عمر حسن الزين، محمد مستكاوى، محمد الطيب شيخ إدريس، مصعب صابر، أسامة تاج السر، مودة عبد المنعم ، عمار قاسم، ابو بكر الجنيد، عبد المعين عابدين، محمد موسى الحاج، عمار العشارى، سماح بشرى، محمد الخليفة والريح حسن. وكان شعارنا «من قلب جامعة هى الخرطوم جامعة الصمود، من قلب طلاب تمنوا للمعالى ان تعم وان تسود، مفتوحة ً دوماً نوافذنا ونطمح فى السمو بلاحدود». ٭ أثر البيئة فى أعمالك؟ انا اعتقد اننى محظوظ جداً، فقد قضيت طفولتى الأولى بالخرطوم، وترعرعت فى مقاشى، «يعنى يمكن تقول مزجت بين بساطة إنسان الريف وأفندية المدينة»، ومقاشى منطقة زاخرة بالمبدعين على سبيل المثال لا الحصر الفنان الراحل عثمان حسين، ومن اسرة «الخيراب» محمد خير المحامى، ومولانا خلف الله الرشيد، والبروفيسور محمد عثمان صالح، فعبقرية المكان بالطبع لها تأثير كبير فى تكوينى النفسى، وهنا تستحضرنى تصاوير قصيدة الشاعر محيي الدين فارس «النخلة» «كنا بحجارتنا ندندو، كانت ترنو وبنا تحنو، تهتز وما فتئت جزلى»، من ذاك الحين وانا مفتون بالنخلة، فعشنا تلك الصور الجميلة فى الطفولة ولعبنا فى النيل والرمال والضفاف والجروف، وتشبعنا بأنغام الدليب بما فيه من حنية وجمال، وكل ذلك ساهم فى صياغة الوجدان الفردى أو العام في المنطقة. ٭ فى أي من أشكال الكتابة تجد نفسك؟ الفكرة هى التى تفرض نفسها فى تشكيل النص الإبداعى، سواء أكان قصيدة او قصة قصيرة او حتى خاطرة، وانا حقيقة أجد نفسى فى الشعر اكثر لأنه اسهل الأبواب عندى لخروج الأحساس، والفكرة عندما تختمر وتتشعب غالباً ما تخرج قصة، واحمد الله كثيراً ان حبانى بمقدرة الكتابة بأكثر من لون ابداعى، ولدى محاولات فى الرواية لم تكتمل. ٭ حدثنا عن أعمالك الغنائية؟ لدى مجموعة من الأعمال الغنائية وجدت الإشادة والقبول، والفضل يرجع الى الشاعر والملحن محمد محمود سعد الذي تمكن من ترجمة احساسى الى الحان جميلة، و لحن لى أكثر من نص منها ثلاثة اعمال تغنت بها الفنانة عبير على وهى «فرح القبيلة، مبروك يا عريس، احلى الليالى» ولحن لى ايضاً «ما ظلمتك» اداء الفنان صبرى عبد الله، وتعاملت ايضاً مع الشاعر والملحن ناصر عبد العزيز فى عمل وطنى تغنت به نجمة الغد ميرفت عمر، بالإضافة الى عدد من الأعمال فى الوسائط الإعلامية المختلفة بأصوات فنانين شباب منهم محيي الدين اركويت والفنان ضياء الدين السر، والعائد من الغربة إياد جنيدابى. ٭ وكتبت للرياضة أيضاً؟ انا مجنون «كورة»، ولا أنكر مريخيتى، واتابع المباريات من داخل الاستاد، وكتبت نشيد المنتخب من اداء الفنان معتز جوطة والحان محمد محمود، ومطلعه يقول «ده المنتخب لا بد يكون .. فى قلوبنا فى حدق العيون .. من غير تعصب وانحياز لأى نادى وأى لون .. الوانه فى علم الوطن بنريده لحد الجنون» وكتبت أيضاً نشيد الأحمر الوهاج «أووو مريخ» لنفس الفنان والملحن. ٭ علمنا أنك دخلت تجربة الإنتاج والإخراج؟ نعم هى تجربة جديدة، وما دفعنى إلى ذلك العقبات الإدارية والفنية والمادية التى واجهتنى فى تقديم نشيد المنتخب، بالإضافة الى توصيل الفكرة بصورة كاملة، فآثرت مواجهة الصعاب وأنتجت العمل لوحدى، بعد ان وضعت الرؤى الإخراجية. وكل ذلك بدافع الحس الوطنى ومن دون اى مقابل مادى، حتى نلهب حماس الجماهير ونساهم فى دفع مسيرة المنتخب فى البطوله الحالية، ومن ثم قدمت العمل الى الوسائط الإعلامية، وللأسف لم يظهر على الشاشة حتى الآن، وحالياً يبث بصورة متواصلة فى الإذاعة الرياضية والقومية، ومازلنا ننتظر التلفزيون. ٭ كلمة أخيرة؟ عبركم أحيي كل الأصدقاء والزملاء الذين فرقت بينهم سبل الحياة، وتحية خاصة للزملاء بشركة التأمين الإسلامية وأسرتى الصغيرة، وكل الشكر لصحيفة «الصحافة».. وفى الختام نتمنى أن يعي المثقف دوره فى النهوض بالأمة، وكل التوفيق للمنتخب بإحراز البطولة.