يعتبر سوق النساء بالقضارف من أقدم وأشهر الأسواق الشعبية بالمدينة، اذ يضم كل السحنات والقبائل. وما يميز السوق عن غيره تقديم المأكولات الشعبية والبهارات والتوابل الجاهزة، فضلاً عن توفر بعض المنتجات الاجنبية بدءا بالكسرة والشطة الحبشية مثل الدليخ والقبانيت، وهناك «الكول والمرس ومنتجات الخريف من بابون ذرة شامية وتمليكة وموليتة وفريك والتبش والحميض واللوبيا الخضراء والفول أبو القوي والسوداني». وتزدان أريحية المكان وتتوشح بطلبات الاسر من «دكوة اللوبيا البيضاء المسحونة والويكة والسمن البلدي» فيما تعتبر أدوات إعداد فطور العريس والجرتق ذات لونية خاصة يتقدمها «المبخر الملون والمطلي بالألوان الجذابة والدلوكة التي تصنع من الجلد والكنش والسعف والبرش والنطع والفركة». وتظل العطور البلدية المصنعة تشكل حضوراً أنيقاً برائحتها التي تشد الزوار عند دخول السوق، لتوحي بأنهم في مصنع «باريسي» وتعد من افضل انواع الحطب العطرية مثل «الطلح الشاف»، ويصنع بهما بخور العريس الذي يقدم في الحنة من دلكة وخمرة، كما تصنع الزيوت العطرية مثل زيت الكركار ودهن الساق، وعند دخولك سوق النساء بالقضارف فأنك تجد أعشابا وأدوية اثبتت قدرتها على مدى العصور والأزمان، وإظهار جمال المرأة والعروس، ومع كل هذه التراثيات الشعبية افردت بلدية القضارف اهتماما متعاظما في تأهيل سوق النساء وتشييد مظلتين بمواصفات حديثة وصالات عرض ووحدات إنتاجية لصناعة الكسرة على الصاج الكهربائي، حيث تم تخصيص الصالات لعدد «150» من النساء و«50» تربيزة عرض للصم والبكم والمعوقين بالتعاون مع ديوان الزكاة، يستهدف الأسر الفقيرة للحد من الفقر عبر دراسة متكاملة أعدت .. حيث أكدت احدى النساء وتدعى فتحية صديق أنها تعمل لأكثر من «35» عاماً في بيع الكسرة والمنتجات الأخرى «تفاتيف». وقالت أنها ارتادت هذا السوق وعمرها «15» عاماً وهي تصنع الكسرة من الذرة «فكي مستحي دبر طالت ود باكو». وقالت في السابق نبيع «10» لفات كسرة بريال، والآن تغير الزمن وتبدل الحال وأصبحت «4» «طرقات» بجنيه وتساوي هذه الأربعة لفتين. وقالت إن ارتفاع أسعار الحطب أدى إلى ذلك، حيث تكفي «4» ربطات من الحطب لصناعة «كيلة كسرة»، مضيفة أن هذه المهنة قد خرجت ثلاثة من أبنائها في الجامعات السودانية وزوجت ابنها البكر. وأشادت بدور معتمد بلدية القضارف في توفير المأوى الجيد من هجير الشمس، بعد أن ظلننا نصارع حرارة الشمس من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً، فيما أكد محمد عبد الفضيل السني معتمد بلدية القضارف أن بلديته عملت على رعاية المعوقين والنساء بإعداد دراسات متكاملة، وتشييد صالات ومظلات تميز العرض والطلب، وتحد من انتشار الأمراض الوبائية. ويجيء ذلك إنفاذاً للقرار «19» وإبراز الوجه الحضاري للمدينة. وأضاف أن بلديته قد فرغت من إعداد دراسات لتبليط السوق وفتح المصارف والمجاري مبكراً، بجانب تغيير عربة الكارو المقطورة بالحمار إلى موتر بمقطورة لنقل المياه والبضائع للحد من إفرازات الحيوان، ويستهدف ذلك في المرحلة الأولى مائة وحدة، مضيفاً أن البرامج التي نفذتها البلدية للنساء والمعوقين تأتي في إطار برنامج تخفيف حدة الفقر، وتمكين النساء الأرامل والمطلقات من ممارسة نشاطهم وحفظ كرامتهم، والعمل علي إبراز قدرات المرأة للعمل. فيما أشادت الأستاذة سعاد ديشول مستشار الولاية لشؤون المرأة والطفل بدور بلدية القضارف واهتمامها بالمرأة. وقالت إنهم يعملون لحل قضايا المرأة والاهتمام بمعينات الأسرة لزيادة دخلها بإنشاء كل مراكز البيع المباشر للمرأة في المحليات المختلفة. وقالت إن مستشارية المرأة بالولاية قد فرغت من تدريب «60» أرملة مع الجمعية الإفريقية للأمومة للأرامل والمطلقات محدودات الدخل حول تصميم المشاريع وإدارتها وكيفية تمويلها من القروض. وأبانت سعاد أن المستشارية قد أجازت افتتاح بنك الكفاية برعاية مشروع تنمية المرأة الريفية. وهكذا تتوحد الجهود بين بلدية القضارف وديوان الزكاة ومستشارية المرأة، لإبراز قدرات المرأة وتمكينها، ومكافحة الفقر بخلق بيئة تجارية وصحية متكاملة عبر الجهود المشتركة.