اشتد الخناق أمس على الزعيم الليبي معمر القذافي داخلياً وخارجياً، وسط تقارير عن ضعف السيطرة على أحياء في طرابلس ،بعد 41 عاما من الحكم في مواجهة ثورة في جميع أنحاء البلاد، واتجاه مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على عائلته وأركان نظامه تشمل حظر السفر وتجميد الأموال ولكن برز انقسام بين الدول الأعضاء حول إحالة ملف العنف على المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية،ورشحت معلومات أن بعض الدول طلبت منحها فرصة لإقناع القذافي بالتنحي ورفع المجلس اجتماعه ساعات لإجراء مزيد من المشاورات. وكشفت مصادر مطلعة في نيويورك ليل أمس أن واشنطن طالبت بتضمين مشروع القرار البريطاني الفرنسي حول ليبيا فقرة تسمح باستخدام القوة نظام القذافي ، ووفقا للمصادر السابقة ، فإن الصين عارضت الاقتراح الأميركي بشأن إمكانية استخدام القوة ضد ليبيا يأتي هذا فيما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنه يمكن للقوى العسكرية الأمريكية والغربية في منطقة البحر الأبيض المتوسط العمل مع وحدات عسكرية من الدول العربية لتدمير بقايا القوات التي تحمي عائلة القذافي ووقف ما يتعرض له الشعب الليبي من إبادة على أيدي مرتزقة النظام الليبي. وسارع الليبيون في المدن التي خرجت عن سيطرة نظام العقيد معمر القذافي لتشكيل إدارات محلية مؤقتة من التكنوقراط من أجل سد الفراغ الحكومي وبدأ مواطنو مدن بنغازي ومصراتة والزاوية وغريان القريبة من العاصمة طرابلس،بينما شرع وزير العدل المنشق في اتصالات لتشكيل حكومة مؤقتة. الى ذلك قالت صحيفة «ديلي نيشن» الكينية إن كينيا اعترفت على لسان كل من قائد قواتها الجوية ومساعد وزير خارجيتها، بوجود مرتزقة كينيين ضمن الجنود الأجانب الذين استدعاهم الزعيم الليبي معمر القذافي لمساعدته في محاربة الثوار. وقالت الصحيفة -التي تصدر في نيروبي- إن «كلاب البحر الكينيين» بحسب وصفها للمرتزقة, يقاتلون من أجل بقاء القذافي، ونقلت عن قائد القوات الجوية الكينية رجيب فيتوني أنه شاهد بعينيه سفر نحو خمسة آلاف من المرتزقة على متن طائرات عسكرية ليبية منذ 14 فبراير الجاري. وفي السياق ذاته قال رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، إن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يكون فقد السيطرة على الوضع في ليبيا التي تشهد ثورة عارمة سقط خلالها مئات القتلى، حسب منظمات حقوقية، كما طالب زعماء أوروبيون الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة ضد نظام القذافي. بينما حذر سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس،من ان الاضطرابات التي تشهدها ليبيا تجعل جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك نشوب حرب أهلية وتدخل أجنبي،وأضاف في مقابلة مع قناة العربية أن ما تشهده ليبيا فتح الباب أمام جميع الخيارات، وتابع قوله انه يتوجب التوصل لاتفاق لان الناس لا مستقبل لهم ما لم يتفقوا سويا على برنامج جديد.