لزم سرير المرض بمستشفى السلاح الطبي قبل ثلاثة ايام الاستاذ حمدي بدرالدين احد ابرز مقدمي ومعدي البرامج التلفزيونية الامدرمانيين ومقدم برنامج ( فرسان في الميدان ) في حقبة الثمانينيات ، ويعتبر حمدي من اعمدة التلفزيون السوداني حيث عمل مديرا للتلفزيون ثم مديرا لسونا ثم مديراً عاما للاذاعة ويعود له الفضل في تأسيس تلفزيون دولة الامارات كما عمل مذيعاً بإذاعة صوت اميركا بالولايات المتحدة فترة من الوقت وله اسهامات عديدة في المجتمع الامدرماني . ان تاريخ حمدي بدرالدين ملئ بالعطاء والبذل والابداع فقد ظل وعلى مدى خمسين عاماً يساهم في بناء مجتمع الثقافة والاذاعة عبر مختلف المناشط وشخصية مخضرمة مثل حمدي بدرالدين تستحق من الدولة الاهتمام الكفيل بتوفير سبل العلاج بالداخل والخارج ومن المهم والدولة السودانية تحتفي بالاصول ورعاية الابداع والمبدعين ان يكون لها دور بزيارة حمدي بدر الدين في مستشفى السلاح الطبي ومعرفة كافة تفاصيل علاجه وتقديم العون المادي والمعنوي له فالرجال الاوفياء واصحاب العطاء لا يقدرون بثمن ، نسأل الله العلي العظيم الشفاء للقامة حمدي بدر الدين .، ورغم ذلك التاريخ الوضئ فإن حمدي يرقد اليوم طريح الفراش والدولة تعلم خصوصاً الوزراء من ذوي الاختصاص والذين وعدوا بزيارته وتفقد احواله ولكن لم يوفقوا الى ذلك فالتوفيق من عند الله وهو يتأتى لاصحاب القلوب الشفيفة والرحيمة اما القاسية قلوبهم فهم عن القيام بالواجب الانساني والاخلاقي محجوبون . لقد هاتفنا عدد من المسؤولين الحكوميين بخصوص الظرف الذي وجد المبدع الانسان حمدي بدرالدين نفسه فيه فهو يرقد بمستشفى السلاح الطبي ويدفع تكاليف باهظة لتلقي العناية الطبية ، تكاليف لا يتأتى للجميع دفعها الا اولئك الذين يتمتعون بنظام التأمين الحكومي وهم نفر قليل ، واذا كانت الدولة قد ابتكرت في السابق عملاً اخلاقياً يعني بالمبدعين فإن ترك هذا العمل هو بمثابة الانتكاس ونقص القادرين على التمام ، بالله كم تكلف زيارة مريض وتفقد احواله الصحية ان لم تكن مربحة بحسابات الآخرة ؟ كم عدد الملايين التي تنفقها الحكومة في قضايا ليست ذات اولوية ؟ ان التردي الاقتصادي والازمة المالية العالمية ضربت البلدان نعم ولكن قليلة جداً تلك البلدان التي تعاني حكوماتها ومسؤولوها من التردي الانساني والاخلاقي ، ان الرسول الكريم دعا لمكارم الاخلاق وقال انما جئت لاتمم مكارم الاخلاق والحكومة السودانية اليوم تنادي باقامة الشريعة وتنسى ان الشريعة تقوم على الاخلاق ولا شئ غير الاخلاق فكيف يمكن تفهم ذلك والبلاد تعج بالمآسي والحكايات الغريبة علي شاكلة مرض مبدع ورقم كبير في الساحة وعلم الحكومة بحالته ثم إهمال الامر . ان زيارة حمدي بدر الدين واجب اخلاقي ويفترض على من يجلس في كرسي الوزارة المعنية الاهتمام بامر حمدي وتقديم العون المادي والمعنوي واجب على الوالي بل الحاكم الكبير لانه جاء في الاثر ان عمر بن الخطاب كان يقول ( لو عثرت شاة بالعراق لخشيت ان يسألني الله عنها يوم القيامة ) فما بالك بانسان ومبدع بقامة الاستاذ حمدي بدر الدين ...نسأل الله الشفاء العاجل لحمدي بدرالدين وان يجعل تباريح الالم والمرض كفارة لذنوبه انه عفو غفور رحيم .