اعترف، أصبح الكلام عن التلفزيون مملا وسخيفاً، ولكن هذا قدرنا ان نتابع مسلسل الفشل في التلفزيون الذي أصبح مسلسلا مكسيكيا طويلا ومملا وكلما حاولنا الهروب من بؤس التلفزيون الى بعض التجليات الثقافية هنا وهناك، فاجأتنا الادارة بقرار جديد وغريب، سكتنا عن البرامج المعادة الفقيرة، وسكتنا عن شكل وهوية الشاشة الذي لا يليق بتلفزيون السودان وسكتنا عن الاخطاء التي تحدث في الشاشة كل يوم وسكتنا على «الوجع سوى البدع»!! ولكن لا يمكننا السكوت عن قطع ارزاق الغلابة فهل هناك تلفزيون عاقل في الدنيا يوقف عدد كبير دفعة واحدة!! وقال متعاونين قال!! ان العمل الاعلامي الحديث كله يعتمد على مبدأ العمل بالانتاج أو كما يسمى بالتلفزيون «القطعة»!! وحتى لا تخدع ادارة التلفزيون الرأي العام بكلمة متعاونين يجب توضيح هذه النقطة، ان الذين تم ابعادهم يمثلون مجموعة مميزة من الكفاءات في مجال الانتاج البرامجي والتقديم وغيرها من تخصصات التلفزيون وبعضهم قضى في التلفزيون سنوات طوال، قد تكون الادارة وجدت تخريجات قانونية، باعتبار هؤلاء متعاونين، ولكن أين المسؤولية الاخلاقية وأين المسؤولية الوطنية وأين المسؤولية التربوية وأين المسؤولية الاجتماعية للتلفزيون. هل اصدار هذه القرارات يتم بهذه العجلة والمفاجأة هل قطع ارزاق الناس يتم بكل بساطة هل اصبح المنهج الإداري في التلفزيون هو المزاجية!! وهل مطالبة المتعاونين بحقهم هي التي عجلت باصدار هذا القرار المتعجل المجحف؟! والتبريرات التي ساقها مسؤول بالتلفزيون لجريدة «فنون» بان الايقاف تم لأن ميزانية التلفزيون قلصت طيب يا «شيخنا» هناك مؤسسات كثيرة ميزانياتها قلصت مثل وزارة الخارجية ولم نسمع بقطع رزق أي أحد!! وحده التلفزيون الذي يقوم بذلك في اجراءات أقل ما توصف به انها سخيفة. والتلفزيون يتميز على كثير من المؤسسات أن لديه استثمارات من عوائد الاعلانات وبعض شركات التلفزيون بالاضافة الى مليارات وزارة المالية الشهرية!! والميزانية ايام الادارات السابقة كانت تكفي ولم نسمع بديون متلتلة ويكفي فقذ مديونية وكالة الاخبار العربية على التلفزيون ومدير التلفزيون يقول مافي أي ديون! واحسان التوم تحكم لها المحكمة ب 71 ألف دولار ويوافق التلفزيون وبرضو مدير التلفزيون يقول مافي ديون.. انه ملك المراوغة والتسويف واللعب بالاوصاف وهو لا يكذب ولكنه يتجمل ، ديون التلفزيون متراكمة على الافراد والشركات وقبل حل الهيئة كان يتصدى لها القطاع الاقتصادي فمن يحلها الآن!!. واذا أراد التلفزيون ترشيد الصرف كان بامكانه تخفيض العقودات المليونية والنثريات ومصروفات الاسفار وغيرها وآخر احتفال اتحاد اذاعات الدول العربية الذي صرف فيه التلفزيون الملايين ومازالت بعض الجهات دائنة للتلفزيون في هذا الملف. بح صوتنا في الحديث عن اخطاء ادارة محمد حاتم للتلفزيون والمسلسل مستمر ووصل لايقاف عدد ضخم من الكفاءات التلفزيونية. ولا نعرف ماذا يصبح بكرة واراهن لأنني استقرئ الاحداث جيداً اذا تم ابعاد مئات من الموظفين مع هؤلاء فلن تحل أزمة التلفزيون المالية!! أزمة التلفزيون المالية معروفة وفي امكان الحكومة ان تسأل عددا من الملمين بملف التلفزيون من الصادقين وسوف يقدمون لها الحقائق بالارقام وأظن الحكومة عارفة وكمال عبيد عارف والمؤتمر الوطني عارف والما فاهم يرفع يده!! ان القضايا تتشابك مع بعضها وما تقوم به إدارة التلفزيون تمثل أزمة سياسية لأن قطع الارزاق ليس بالشيء الهين!! والذين ابعدهم التلفزيون لديهم أسر وأطفال وبيوت بالايجار وبعضهم شباب يحلمون بالزواج والبخت السعيد ولكن ادارة التلفزيون سدت ابواب المستقبل في وجههم!! السؤال الذي يفرض نفسه اما لهذا الاخفاق التلفزيوني من آخر!! وقد طفح الكيل ووصلت الأمور الى درجة من التدني المريع.. عندما تفشل الادارة في كل الملفات عندما يفشل مدير التلفزيون في ملف البرامج وملف العاملين والملف المالي .القرار الذي يتوقعه الناس هو الاستقالة، اما سياسة الكنكشة فسوف تزيد الطين بلة.. سيظل التلفزيون جامداً ومحنطا مادامت هذه هي العقلية التي تديره والسياسة التي تتبع فيه لحل المشاكل.. اوقفوا هذه المهازل.. اما هذا زمانك يا مهازل فامرحي!!.